هل تتذكر تلك المخلوقات البحرية التي ليس لها عظام ولا دماء ولا خياشيم أو عيون، وتعرف بميوعتها وألونها الجذابة؟، إنها "قناديل البحر" التي كنا نلهو بها ونصطادها ونحن أطفال غير مكترثين بما تسببه لنا لسعتها من آلم، المهم أن نتسابق على اصطيادها.
الآلاف من هذه القناديل انتشرت مؤخرا في بحر شواطئ غزة ومنعت الكثيرين من نزول البحر، لكن آخرين اثروا لسعة تلك القناديل وما تسببه من حروق وإلتهابات، على عدم الاستمتاع بالبحر.
وتنتشر قناديل البحر، تلك المخلوقات الرخوية الضعيفة، متفاوتة الأحجام، على شواطئ بحر غزة بكثافة خاصة في شهر يوليو ثم يقل وجودها تدريجياً.
وتبدأ رحلة احتلالها للشواطئ بحسب المنقذ البحري محمد اللحام، في أواخر شهر يونيو لغاية أواخر شهر يوليو، فمع ازدياد حرارة الجو، تخرج القناديل نحو الشاطئ، الأمر الذي يشكل مشكلة كبيرة بالنسبة للمصطافين الفلسطينيين.
اللحام يقوم مع زملائه في ذات المهنة بعمل بعض الإسعافات الأولية لمن يصاب بلسعة القنديل وإذا كانت الحالة حرجة كأن يلتصق القنديل بالجسم كله فيقوم بالاتصال بسيارة الإسعاف.
ويتحدث اللحام عن بعض هذه الإسعافات الأولية ومنها نقع الجزء المصاب في مياه البحر المالحة، وليس في المياه العذبة كما يفعل الكثير من المواطنين دون دراية أن ذلك يسبب مزيد من الشعور بالألم.
وعن سبب انتشار هذه القناديل يوضح المنقذ البحري محمد اللحام أن "الأسمال الكبيرة تتغذى على القناديل والأسماك الصغيرة، لكن صيد تلك الأسماك أدى إلى تكاثر القناديل بشكل كبير جداً خلال السنوات الماضية".
ويلهو أطفال غزة دون إكتراث بتلك المخلوقات، إلا أن المنقذين الموجودين بجانب المواطنين، حذروا من الإمساك بالقناديل، حتى لو كانت ميتة.
ويقول اللحام "تبقى السموم متواجدة بداخلها رغم موتها.. ولهذا نحذر أي طفل يلعب بها بأنه قد يصاب بألم في يديه أو جسمه نتيجة تلك السموم".
ومما يزيد من أعداد القناديل هوعدم استفادة الإنسان بها لا في الأكل و لا في أي نشاط تجاري وبالتالي لا يوجد أي تهديد لها من جانب البشر، باستثناء بعض الأنواع القليلة التي تؤكل في شرق آسيا.
وتوجه الدكتورة "بيتي القدرة" عدة نصائح للمصابين بلسعة القنديل منها:
– عدم لف الجزء المصاب بالفوط أو دعكه بالرمال، لأن كل هذا يؤدي إلى انطلاق ما لم ينطلق من الخلايا اللاسعة، فيزداد التأثير اللاسع.
– من الأفضل إزالة أجزاء القناديل الملتصقة بالملاقط، أو بالحافة الخلفية غير الحادة للسكين إن أمكن، إذا كانت الإصابة خفيفة وفي أماكن عادية من جسم الإنسان.
-حمض الخل (الخليك) يخفف من الآلام التي قد يحدثها القنديل لجسم المصاب وكذلك عصير الليمون، فهو يعمل على منع انطلاق الخيوط اللاسعة وإزالة السموم من على الجسم.
– الحلول السابقة لا تصلح في حالة إصابة العيون، فيجب نقل الحالة للمستشفى مباشرة، أو علاجه مؤقتا بقطرات ومراهم مسكنة مثل الهيدروفينوكول والسفراديكس وذلك باستشارة المختص.
– لا يجب استخدام العطور أو كريمات الحلاقة لأنها تزيد من تأثير لسعة القنديل.
جزاك الله خيرا كثيرا
وجعلك من اهل الفردوس
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
وننتظر المزيد من كتاباتك الرائعة
