المؤمن الحريص على نجاة نفسه هو الذي يسعى لسلامتها من كل ما يهلكها ، ويرفق بها ،
ومن الرفق بها مراقبة سيرها إلى الله لتنجو من عذاب الآخرة ،
ومجاهدتها للقيام بما أُمرت به واجتناب ما نهيت عنه ابتغاء رضوان الله ،
فيبدأ بالتوبة من سائر الذنوب ، ويحثها على المسابقة في العمل الصالح ،
والارتقاء بها إلى المقامات العلى في الإيمان
ويسعى إلى ذلك بالأسباب المعينة كمعرفة ثواب الأعمال وآثار الذنوب وأسبابها والابتعاد عن المخذلين وضعيفي الهمم ،
وسماع أخبار المجتهدين في الطاعات ثم إذا ضعفت عن الصالحات أو بدرت منها المعاصي ، وجنحت إليها ، فهذا مقام المعاقبة .
وليس من المعاقبة المحمودة تعذيب النفس وتكليفها بما لا تطيقه ،
أو بما يؤذي البدن كالحرق بالنار أو القيام في الشمس ،
أو ما يشبه ذلك بل بزيادة في الأعمال الصالحة بلا مشقة زائدة ، أو حرمانها مما ترغب ،
وأنت طبيب نفسك ، وتعلم ما يساعدها على الفتور والعصيان فتتركه .
إعلم أن [ المؤمن ] إذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيراً أو فعلت شيئاً من المعاصي فلا ينبغي أن يهملها ،
فإنه يسهل عليه حينئذ مقارفة الذنوب ويعسر عليه فطامها
بل ينبغي أن يعاقبها عقوبة مباحة كما يعاقب أهله وولده ،
وكما روي عن عمر أنه خرج إلى حائط له – أي : بستان – ثم رجع وقد صلى الناس العصر ،
فقال : إنما خرجت إلى حائطي ، ورجعت وقد صلى الناس العصر ، حائطي صدقة على المساكين .
أما العقوبات التي فيها إضرار بالبدن أو ارتكاب منهي عنه : فلا تجوز ،
كما روي أن رجلاً نظر إلى امرأة فقلع عينيه ،
وآخر عصى الله بيده فوضعها في النار حتى شُلت ،
فمثل هذا لا يجوز ، فإنه ليس للإنسان أن يتصرف في نفسه بمثل هذا .
أ.هـ بتصرف من " مختصر منهاج القاصدين " .
الإسلام سؤال وجواب
بارك الله جهودكِ الطيبة
اسْأَل الَلّه ان يُجْزِيْك خَيْرَا عَلَيْه وَان يَجْعَلُه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِك
بأِنْتِظَار كُل مَاهُو مُفِيْد وَقِيَم مِنْك دَائِمَاً
كل الشكر لكِ مع خالص الود والتقدير
أختي الغاليه
موضوع مميز وهام
أختياركِ كان مناسب
فمن منا يجب أن يحاسب نفسه ويزجرها
عن الذنوب والمعاصي
اللهم أرزقنا توبة نصوحه قبل الموت
ويجنبها سخطك واكنفها يا رب برحمتك
و أعصمها من معصيتك اللهم أمحو عنها الزلها
و أقل العثرة وبدل السيئة حسنه
و أجعل كل ذنب لها مغفور و أسكنها عامرات القصور
و أكرمها برؤية وجهك يا عزيز يا غفور
و جميع المسلمين ..
اللهم امين