قد تشعرين وكأن فراشات تطير فى داخلك إلا أن حركات الجنين بمثابة تذكير رائع لما يحدث هناك فى أحشائك. إحدى أكثر اللحظات جمالاً أثناء الحمل هى الشعور بحركة طفلك للمرة الأولى. ومع مرور عشرة أسابيع على الحمل، تتطور عضلات طفلك، لذا يمكنك أن تشاهدى مهاراته الرياضية أثناء فحص المسح الضوئى فى أسبوعك الثانى عشر، على الرغم من أنك لن تلاحظى حركاته بخلاف ذلك.
إن تحركات الطفل فى الرحم تمثل جزءاً مهماً من نموه إذ أنها تحفز نمو العضلات وتحافظ على مرونة المفاصل وتساعد فى تشكيل وتقوية العظام.
وابتداءاً من الأسبوع الـ 16، يصبح طفلك كبيراً بما يكفى لتشعرى بوجوده وسوف تضغط حركاته على جدران رحمك. وخلال المسح الضوئى ثنائى الأبعاد الذى يتم بعد 20 أسبوعاً، سوف تشاهدين أن حركات طفلك أكثر تطوراً. إذ سيكون قادراً على تحريك أصابعه، وثنى ذراعيه وساقيه أكثر، ويمكنه حتى أن يمص إبهامه، وحسب لكارين بينار، نائب مدير التصوير فى مستشفى بورتلاند للمرأة والطفل، فإن المسح الضوئى رباعى الأبعاد يمكنه أن يعطى مشهداً تفصيلياً لطفلك فى الأسابيع 24 إلى 32، بما فى ذلك حركات الوجه. وإذا لم تشعرى بأى حركات بحلول الأسبوع 21، ينصح ماثورو أن تتصلى بالطبيب . ويؤكد بقوله: " إن غياب حركات الجنين لا يعنى بالضرورة وجود مشكلة. ولكن قد يرغب فريق الرعاية الصحية الخاص فى الاستماع إلى نبضات طفلك للاطمئنان".
الركلة الأولى
وهناك عدة عوامل يمكنها أن تحدد متى ستشعرين بحركة طفلك للمرة الأولى. فالنساء اللواتى سبق لهن الإنجاب يلاحظن تحركات الأطفال اللاحقين فى وقت مبكر- ربما لأنهن أصبحن يدركن الأحاسيس. ويشير ماثورو إلى أن وضع المشيمة فى الرحم يمكن أن يؤثر أيضاً على سرعة اختبارك لحركات جنينك فى بطنك.
فإذا كانت المشيمة باتجاه مقدمة الرحم، أقرب إلى البطن الخارجى، يمكن أن تصبح منطقة تحجز بين الطفل وجلد الأم وبالتالى تخدر الأحساس. والنساء اللواتى لديهن مشيمة أمامية قد لا يشعرن بحركة أطفالهن الأولية حتى الأسبوع 22 إلى 24 أو حتى بعد ذلك.
فراشات ترفرف
وتصف النساء حركات أطفالهن الأولية بطرق عديدة: مثل تموجات حركة الماء، أو سمكة ذهبية تسبح، أو فراشات ترفرف، وكأنه شعور بالدغدغة أو ملمس الريش، وفى الأسابيع الأولى، من الشائع أن تشعر المرأة بعدة حركات رفرفة فى يوم واحد، بينما لا تشعر فى اليوم الثانى بأى حركة، وبين الأسابيع 28 و32 سوف تكتشفين على الأرجح أنها تتبع نمطاً معيناً.
وتحتفظ بعض النساء " بمخططات للرفسات " لتسجيل عدد المرات التى يتحرك فيها أطفالهن خلال فترة 12 إلى 24 ساعة، وإذا شعرت بعدد قليل للغاية من الرفسات، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة. غير أن جوى هورنر، التى تعمل لحسابها الخاص من لندن، تعتقد أن أنماط حركة الجنين تتباين للغاية لدرجة أن المخططات يمكن أن تؤدى إلى قلق ليس له داع. وبدلاً من ذلك تقترح تسجيلاً ذهنياً تقريباً للأوقات التى يكون فيها طفلك نشطاً ولكن لا داعى للقلق إذا تغيرت أنماطه قليلاً من وقت إلى آخر.
وتختلف الأوقات التى تشعرين فيها بالحركات من طفل إلى آخر، وتذكرى أيضا كما هو الحال مع باقى الجنس البشرى، يمكن للجنين أن يشعر بالطاقة فى يوم ما، ولكنه يريد أن يرتاح فى اليوم التالى. كما أن دورات اليقظة والنوم ستؤثر أيضا على حركاتهم ويعتقد أنهم يقضون وقتاً طويلاً فى النوم. وفى العادة يستيقظون ويتحركون كل ساعة أو ساعتين لنحو 10 إلى 40 دقيقة قبل أن يغفوا ثانية. ويميل الأطفال فى طور النمو إلى النوم مطولاً خلال اليوم حيث أنهم يهدأون بسبب شعور الاهتزاز الذى يحدثه المشى. وحالما تأوين إلى النوم فى المساء يستيقظون فى أغلب الأحيان.
تواصلى مع جنينك
وتقول هيلين سافيل وهى أخصائية فى الأساليب الطبيعية لصحة المراة، أن الوقت المثالى للتواصل مع طفلك هو عندما تشعرين به يتحرك وتقترح أن تتحدثى معه، أو تشغلى الموسيقى وتدلكى بطنك فى الوقت ذاته بقليل من لوشن مرطب للجسم أو زيت يتضمن قطرات من البرتقال او البابونج أو اللافندر (جميعها آمنة بعد الشهور الثلاثة الأولى من الحمل).
جربى أيضا زيت الزيتون من " Bayan Loutra" الذى يعد الأنسب للنساء الحوامل، أو جربى حمام خليط الملح " Post Natal Bath" من الشركة نفسها حيث تساعد الأملاح المرأة الحامل على الاسترخاء، وهو يحتوى على خليط من الأعشاب النافعة أهمها اللافندر والعرعر والشب والزعتر ولحاء البلوط وأوراق البلوط والخرنوب (الصمغ العربى حيث ينثر القليل من الخليط مباشرة فى ماء الاستحمام مع تحريكه برفق قبل الاسترخاء فى مياة الحوض العذبة والعطرة).
تفاعله مع العالم الخارجى
وهناك أنواع معينة من الأغذية والمشروبات التى يمكنها أن تطلق حركات الجنين. فقد يشعر طفلك " باندفاع السكر" ويبدأ فى الحركة بعد 20 دقيقة من تناول شيئاً حلو المذاق للغاية. أو يبدأ بالرفس بعد تناول مشروب بارد جداً. والمنتجات التى تتضمن الكافيين مثل الكولا والشاى والقهوة، لها تأثير محفز.
وإذا أردت تهدئة طفلك فى المساء، تجنبى تناولها قبل النوم. وعندما تكونين متوترة أو متحمسة، يندفع الآدرينالين فى جسمك ومن شان ذلك أن يعبر المشيمة ويزيد من مستويات نشاط طفلك. وربما تكتشفين مع نمو حاسة السمع لديه، أنه قد يتفاعل مع أصوات معينة، ومعظم الأطفال الأجنة سيخافون ويقفزون بسبب الأصوات العالية. والوجهة التى يتجه نحوها طفلك قد تجعلك أكثر إدراكاً لحركاته، فالحركات فى الجانب الخلفى من الرحم لا يتم الشعور بها كما هو الحال بتلك التى تحدث فى الجانب الأمامى منه.
ووفقاً لماثورو، فإنه إذا كانت هناك كمية زائدة من السائل الأمونى فى الكيس الغشائى الذى يلف طفلك، فإن ذلك سيعمل بمثابة " ماص للصدمات"، ولكن الكميات المتدنية من السائل الأمونى ستعنى مساحة أقل لطفلك كى يتحرك- وهكذا مرة أخرى، فقد لا تشعرين بالكثير من النشاط فى داخلك.
لكل حمل خصائصه
والنساء اللاتى أنجبن أكثر من طفل يشعرن فى بعض الأحيان بالاختلاف فى حركات الجنين- فقد يكون أحد الأطفال أكثر هدوءاً او حركة من طفل آخر. وقد تختبرين أيضا حركات أكثر للجنين خلال فترات الحمل اللاحقة والسبب أن الرحم والعضلات والأربطة التى تحيط بالطفل أصبحت أكثر مرونة الآن، مما يتيح مجالاً أوسع للمناورة.
تصغر المساحة فتقل الحركة
وفى الوقت الذى يصبح فيه طفلك أكبر، ستكونين قادرة على رؤية حركاته من خلال جلدك، وربما تستطيعين أن تمسكى بيده أو قدمه أو مرفقه (وستلمسين أنها صغيرة ومنتفخة) وربما حتى ترين طفلك يتحرك من اتجاه إلى آخر. وليس من المعروف رغم ذلك، لماذا يشكل بعض الأطفال قبضة وليس آخرين- ومن المستحيل قطعاً التنبؤ بجنس الجنين من طريقة سلوك طفلك فى الرحم.
كما لا يوجد دليل أيضا يشير إلى أن الجنين كثير الحركة فى الرحم سيكون فائق النشاط بعد الولادة. وبين الأسابيع 28 و36 يغير معظم الأطفال اتجاه رأسهم إلى الأسفل. وقد تشعرين برفسات قوية فى القفص الصدرى. وإذا كان ذلك مؤلماً، يمكنك تخفيف الألم بتغيير موضعك وتأملين بأن يغير هو موضعه أيضا. بعد الأسبوع 32، تهدأ معظم الحركات بسبب المساحة المحدودة فى الرحم ووجود كمية أقل من السائل الأمونى.
وفى هذه المرحلة، تكون حركات جذع طفلك محدودة نوعاً ما. وعلى أية حال مازال بإمكانه أن يحرك ذراعيه وساقيه بحرية. لذا سوف تشعرين ببعض الحركات عدة مرات يومياً. وعندما يدخل رأس طفلك حافة الحوض، فى أى وقت من الأسبوع 34 فصاعدا، فقد تشعرين برأسه يضغط على عنق الرحم، ولحسن حظك ستكون قدميه الآن بعيدة عن قفصك الصدرى، رغم أنك ستشعرين ببعض الرفسات فى أسفل بطنك.
بحلول الأسبوع 37، يكون نحو 3% من الأجنة فى وضع المؤخرة. وكما يشير ماثورو من الممكن فى بعض الأحيان تغيير اتجاه الطفل باستخدام إجراء تدليك الولادة المعروف بإسم " إكستيرنال سيفاليك فيرجن" وتجدر منافشة هذا الخيار مع فريقك الطبى.
لا تقلقى، فجنينك ينام!وفى مرحلة ما، فإن معظم النساء الحوامل يساورهن القلق إزاء الطريقة التى يتحرك فيها الطفل أو يقلقن إذا لم يشعرن بحركة الطفل لفترة ما، ففى بعض الأحيان يكون هادئاً لأنه نائم. وقد تكتشفين أيضا مع تقدم مراحل حملك، انك أصبحت معتادة على حركاته ولا تكونين واعية لها كما كنت فى البداية. وعلى أية حال، إذا بدا طفلك أقل نشاطاً من المعتاد، تقترح هورنر محاولة جعلة يتحرك بأن تسلقى بهدوء على جانبك فسوف يتحرك ثانية خلال ساعة أو نحوها. كما إن شرب الماء المثلج أو أى مشروب بارد جداً قد يفى بالغرض. أو جربى وخز بطنك بأطراف أصابعك او تشغيل موسيقى ايقاعية.
وإذا لم يتجاوب مع ذلك بعد نحو ساعة، اتصلى بالدكتور من أجل المشورة. وإذا كانت الساعة قد تجاوزت الحد المعقول للاتصال، اتصلى بجناح الولادة فى المستشفى الذى ستلدين فيه. حيث أنهم ينصحونك فى العادة بالمجىء فى أسرع وقت ممكن ليتمكنوا من الاستماع إلى معدل ضربات قلب طفلك. وربما يصلونك بجهاز قياس دقات القلب لتسجيل نبضات قلبه.
ثقى بغريزة الأمومة لديك
إذا كانت لديك أية مخاوف إزاء انماط نشاط طفلك، تؤكد هورنر على أنه من المهم أن تثقى بغرائزك وتطلبى مشورة طبية دون أى تأخير، ولحسن الحظ، تميل المشاكل إلى ان تكون نادرة، ولكن إذا تم التقاط اى مشكلة خطيرة أثناء المراقبة، فربما يتمكنون من إجراء عملية قيصرية من شأنها ان تنقذ حياة طفلك
بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك
تسلمى يا قمر
فة انتظار المزيد
موضوع مفيد جدا ومهم