تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لماذا خصَّ الله تعالى القلبَ بالإثم في قوله (فإنه آثِمٌ قلبه) ؟

لماذا خصَّ الله تعالى القلبَ بالإثم في قوله (فإنه آثِمٌ قلبه) ؟ 2024.

دار
فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم – وفقكم الله وأعلى مقامكم –

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول تعالى { وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ }

فلماذا خصّ اللهُ تبارك وتعالى القلبَ بالإثم ، ولماذا ذِكَر القلبُ هُنا ؟

وفقكم الله ورزقكم مِن الطيبات ما تطيب به نفسك
ورزقكم الله رِضاه ورضي عنكم وأتمّ عليكم نِعمه ظاهرةً وباطِنة .

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

لأن القلب هو مَحَلّ الكِتمان .

قال ابن عطية في تفسيره : وخَصّ الله تعالى ذِكْر القَلب إذ الكَتْم من أفعاله ، وإذ هو المضغة التي بِصلاحها يَصلح الجسد كما قال عليه السلام .

وقال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) خُصَّ القَلْب بِالذِّكْر إذ الكَتم من أفعاله ، وإذ هو المضغة التي بِصلاحها يَصلح الجسد كله ،
كما قال عليه السلام ، فَعَبَّر بالبعض عن الجملة .

وقال الكِيَا : لَمَّا عَزَم على ألاَّ يُؤدّيها وتَرْك أداءها باللسان رَجَع المأثم إلى الوجهين جميعا …
وهو من بديع البيان ولطيف الإعراب عن المعاني .

يُقال : إثم القلب سَبب مَسْخِه ، والله تعالى إذا مَسَخ قَلْبًا جَعَله مُنَافِقا وطَبع عَليه ، نعوذ بالله منه .

وقال أبو حيان في تفسيره : كَتْم الشهادة هو إخفاؤها بالامتناع من أدائها ، والكَتْم من معاصي القلب ،
لأن الشهادة عِلْم قام بِالقَلب ، فلذلك علق الإثم به.

وهو من التعبير بالبعض عن الكل :
" ألا إن في الجسد مضغة إذا صَلَحت صَلح الجسد كله ، وإذا فَسَدت فَسَد الجسد كله ، ألا وهي القلب " .

وإسناد الفعل إلى الجارحة التي يُعْمَل بها أبلغ وآكَد ،

ألا ترى أنك تقول : أبصرته عيني ؟ وسمعته أذني ؟ ووعاه قلبي ؟

فأسْنَد الإثم إلي القلب إذ هو مُتَعَلَّق الإثم ، ومكان اقترافه ، وعنه يُتَرْجم اللسان .

ولئلا يُظَنّ أن الكتمان مِن الآثام المتعلقة باللسان فقط ، وأفعال القلوب أعظم مِن أفعال سائر الجوارح ،
وهي لها كالأصول التي تتشعب منها .

والله تعالى أعلم ..

دار

بارك الله فيكِ وفي طرحكِ الطيب
دار

بارك الله فيكِ
سلمت يمنياكِ
جزاكِ الله الجنة

جزاك الله كل خيرا على الموضوع الهادف والمميز
كعادتك دائما ماشاء الله اسلوب قوى …واضح …سلسل
مشكورة
دار

رزقنا الله قلوبا تخ؛ــشاه

كأنـها تراهـ

إلى يــــوم تلقاهـ

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.