اقرو هذالموضوع من مجلة المجتمع/
أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أن حركات البدن والرياضة مثل الصلاة تفيد كثيراً النساء الحوامل، كما أنها تضر كثيراً الحائضات، لأن المرأة المصلية عندما تؤدي السجود والركوع يزيد جريان الدم إلى الرحم، بالإضافة إلى أن خلية الرحم والمبيض شبيهة بخلية الكبد التي تجذب كثيراً من الدماء.
ولا شك أن رحم الحامل يحتاج إلى الدماء الوفيرة لكي تغذي الجنين ولتصفية الملوثات من دمه، وعندما تؤدي الحامل الصلاة، فإنها تساعدها في إيصال الدم بوفرة إلى الجنين.
أما الحائض إذا أدت الصلاة فإنها تسبب اندفاع الدم بكثرة إلى رحمها، مما يؤدي إلى فقدانه ونزوله في دم الحيض.
ويقدر حجم الدم والسوائل المفقودة من جسم المرأة أيام الحيض ب 34 ملي لتر من الدم ومثله من السوائل، ولو أدت الحائض الصلاة فإنها تتسبب في هلاك الجهاز المناعي بجسمها؛ لأن كريات الدم البيضاء التي تقوم بدور مهم في المناعة، تضيع عبر دماء الطمث المفقودة من الجسم.
ونزيف الدم بصفة عامة يزيد من احتمالات العدوى بالأمراض، أما الحائضات فقد حفظهن الله سبحانه من العدوى بتركيز كريات الدم البيضاء في الرحم خلال الدورة الشهرية لكي تقوم بالمدافعة والحماية ضد الأمراض.
أما إن صلت المرأة أثناء الحيض فإنها تفقد الدماء بقدر هائل وتفقد معها كثيراً من كريات الدم البيضاء، مما يعرض سائر أعضاء جسمها مثل الكبد والطحال والغدة الليمفاوية والمخ للمرض، وتظهر هنا حكمة منع الصلاة أيام الحيض للنساء حتى يطهرن، كما وصفه القرآن علي انه أذى بقوله.
بالإضافة إلى أن تحريك الجسم لا سيما في السجود والركوع، يزيد سيل الدماء إلى الرحم ويسهل فقدانه هباءً، بالإضافة إلى ما يسببه من نقص الأملاح المعدنية من الجسم. وينصح الأطباء في فترة الطمث بالاستراحة وتناول الوجبات الغذائية، لكي لا يضيع من الجسم الدم وسائر الأملاح الثمينة، وهنا تتضح أيضاً حكمة منع الصوم أيضاً للنساء اثناء الحيض.
فسبــــــــــــــــــــــحان الــــــــــــلــــــــــــه
عن صحة هذا الموضوع
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ووفقك الله لكل خير .
هذا غير صحيح لِعدّة اعتبارات :
الأول : أن منع الحائض من الصلاة ليس من أجل جريان الدم فحسب ، بل لأجل انعدام شرط من شروط الصلاة ، وهو الطهارة .
الثاني : أنه لو كان منعها من الصلاة لأجل ذلك لأُذِن لها أن تُصلي مثلا وهي جالسة ، أو تُصلِّي إيماء ، كما هو الحال في المريض ، والخائف ونحوهما .
الثالث : أنه لو كان منعها من الصلاة لأجل ذلك لَمُنِعَت الْمُسْتَحَاضَة من الصلاة ، وجريان دم الْمُسْتَحَاضَة أكثر من دم الحائض .
قالت عائشة رضي الله عنها عن أم حبيبة بنت جحش رضي الله عنها : كانت تغتسل في مِرْكَن في حجرة أختها زينب بنت جحش حتى تعلو حُمْرَة الدم الْمَاء . رواه مسلم . وفي رواية له : قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها : رَأَيْتُ مِرْكَنَهَا مَلآن دَمًا .
فالْمُسْتَحَاضَة لا تُمنع من صلاة ولا من صيام ولا من طواف ، مع أنها أكثر دمًا من الحائض .
الرابع : أن دم الحيض قَدْر زائد عن حاجة الجسم ، فالرَّحِم يدفع دم الحيض الذي لا ينتفع به الجسم ؛ لأن دم الحيض إذا اشتمل الرحم على الحمل لا يَخرُج ، فيكون منه غذاء الجنين .
الخامس : أن الأطباء قديما وحديثا ينصحون المرأة في حال حيضها بتناول ما يُساعِد على تنظيف الرحم ، وإدرار دَم الحيض ، فإخراج الدم مطلوب طِبيًّا ، وليس العكس ! إذْ لا مصلحة في إبقائه ! بل الأطباء يعبرون احتباس دم الحيض مَرَضًا .
السادس : أن المرأة الحائض تتحرك وتذهب وتجئ وتعمل ، ولا يُؤثِّر ذلك على صِحّتها !
السابع : يُشكل على هذا القول أن الحائض مُنِعت أيضا من الطواف بالكعبة ، ولم تُمنع من المشي ولا من الوقوف بِعرفة . وهذا يُؤكِّد أن الحائض إنما مُنِعت من ذلك كلِّه لأجل فُقدان شرط الطهارة .
وهذه الاعتبارات السابقة تُضعِف القول بأن مَنْع الحائض من الصلاة من أجل الأسباب الطبيَّـة المذكورة في الموضوع الذي سُئل عنه .
والله تعالى أعلم .