الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أنا فلسطينية وهذه قصتي …قصة معاناتي .
اولا اعذروني لان الاسماء هنا مستعارة
اعرفكم بنفسي
انا فلسطينة ابنة ال19 عاما كانت حياتي حتى سن ال15 حياة عادية ترعرعت في ظلال أسرة ملتزمة والحمد لله تعلمت فيها اسمى معاني الحب والاخلاص والوفاء …. اخذت عن اسرتي الدين الحنيف تعلمت من الحياة ما يساعدني على العيش والبقاء ……..ولكوني فلسطينية فلا شك من وجود المعاناة….شاركت أهلي وأحبابي وخلاني وأصحابي جميع أشكال القهر والاعتداء وذلك بعد سن ال15
قدر الله وشاء بان يبتليني بنوع من القسوة على يد الاعداء حيث تلقيت اقسى انواع العذاب الذي لم أجد من يتكلم عنه او يغضب لاجله …….معاناتي وما ادراكم ما معاناتي …………………اليكم قصتي يا احبتي
انتظرت ذلك اليوم بفارغ الصبر يوم عيد ميلادي ومن حقي كطفلة ان افرح في يوم كهذا اليوم ولكن هل طبق حق الحرية اوحتى حق الفرحة في فلسطين لا اعتقد بان هذا الحق طبق اوسيطبق على مدى السنين وانما هو عبارة عن كلمات تكتب على السطور ….انتظرت ذالك اليوم وكأني كنت انتظر يوم اعتقالي
نعم الى السجن لا غرابة في ان نسجن اطفال كنا ام رضع شيوخا ام نساء كلنا سواء برأي اصحاب القرار وهم اليهود
اليوم السبت اريد ان احتفل بعيد ميلادي لاول مرة في حياتي ولكن كما ذكرت سابقا ان حقي في الاحتفال هو كلام لامعنى له ولا اصل له في معجم اليهود انا الان انتظر ابي ريثما يعود محملا بالحلويات كما وعدني
ولكن انظروا مالذي حصل:
بينما انا ارتب المطبخ همست في اذناي اصوات مزعجة تاتي من بعيد اصبحت تقترب شيئا فشيئا الان انا ارى مجسمات ضخمة متحركة من النافذة تصدر اصوات غريبة علمت بان هذه المجسمات هي سيارات الجيش اراها تقترب من بيتنا ارتابني شعور بالخوف صحت باعلى صوتي جيش في المنطقة جاءت امي راكضة اين هم ياا وفاء هناك يا امي اراهم يحاولون الالتفاف للدخول الى ساحة البيت …قامت امي بتغطية راسها
اصبحت السيارات واضحة تماما بالنسبة لي انني اراها بشكل واضح وامي تدعي الله بان يلطف بحالنا
بعد بضع دقائق دق الجرس ….يبدو انهم محترمون اليوم….لان عادتهم هي خلع الابواب والدخول بلا احم ولا دستور
فتحت امي الباب وقالت :ماذا تريدون ؟؟انتي وفاء..لا بل امها ومالذي تريدونه من وفاء ؟؟لاشأن لك بهذا ادخلوا واحضروا وفاء.. كنت جالسة في المطبخ ارتجف من الخوف دقات قلبي احسستها مطربة ولكن الامر محتوم ومعلوم انه لا مفر دخلوا المطبخ امسكوا بي بقوة حتى احسست بأن اضلاعي ستنكسر ناديت بصوت عالي وانا ابكي قائلة اتركوني ما الذي تريدوه مني قالو اخرسي والا امي علمت بان امرا اومصيبة كبيرة ستحصل اتصلت مسرعة بوالدي :خالد تعال بسرعة وفاء في خطر واغلقت الهاتف ومسكت بي وشدتني نحوها ولكن احد الجنود قام بدفع امي فسقطت على الارض خرجوا بي مسرعين نحو سيارتهم دفعوني بقوة للداخل امي تشاهد وتصرخ وتبكي اتركوها ابنتي الغالية وفاء لم تشفع لنا دموعنا ولابكاؤنا ادخلوني السيارة وكان احد الشباب الذين اعرفهم من بلدتنا قد اغتيل مثلي وكان يكبرني بثلاث سنوات و كنا ندرس في نفس المدرسة عرفته وقلت له:محمد ماالذي جاء بك هنا
قال لي:الذي جاء بك يا وفاء!!!! ولكنهم قادوني وانا اجهل السبب فما الامر يا محمد
ابتسم المسكين ابتسامة ملئها الاسى وقال لي :قادوني بتهمة محاولة اجراء عملية انتحارية ولكن هل هذا صحيح يا محمد ؟؟!!بالتاكيد لا فأنا لا افكر بهذا وخاصة بأني وحيد امي وانا الذي اعيلها بعد وفاة والدي حسنا وماذا عني انا لماذا قاموا بالاتيان بي هنا؟؟؟؟وفاء انتي متهمة بنفس تهمتي !!!!وما ادراك انت بهذا ؟؟؟عندما دخلوا بيتنا سألوني اين وفاء قلت لهم لماذا ؟؟…اخبروني بانك اردت اجراء عملية انتحارية ……. ضحكت قليلا وقلت له على سبيل المزح
…………………..من الممكن ان تفكر انت بهذا اما انا فلا يكفي باني انثى واخاف من هذه الافكار…………..
والى هنا اكتفيت من الكلام والتزمت الصمت ما يقرب ال3 ساعات الى ان توقفت السيارة عن السير وقاموا باخراجنا من السيارة .. ثم ادخلونا الى ممر طويل جدا احسست باني في متاهة وعلي الخروج منها احسست بتعب في قدماي وقفت قليلا لكن الجندي قام بدفعي ثم واصلت السير ومحمد بجانبي يمسك به جنديان وانا اسير في الممر انظر الى غرف السجن من حولي فيها شباب ونساء وشيوخ واطفال مثلي ثم ماذا…….. ادخلوني اناومحمد الى غرفة صغيرة حجمها لا يزيد عن ال3 امتار مع وجود حمام داخل الغرفة الان اصبحت انا ومحمد في غرفة واحدة وهذا زادمن خوفي فانا لا اعرف محمد االا انه احد طلاب المدرسة التي ادرس فيها وانه يكبرني بثلاث سنوات هذا كل ما اعرفه عن هذا الشاب حتى لااعلم اسم والده المتوفى لا اعرف عنه شيئا يا الهي انا في ورطتين الان ..طلبت من الجندي عندما احضر لنا الطعام بأن ينقلني الى الغرفة المقابلة لان فيها نساء ولكنه رفض ذلك و بعد ان دخلنا السجن ببضع ساعات رايت محمد يحمل مصحفا صغيرا اخرجه من جيبه وبدا يقرا القران بصوت منخفض
بداية تعجبت قليلا لا ادري لماذا ربما لاني لاول مرة ارى شابا يحمل المصحف ويرتل القران بكل خشوع
وخاصة في عصرنا عصر الفتن والمضلات كنت منطوية في زاوية اراقب صوته الجميل وتأثره بما يقرأ
بعد ان انتهى من القراءة قلت له محمد هل اخذت دورة في التجويد قال لي لا لم آخذ وانما استمع القران كثيرا تبسمت قليلا وقلت له وكم تحفظ من القران قال لي احفظه كاملا بحمد لله ماشاء الله كاملا؟؟!!!!!!!!
نعم وهل هناك غرابة في ذلك ؟؟قلت لا وسكت بعد ذلك اطمأننت على نفسي بأنه لن يصيبني أي مكروه من هذا الشاب وحمدت الله بان هذا الشاب صاحب خلق ودين
الان انا ومحمد في غرفة وحدنا هو لا يتكلم معي ولا انا اتكلم معه امامنا زمن طويل سنعيشه معا في هذه الغرفة الصغيرة ننام فيها معا وناكل معا ونشرب معا نتوضأمن نفس الحنفيه ونقرا القران من نفس المصحف
حسنا ولكن هذا ما اجبرنا عليه الزمن هذا ما كتبه لنا القدر لم اطق صبرا فكلانا لا يتكلم مع الآخر وامامنا ايام لا نعلم عددها سنقضيها في السجن وقلت في نفسي يكفي بانه سجن وانا لا استطيع السكوت طويلا فمن عادتي كثرة الكلام
اصبحت انا ومحمد كاالاخوين يآثر كلا منا الاخر على نفسه
وذات يوم طلبت من محمد بأن يأم بي صلاة الفجر قام وتوضأ وصلى بي ثم علمني بعض الاذكار التي ينبغي على المسلم ان يقولها بعد الصلاة الساعة الان السابعة صباحا جاء صاحب الشنب الطويل الجندي (السجان) جاء ليرى الوضع
نظر الينا وجدني جالسة في زاويتي ومحمد كذلك وكان يقرأ القران اقترب الجندي من محمد وسأله ما هذا قال له هذا كتابي قال كتابك!!!!!!! وضحك ومشى قلت لمحمد لا بأس يا محمد فلو انهم يعلمون ما بكتابك هذا لبكوا بكاءا مرا
الساعة التاسعة جاء جندي آخر واحضر لنا الفطار وكنا في تلك الليلة قد نوينا الصيام انا ومحمد قال محمد لا نريد الفطار قلت له لكن انا اريده يا محمد نظر الي وقال وفاء الن تصومي اليوم قلت له بلى ولكن دعنا ناخذ الفطار
اخذت الفطار ومحمد مندهش وبعد ان خرج الجندي قلت له سنحتفظ به حتى نفطر عليه المغرب…….وكذلك الغداء اخذنا الوجبة واحتفظنا بها الى اذان المغرب وبعد ذلك افطرنا من بعد الصيام واحتفظنا بما تبقى لنتسحر عليه في الليلة القادمة علما بان هذا الشهر ليس بشهر رمضان ولكنا احببنا ان نكسب اجرين معا والصيام يمنع من ارتكاب المعاصي وهو يحفظ المرء من الوقوع في الخطأ
اليوم السبت مضى على سجننا سنة كاملة كسرت اليوم يدي بسب ضربة تلقيتها من الجندي حالتي النفسيةو المعنوية اصبحت ضعيفة جدا اصبحت نحيلة الجسم قليلة القدرة على المقاومة بعد ان تعرضت للضرب الشديد والقاسي من الجنود ومحمد حالته اسوأمن حالتي حالته النفسية تغيرت كثيرا واصبح يردد كيف اسامح نفسي امي وحدها ولا ادري ما حصل لها بغيابي انا ابنها الوحيد من يعيلها من يقدم لها الطعام او من يشتريه لها ياااااااالهى …..قلت له هون عليك يا اخي وما ذنبك انت اخرجت رغما عنك وستفرج باذن الله واخذت ابكي وادعو الله ان يعيدنا قريبا الى اهلينا
اليوم نهاية الاسبوع اليوم الجمعة استيقظت الساعة الثانية ليلا على صوت محمد يرتل القران ويقرأ((ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)) يالله ما اجمل هذه الاية فوالله انها لتعطيني اليقين بالنصر كلما سمعتها فيا سبحان الله
في هذا اليوم تم الاسبوع الاول من السنة الجديدة وكان هو اخر ايامنا في السجن جاء ثلاثة جنود معا ودخلوا الغرفة امسكونا بقوة واخرجونا وانا اقول افراج يا محمد احمد الله افراج افراج ضحك محمد وقال الحمد لله الحمد لله
عدنا الى بلدتنا والتعب يملئ اجسادنا والابتسسامة مشرقة في وجوهنا وسط دموع الفرح ذهبت الى بيتنا ومحمد معي فيا سبحان الله يا له من شاب خلوق ومخلص عاملني وكأنه يعامل اختا له لم يدعني اذهب الى بيتنا وحدي بل اراد ان يطمأن علي حتى ارجع الى اهلي سالمة وذلك لان اهلي لا يعلمون بأنه افرج عني
طرقت الباب من انا انا ولم اقل من انا فتح والدي الباب الدهشة تملئ وجهه ويقول وف وف وفاء ابنتي الغالية واحتضني بشدة وهو يقبلني ويقول حبيتي وفاء ما الذي جرى لك غاليتي ما الذي أصاب وجهك ما هذه الأورام التي في وجهك قلت لاشيء يا أبي ومحمد واقف يبكي وأنا أسمعه يتمتم و يقول والدها احتضنها بهذه الشدة فماذا عن أمها اذن فلأذهب الى أمي ثم قال يا عم أوصلت الأمانة اليكم وأنا الان ذاهب الى بيتنا قال له ابي انتظر ومن انت يا ولدي قلت هذا محمد يا ابي عاش معي في السجن وابي لاحظ هذا لان علامات التعب والعذاب والارهاق واضحة في عينية ثم سلم عليه والدي وعانقه وقال له وأين بيتكم يا محمد قال محمد لا ادري والله لان اليهود قاموا بهدم المنزل قبل ان يعتقلوني مع ابنتكم الى السجن وانا اريد الذهاب لأعلم ما أخبار أمي وأين تعيش الآن أنا دهشت جدا وقلت ماذا يا محمد منزلكم هدم ولم لم تخبرني بهذا طوال هذه الفترة ثم أجهشني البكاء
طلب والدي من محمد بان يجلس عندنا قليلا حتى يبدل والدي ملابسه ويذهب معه ليعلموا ماذا حصل لام محمد ودخلت البيت مرهقة جدا رأيت أمي تلف الشال على رأسها تريد أن تخرج لتقابلني بعد أن رأتني من النافذة وعندما رأيتها أحسست بان هناك قوة وطاقة غريبة في جسمي صحت بأعلى صوتي امييييييييييييييي
وأمي تقول وفاء حبيبتي واحتضنتني وهي تبكي بشدة وأخوتي الثلاثة حولي يقولون اختنا وفاء عادت الينا
بعد اربعة ساعات رن جرس الهاتف ردت أمي السلام عليكم من؟؟ أنا محمد يا خالة وفاء موجودة؟؟؟ محمد ومن تكون يا بني …؟؟؟؟ أنا……..وعرفها بنفسه ثم قالت أمي وفاء هناك مكالمة لك يا ابنتي مكالمة من يا ترى ؟!!!!
الو من ؟؟؟ أنا محمد يا وفاء محمد كيف أنت يا محمد ما هي أخبار أمك اخبرني قال لي أنا الآن عند أمي في بيت خالتي وامي تسلم عليك كثيرا الحمد لله سلم عليها يا محمد وبعد أن أنهيت المكالمة عدت احتضن امي وانا احمد الله بان اعادني اليها وان اراني اياها قبل موتي
بعد 3 اسابيع رن جرس الباب
ذهبت انا وفتحت الباب ويا للمفاجأة الجميلة انه محمد وامه معه
السلام عليكم……..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم تفضلوا وصحت بصوتي العالي الذي اعتاد عليه محمد ونحن في السجن::::امي محمد وامه عندنا جاءت امي وتعرفت عليهم بعد ان قمت بادخالهم الى غرفة الضيوف وتعرفت على ام محمد وشكر كل منا الاخر ……وجلسنا مع بعضنا عائلتي وعائلة محمد جلسة رائعة ملئهاالمحبة
وبعد اسبوع جاء محمد وامه لطلب يدي للخطوبة وتمت خطبتي انا ومحمد والحمد لله وبقيت ايام السجن مجرد ذكريات نتذكرها سويا
هذه هي قصتي فهل علمتم من أنا
والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته
طبعا هذه مجرد قصة خيالية قمت بتأليفها لكم وانا انتظر التعليقات اتمنى ان تنال اعجابكم ^ ^
ربي يحمي العرب جميع وينصر المسلمين بكل مكان
الف شكر لالك غاليتي على القصه الرائعه بمعانيها
جميع المشاعر و مضاداتها تجمعت عندي
قصة رائعة