كنوز من السنه النبويه الشريفه
كنوز من السنه النبويه الشريفه
كنوز من السنه النبويه الشريفه
* فضلها :
/1139- عنْ أَبي هُريرةَ رَضي اللَّه عنْهُ، قال: أوصَاني خَليلي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بثلاث صِيامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شهر، وركْعَتي الضُّحَى، وأَنْ أُوتِرَ قَبل أَنْ أَرْقُد"متفقٌ عليه.
2/1140- وعَنْ أَبي ذَر رَضِي اللَّه عَنْهُ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "يُصبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صدقَةٌ: فَكُلُّ تسبيحه صدَقةٌ،وكل تحميدة صدقة، وكُل تَهليلَةٍ صدَقَةٌ، وَكُلُّ تكبيرة صدَقةٌ، وأَمر بالمعْروفِ صدقَةٌ، ونهيٌ عنِ المُنْكَرِ صدقَةٌ، ويُجْزِئ مِن ذلكَ ركْعتَانِ يركَعُهُما مِنَ الضحى"رواه مسلم.
3/1141- وعَنْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْها، قالتْ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يصلِّي الضُّحَى أَرْبعاً، ويزَيدُ ما شاءَ اللَّه. رواه مسلم.
4/1142- وعنْ أُمِّ هانيءٍ فاخِتةَ بنتِ أَبي طالبٍ رَضِيَ اللَّه عنْها، قَالتْ: ذهَبْتُ إِلى رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عامٍ الفَتْحِ فَوجدْتُه يغْتَسِلُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، صَلَّى ثَمانيَ رَكعاتٍ، وَذلكَ ضُحى. متفقٌ عليه. وهذا مختصر لفظ إحدى روايات مسلم.
/1143- عن زيدِ بن أَرْقَم رَضِي اللَّه عنْهُ، أَنَّهُ رَأَى قَوْماً يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فقال: أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنَّ الصَّلاةَ في غَيْرِ هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلُ، إنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: "صَلاةُ الأوَّابِينَ حِينَ ترْمَضُ الفِصَالُ"رواه مسلم.
"تَرمَضُ"بفتح التاءِ والميم وبالضاد المعجمة، يعني: شدة الحرّ."والفِصالُ جمْعُ فَصيلٍ وهُو: الصغير مِنَ الإِبِلِ.
* حكمتها :
من الحكمة في النفل انه يجبر الفريضة إن نقصت , فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة , يقول ربنا للملائكة – وهو اعلم – انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها ؟ فان كانت تامة كتبت له تامة وان كان انتقص منها شيئا قال : انظروا هل لعبدي من تطوع ؟ فان كان له تطوع قال : أتموا لعبدي فريضته من تطوعه , ثم تؤخذ الأعمال على ذلك".
*وقتها :
يبتدئ وقتها من ارتفاع الشمس قدر رمح ( يعنى حوالي ربع إلى ثلث ساعة بعد الطلوع ) إلى قبيل الزوال ( اى إلى قبل الزوال بعشر دقائق كل هذا وقت الضحى ) في اى وقت فيه تصلى ركعتي الضحى فانه يجزئ , لكن الأفضل أن تكون في أخر الوقت لقول النبي"صَلاةُ الأوَّابِينَ حِينَ ترْمَضُ الفِصَالُ"
وينبغي للإنسان أن يواظب عليهما حضراً وسفراً , ولكن هل لها عدد معين ؟ نقول : إن اقلها ركعتان , وأما أكثرها فما شاء الله و لا حد لأكثرها فصل ما شئت ,فلو تبقى تصلى كل الضحى فأنت على خير .
وأخيرا ينبغي للإنسان أن يغتنم عمره بصالح الأعمال , لأنه سوف يندم إذا جاءه الموت أن أمضى ساعة من دهره لا يتقرب بها إلى الله عزوجل كل ساعة تمر عليك وأنت لاتتقرب إلى الله بها فهي لأنها راحت عليك لم تنتفع بها فانتهز الفرصة بالصلاة خسارة .
* فضلها :
رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: "إنَّ اللَّه وِترٌ يُحِبُّ الْوتْرَ، فأَوْتِرُوا، يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ".
رواه أبو داود والترمذي وقَالَ: حديثٌ حسنٌ.
2/1133- وَعَنْ عَائِشَةَ رضِيَ اللَّه عنْهَا، قَالَتْ: مِنْ كُلِّ الليْلِ قَدْ أَوْتَر رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، ومَن أَوْسَطِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ. وَانْتَهى وِتْرُهُ إلى السَّحَرِ. متفقٌ عليه.
3/1134- وعنِ ابنِ عُمرَ رَضِيَ اللَّه عَنْهمَا، عَنِ النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: "اجْعلوا آخِرَ صلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً" متفقٌ عليه.
4/1135- وَعَنْ أَبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ رضِي اللَّه عَنْهُ، أَنَّ النَّبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: "أَوْتِرُوا قبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا" رواه مسلم.
5/1136- وعن عائشةَ، رضيَ اللَّه عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يُصلِّي صَلاتَهُ بِاللَّيْلِ، وهِي مُعْتَرِضَةٌ بينَ يَدَيهِ، فَإذا بقِيَ الوِتْرُ، أَيقِظهِا فَأَوْترتْ. رواه مسلم.
وفي روايةٍ له: فَإذا بَقِيَ الوترُ قالَ:"قُومِي فَأَوْتِري يا عَائشةُ".
6/1137- وعَنِ ابن عُمَرَ رَضِيَ اللَّه عَنهمَا، أَنَّ النَّبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قَالَ: "بَادِروا الصُّبْحَ بالوِتْرِ". رَوَاه أبو داود، والترمذي وقالَ: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
7/1138- وعَنْ جابرٍ رضِي اللَّه عنْهُ، قَالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "منْ خَاف أَنْ لا يَقُوم مِنْ آخرِ اللَّيْلِ، فَليُوتِرْ أَوَّلَهُ، ومنْ طمِع أَنْ يقُومَ آخِرَهُ، فَليوتِرْ آخِر اللَّيْل، فإِنَّ صلاة آخِرِ اللَّيْلِ مشْهُودةٌ، وذلكَ أَفضَلُ"رواه مسلم.
*حكمها:
الوتر سنة مؤكدة للرجال والنساء في السفر والحضر ويستحب للمؤمن الايتار بركعة واحدة أو أكثر بعد صلاة العشاء وسنتها , فالسنة أن يكون الوتر في الأخر , يتهجد فيصلى ما قسم الله له ثم يوتر بواحدة , يقرأ فيها الحمد , و"[قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ] {الإخلاص:1} هذه هي السنة .
*وقتها :
وقت الوتر من صلاة العشاء إلى قبيل الفجر ,وكونه أخر الليل أفضل من أوله ,إلا من خاف إلا يستيقظ .
* صفات الوتر :
1- إن يوتر بواحدة فقط , وهذا جائز ولا يكره الوتر بها .
2- إن يوتر بثلاث , وله الخيار إن شاء سلم من الركعتين واتى بالثالثة , وان شاء سردها سردا بتشهد واحد .
3- أن يوتر بخمس فيسردها سردا لا يتشهد إلا في أخرها .
4- إن يوتر بسبع فيسردها سردا لا يتشهد إلا في أخرها .
5- إن يوتر بتسع فيسردها سردا لكن يتشهد بعد الثامنة ولا يسلم ثم يصلى التاسعة ويسلم .
6- أن يوتر بإحدى عشرة فيسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة .
* تنبيه :
إذا طلع الفجر والإنسان لم يوتر , فانه يصلى في النهار شفعاً , إن كان يوتر بثلاث صلى أربعا , وان
كان يوتر بخمس صلى ستا , وان كان يوتر بسبع صلى ثماني .
ويقول بعد الانتهاء من الوتر : " سبحان الملك القدوس , سبحان الملك القدوس , سبحان الملك القدوس " ويمدها في الثالثة قليلا , وزاد الدارقطنى بإسناد صحيح : " رب الملائكة والروح "
وأخيرا ينبغي للإنسان أن يغتنم عمره بصالح الأعمال , لأنه سوف يندم إذا جاءه الموت أن أمضى ساعة من دهره لا يتقرب بها إلى الله عزوجل كل ساعة تمر عليك وأنت لاتتقرب إلى الله بها فهي لأنها راحت عليك لم تنتفع بها فانتهز الفرصة بالصلاة خسارة .
* الكنز الثالث : (ركعتي سنة الفجر )
حكمها :
– عن عائشةَ رضِيَ اللَّه عنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ لا يدَعُ أَرْبعاً قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ قبْلَ الغَدَاةِ. رواه البخاري.
– وعنها قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم, على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر. متفق عليه.
3/1102- وَعنْها عَنِ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: "رَكْعتا الفجْرِ خيْرٌ مِنَ الدُّنيا ومَا فِيها"رواه مسلم. وفي رواية: "لَهُمَا أَحب إِليَّ مِنَ الدُّنْيا جميعاً".
4/1103- وعنْ أَبي عبدِ اللَّهِ بِلالِ بنِ رَبَاحٍ رضيَ اللَّه عنْهُ، مُؤَذِّنِ رسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لِيُؤذِنَه بِصَلاةِ الغدَاةِ، فَشَغَلتْ عَائشَةُ بِلالاً بِأَمْرٍ سَأَلَتهُ عَنْهُ حَتى أَصبَحَ جِدًّا، فَقَامَ بِلالٌ فَآذنَهُ بِالصَّلاةِ، وتَابَعَ أَذَانَهُ، فَلَم يَخْرُجْ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فلما خَرَج صلَّى بِالنَّاسِ، فَأَخبَرهُ أَنَّ عائشَةَ شَغَلَتْهُ بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عنْهُ حتى أَصبحَ جدًّا، وأَنَّهُ أَبطَأَ عَلَيهِ بالخُروجِ، فَقَال يَعْني النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : "إِني كُنْتُ رَكَعْتُ ركعتي الفَجْرِ"فقالَ: يا رسول اللَّهِ إِنَّك أَصْبَحْتَ جِدًّا؟ فقالَ:"لوْ أَصبَحتُ أَكْثَرَ مِما أَصبَحتُ، لرَكعْتُهُما، وأَحْسنْتُهُمَا وَأَجمَلْتُهُمَا"رواه أَبو داود بإِسناد حسن.
* تمتاز صلاة الفجر وهى ركعتان قبل الصلاة بأمور :
1- أنه يسن تخفيفهما ,فلو أطالهما الإنسان لكان مخالفا للسنة , بل يخفف حتى عائشة تقول : انه يخفف فيهما حتى أقول : اقرأ بأم القرآن ؟! من شدة التخفيف .
2- انه يسن فيهما قراءة معينة : إما " [قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ] {الكافرون:1} في الركعة الأولى , [قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ] {الإخلاص:1} في الثانية ,
وإما " [قُولُوا آَمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ] {البقرة:136} ,[قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ]{آل عمران:64} يعنى مرة هذا ومرة هذا .
3- ومنها إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على شيء من النوافل – يعنى رواتب الصلوات – اشد تعاهدا منه على ركعتي الفجر , يتعاهدهما صلى الله عليه وسلم.
4- إن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر أنهما خير من الدنيا وما فيها .وأحب إليه من الدنيا وما فيها .
5- إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدهما حضرا ولا سفرا كل هذا تتميز به سنة الفجر , فينبغي للإنسان أن يحافظ عليها , وان يحرص عليها وإذا فاتته قبل الصلاة فليصلها بعدها , إما في نفس الوقت وإما بعد ارتفاع الشمس قيد رمح .
عن أبي هُريرةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ لِبلالٍ: "يَا بِلالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَل عَمِلْتَهُ في الإِسْلامِ، فَإِنِّي سمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَديَّ في الجَنَّة"قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى عنْدِي مِنْ أَنِّي لَم أَتَطَهَّرْ طُهُوراً في سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذلكَ الطُّهورِ ما كُتِبَ لي أَنْ أُصَلِّيَ". متفقٌ عليه. وهذا لفظ البخاري.
"الدَّفُّ"بالفاءِ: صَوْتُ النَّعْلِ وَحَرَكَتُهُ عَلى الأرْضِ، واللَّه أَعلم.
* ينبغي للإنسان إذا توضأ أن يصلى ركعتين في اى وقت كان , حتى لو بعد العصر , بعد الفجر , في اى وقت ينبغي لك إذا توضأت أن تصلى ركعتين .
*ينبغي في هاتين الركعتين أن تحرص غاية الحرص على ألا توسوس فيهما , يعنى اجعل قلبك وقالبك لصلاتك .
* من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه , غفر الله له ما تقدم من ذنبه .
* يصلى ركعتين سواء في بيته إن توضأ في بيته , أوفى المسجد أو في اى مكان .
* فضلها :
عن أَبي قَتَادَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهُ، أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاثْنَيْنِ فقالَ:"ذلكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ، أَوْ أُنزِلَ عليَّ فِيهِ"رواه مسلمٌ.
2/1256- وعَنْ أَبي هُريْرَةَ رَضِيَ اللَّه عنه، عَنْ رسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ: "تُعْرَضُ
الأَعْمَالُ يوْمَ الاثَنيْن والخَميسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَملي وَأَنَا صَائمٌ"رَواهُ التِرْمِذِيُّ وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ، ورواهُ مُسلمٌ بغيرِ ذِكرِ الصَّوْم.
3/1257- وَعَنْ عائشةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، قَالَتْ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَتَحَرَّى صَوْمَ الاثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ. رواه الترمذيُّ وقالَ: حديثٌ حسنٌ.
* مقتطفات من الأحاديث :
1- هذه الأحاديث تدل على فضل صيام الاثنين والخميس , وأنهما يومان عظيمان تعرض فيهما الأعمال على الله , فينبغي الإكثار فيهما من الخير ومن الخير صيامهما .
2- فإذا تيسر له الصوم صام , وإذا شغل عن ذلك لأمور أخرى فلا بأس , وبعض العامة يعتقد انه إذا صام هذا العام , فانه يلزمه دائماً , لا , المهم انه يصوم حسب التيسير , فإذا صام الاثنين والخميس , وافطر في بعض الأحيان , فلا يضر , المهم أن يتحرى الخير فهي كلها نافلة .
فضله :
– قال الله تعالى : [وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ] {الحشر:10}
– وقال تعالى : [وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ] {محمد:19}
قال تعالى : [رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ] {إبراهيم:41}]
– وَعَن أَبي الدَّردَاءِ رَضِي اللَّه عنْهُ أَنَّهُ سمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُولُ: "ما مِن عبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعُو لأَخِيهِ بِظَهرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلكُ ولَكَ بمِثْلٍ"رواه مسلم.
2/1495- وعَنْهُ أَنَّ رسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كانَ يقُولُ:"دَعْوةُ المرءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبمُسْتَجَابةٌ، عِنْد رأْسِهِ ملَكٌ مُوكَّلٌ كلَّمَا دعا لأَخِيهِ بخيرٍ قَال المَلَكُ المُوكَّلُ بِهِ: آمِينَ، ولَكَ بمِثْلٍ"رواه مسلم.
مقتطفات هامة :
1- الدعاء بظهر الغيب يدل دلالة واضحة على صدق الإيمان , فإذا دعوت لأخيك بظهر الغيب بدون وصية منه كان هذا دليلا على محبتك إياه , وانك تحب له من الخير ما تحب لنفسك .
2- الدعاء لمؤمنين بظهر الغيب من طرق الرسل – عليهم الصلاة والسلام – ومن سبيل الرسل – عليهم الصلاة والسلام – ومن ذلك : إننا نحن كلنا ندعو لإخواننا في صلاتنا بظهر الغيب , كلنا يقول : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين , وهذا دعاء , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنكم إذا قلتم ذلك , فإنكم قد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض " أخرجه البخاري
3- إن الإنسان إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك : " آمين , ولك بمثله " : يعنى لك بمثل ذلك , فالملك يؤمن على دعائك إذا دعوت لأخيك بظهر الغيب ويقول : " لك بمثله " وهذا يدل على فضيلة هذا , لكن هذا فيمن لم يطلب منك أن تدعو له .
4- أما من طلب منك أن تدعو له فدعوت له , فهذا كأنه شاهد , كأنه يسمع كلامك , لأنه هو الذي طلب منك , لكن إذا دعوت له بظهر الغيب بدون أن يخبرك أو أن يطلب منك , فهذا هو الذي فيه الأجر , وفيه الفضل , والله الموفق
الكنز السابع ( حسن الخلق )
فضله:
قال الله تعالى: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[القلم:4].وقال تعالى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ }[آل عمران:134].
1/621- وعن أَنسٍ رضيَ اللَّه عنه قال: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَحْسنَ النَّاسِ خُلقاً. متفقٌ عليه.
-وعن أبي هُريرة رضيَ اللَّه عنه قال: سُئِلَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخلُ النَّاس الجَنَّةَ؟ قال: "تَقْوى اللَّهِ وَحُسنُ الخُلُق وَسُئِلَ عن أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ فَقَالَ:"الفَمُ وَالفَرْجُ".
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
– وعنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً، وخيارُكُم خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهمْ".
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
– وعن عائشةَ رضيَ اللَّه عنها، قالت سمعت رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول: "إِنَّ الُمؤْمِنَ لَيُدْركُ بِحُسنِ خُلُقِه درَجةَ الصائمِ القَائمِ"رواه أبو داود.
– وعن أبي أُمَامَة الباهِليِّ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "أَنا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَضِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِراءَ. وَإِنْ كَانَ مُحِقّاً، وَببيتٍ في وَسَطِ الجنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ، وإِن كَانَ مازِحاً، وَببيتٍ في أعلى الجَنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلُقُهُ"حديث صحيح، رواه أبو داود بإِسناد صحيح.
"الزَّعِيمُ": الضَّامِنُ.
– وعن جابر رضي اللَّه عنه أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "إِن مِنْ أَحَبِّكُم إِليَّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجلساً يَومَ القِيَامَةِ، أَحَاسِنَكُم أَخلاقاً. وإِنَّ أَبَغَضَكُم إِليَّ وَأَبْعَدكُم مِنِّي يومَ الْقِيامةِ، الثَّرْثَارُونَ والمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ"قالوا: يا رسول اللَّه قَدْ عَلِمْنَا الثَرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ، فَمَا المُتَفيْهِقُونَ؟ قال:"المُتَكَبِّروُنَ"رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
"الثَّرثَارُ": هُوَ كَثِيرُ الكَلامِ تَكلُّفاً."وَالمُتَشَدِّقُ": المُتَطاوِلُ عَلى النَّاسِ بِكَلامِهِ، وَيتَكَلَّمُ بِملءِ فيه تَفَاصُحاً وَتَعْظِيماً لكلامِهِ،"وَالمُتَفَيْهِقُ": أَصلُهُ مِنَ الفَهْقِ، وهُو الامْتِلاءُ، وَهُوَ الذي يَمْلأ فَمَهُ بِالكَلامِ، وَيَتَوَسَّعُ فيه، وَيُغْرِب بِهِ تَكَبُّراً وَارتِفَاعاً، وإِظْهَاراً للفَضِيلَةِ عَلى غيَرِهِ.
مقتطفات هامة :
1- حسن الخلق مع الله : هو الرضا بحكمه شرعاً وقدراً , وتلقى ذلك بالانشراح وعدم التضجر وعدم الأسى والحزن , فإذا قدر الله على المسلم شيئا يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر .
2- حسن الخلق مع الناس : يكون بكف الأذى , وبذل الندى , وطلاقة الوجه .
3- كف الأذى : بألا يؤذى الناس لا بلسانه ولا بجوارحه .
4- بذل الندى يعنى العطاء , فيبذل العطاء من مال وعلم وجاه وغير ذلك .
5- طلاقه الوجه : بأن يلاقى الناس بوجه منطلق , ليس بعبوس ولا مصعر خده , وهذا هو حسن الخلق .
6- نجد بعض الناس اليوم حسن الخلق مع الناس , لكن مع أهله سيء الخلق والعياذ بالله , وهذا خلاف هدى النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أن تكون مع اهلك حسن الخلق ومع غيرهم أيضا .
فضل خلق الحياء :
– عن ابْنِ عُمَرَ رضي اللَّه عنهما أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ في الحَيَاءِ، فَقَالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:"دَعْهُ فإِنَّ الحياءَ مِنَ الإِيمانِ"متفقٌ عليه.
– وعن عِمْران بن حُصَيْن، رضي اللَّه عنهما، قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "الحياَءُ لا يَأْتي إلاَّ بِخَيْرٍ"متفق عليه.
وفي رواية لمسلم:"الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ"أوْ قَالَ:"الحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ".
– وعن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه، أنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "الإيمَانُ بِضْع وسبْعُونَ، أوْ بِضْعُ وَسِتُّونَ شُعْبةً، فَأَفْضَلُها قوْلُ لا إله إلاَّ اللَّه، وَأدْنَاها إمَاطةُ الأَذَى عنَ الطَّرِيقِ، والحياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمَانِ"متفق عليه.
– وعن أبي سعيد الخُدْرِيِّ رضي اللَّه عنه، قال: كان رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَشَدَّ حَيَاءَ مِنَ الْعَذْرَاءِ في خِدْرِهَا، فَإذَا رأى شَيْئاً يَكْرَهُه عَرَفْنَاهُ في وَجْهِهِ. متفقٌ عليه.
مقتطفات هامة :
1- الحياء : صفة في النفس تحمل الإنسان على فعل ما يجمل ويزين , وترك ما يدنس ويشين , فنجده إذا فعل شيئاً يخالف المروءة استحيا من الناس , وإذا فعل شيئا استحيا محرما من الله عزوجل , وإذا ترك واجبا استحيا من الله , وإذا ترك ما ينبغي فعله استحيا من الناس .
2- إذا كان الإنسان حياء وجدته يمشى مشيا مستقيما , ليس بالعجلة التي يذم عليها , وليس بالتماوت الذي يذم عليه أيضا , كذلك إذا تكلم تجده لا يتكلم إلا بخير وبكلام طيب وبأدب , وبأسلوب رفيع حسب ما يقدر عليه .
3- الحياء من الله يوجب للعبد أن يقوم بطاعة الله وان ينتهى عما نهى الله عنه .
4- الحياء من الناس يوجب للعبد أن يستعمل المروءة , وان يفعل ما يحمله ويزينه عند الناس , ويتجنب ما يدنسه ويشينه , فالحياء كله من الإيمان .
الكنز التاسع ( تشميت العاطس )
* فضله :
– عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: " إن الله يُحِبُّ الُعطاسَ وَيَكْرَهُ التَّثاُؤبَ، فَإذَا عَطَس أحَدكُم وحمد الله تعالى كانَ حقَّا على كل مسلم سمعهُ أن يقول له يرحمك الله وأما التّثاوب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليردُّهُ ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضَحِكَ منه الشيطان"رواه البخاري.
– وعنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم"رواه البخاري.
– وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ "إذا عَطَس أحدُكُم فحمد الله فشمتوه، فإنْ لم يحمد الله فلا تُشمتوه"رواه مسلم.
– وعن أنس رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فُلانٌ فَشَمَّتهُ وَعطستُ فَلَم تُشَمتني؟ فقال: "هذا حمد الله، وإنَك لم تحمد الله". متفق عليه.
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذَا عَطَسَ وَضَعَ يَدَهُ أوْ ثَوبَهُ عَلى فيهِ وَخَفَضَ أوْ غَضَّ بَها صَوْتَهُ. شك الراوي رواه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
– وعن أبي موسى رضي الله عنه قال :"كان الْيَهُودُ يَتَعَاطسُونَ عْندَ رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَرْجُونَ أنْ يَقولَ لهْم يَرْحَمُكُم الله، فيقولُ: يَهدْيكمُ الله ويُصلحُ بالكم" رواه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
– وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: " إذَا تَثاءَبَ أحَدُكُمْ فَلْيُمسكْ بَيده على فيه فإنَّ الشيطان يدْخل"رواه مسلم.
* وقفات هامة :
1- العطاس من الله عز وجل يحبه الله لأنه يدل على النشاط والخفة وشرع للإنسان إذا عطس أن يقول " الحمد لله " لأنها نعمة أعطيها فليحمد الله عليها , فيقول إذا عطس , سواء كان في الصلاة أو خارج الصلاة في اى مكان كان , فإذا عطس كان حقاً على كل من سمعه أن يقول له "يرحمك الله " ويرد عليه العاطس بقوله " يهديكم الله ويصلح بالكم "
2- آداب العطاس :
– ينبغي للإنسان إذا عطس أن يضع ثوبه على وجهه وفى ذلك حكمتان : الأولى : انه قد يخرج مع هذا العطاس أمراض تنتشر على من حوله .
الثانية :انه قد يخرج من انفه شيء مستقذر تتقزز النفوس منه , فإذا غطى وجهه صار ذلك خير .
3- التثاؤب من الشيطان ولهذا الله يكره لأنه يدل على الكسل ويكثر التثاؤب فيمن كان فيه نوم , فإذا جاءك التثاؤب إما أن تكظمه أو تضع يدك على فمك لان الإنسان إذا تثاءب ضحك منه الشيطان لان الشيطان يعرف أن هذا يدل على كسله وفتوره ولا نقول عند التثاؤب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لأنه لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام .
فضله :
– عَنْ عدِيِّ بن حَاتمٍ رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يجدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ"متفقٌ عليه.
-وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "والكلِمةُ الطَّيِّبَةُ صدَقَةٌ"متفقٌ عليه.
– وعن أبي ذَرٍّ رضي اللَّه عنه قال: قال لي رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "لا تحْقِرَنَّ مِنَ المعْرُوفِ شَيْئاً، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ"رواه مسلم.
وقفات هامة :
1- إذا لاقى الإنسان أخاه , انه ينبغي له أن يلاقيه بالبشر وطلاقة الوجه وحسن المنطق , لان هذا من خلق النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعد هذا تنزلا من الإنسان , ولكنه رفعة واجر له عن الله عز وجل وإتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
2- الإنسان ينبغي له أن يلقى أخاه بوجه طلق , وبكلمة طيبة , لينال بذلك الأجر والمحبة والألفة , والبعد عن التكبر والترفع على عباد الله .
3- وطلاقة الوجه توجب سرور صاحبك لأنه يفرق بين شخص يلقاك بوجه عبوس وشخص يلقاك بوجه منطلق , لهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام – لأبى ذر"لا تحْقِرَنَّ مِنَ المعْرُوفِ شَيْئاً، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أخَاكَ بِوَجْهٍ طَلِيقٍ"
4- وإذا قرن ذلك بالكلمة الطيبة حصل ذلك مصلحتان : طلاقة الوجه , والكلمة الطيبة , والكلمة الطيبة مثل أن تقول له : كيف أنت ؟ كيف حالك ؟ لان هذه الكلمات الطيبة التي تدخل السرور على
صاحبك , كل كلمة طيبة فهي صدقة لك عند الله واجر وثواب وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام " " البر حسن الخلق " وقال " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا "
الكنز الحادي عشر ( إماطة الأذى عن الطريق )
فضله :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إله إلا الله , وأدناها إماطة الأذى عن الطريق "
* حقيقة واقعية :
– اثبت الواقع إن إماطة الأذى عن الطريق وتمهيد الطرق وتنظيم المرور ونحو ذلك يجنب الناس أخطارا جسيمة وأضراراً بالغة .
– فكم من مسكين كسرت ساقه بسبب قشرة موز في الطريق ؟
– وكم من حزين على ما أصابه بسبب التعرقل في حجر في الطريق .!!
– وكم من ميت مات بسبب وقوعه بعد تعرقله , واصطدام سيارة به !!
فالجروح والكسور والأمراض وغير ذلك كثير !! نسأل الله العافية
يا قوم ……..
– أدنى شعب الإيمان ..إماطة الأذى عن الطريق ..
– فان لم تفعله …فماذا عندنا من الإيمان أيها الإخوان ؟!
يا قوم ……….
– دخل رجل الجنة في غصن شوك أزاحه من طريق المسلمين , أما لنا في ذلك عبرة ..أما لنا في قصته فكرة …
[إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ] {ق:37}
عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "إِنَّ اللَّه تعالى قال: مَنْ عادَى ليَ ولِيّاً، فقدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، ومَا تَقَرَّبَ إِليَّ عَبْدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِييَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإذَا أَحْببْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، ويَدَهُ الَّتي يبْطِشُ بِهَا، وَرجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بِها وإنْ سَأَلَني أَعْطَيْتُهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ"رواه البخاري.
معنى"آذَنْتُهُ": أَعْلَمْتُهُ بِأَنِّي مُحَارِبٌ له. وقوله:"اسْتَعَاذَني"روي بالباءِ وروي بالنون.
– وعنه عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، قال: "إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ تعالى العَبْدَ، نادي جِبْريل: إِنَّ اللَّه تعالى يُحِبُّ فُلاناً، فَأَحْبِبْهُ، فَيُحبُّهُ جِبْريلَ، فَيُنَادى في أَهْلِ السَّمَاء: إِنَّ اللَّه يُحِبُّ فُلاناً، فَأَحِبوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوْضَعُ له القَبُولُ في الأَرْضِ"متفقٌ عليه.
-في رواية لمسلمٍ: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "إِنَّ اللَّه تعالى إِذا أَحبَّ عبْداً دَعا جِبْريلَ،
فقال: إِنِّي أُحِبُّ فُلاناً فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْريلُ، ثُمَّ يُنَادِي في السَّماءِ، فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّه يُحِبُّ فُلاناً، فَأَحِبُّوهُ فَيُحبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأَرْضِ، وإِذا أَبْغَضَ عَبداً دَعا جِبْريلَ، فَيَقولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلاناً، فَأَبْغِضْهُ، فَيُبْغِضُهُ جِبْريلُ، ثُمَّ يُنَادِي في أَهْلِ السَّماءِ: إِنَّ اللَّه يُبْغِضُ فُلاناً، فَأَبْغِضُوهُ، فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّماءِ ثُمَّ تُوضَعُ له البَغْضَاءُ في الأَرْضِ".
-وعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها، أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، بعَثَ رَجُلاً عَلَى سرِيَّةٍ، فَكَانَ يَقْرأُ لأَصْحابِهِ في صلاتِهِمْ، فَيخْتِمُ ب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فَلَمَّا رَجَعُوا، ذَكَروا ذلكَ لرسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فقال: "سَلُوهُ لأِيِّ شَيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟"فَسَأَلوه، فَقَالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فقال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم:"أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّه تعالى يُحبُّهُ"متفقٌ عليه.
وقفات هامة :
1- الإنسان ينبغي أن يكون حبه لله وفى الله , ولا يكمل إيمان العبد حتى يحب أخاه , وان من أسباب المحبة أن يفشى الإنسان السلام بين إخوانه اى يظهره ويعلنه ويسلم على من لقيه من المؤمنين سواء عرفه أو لم يعرفه ..
2- ومن السنة إذا أحببت شخصاً أن تقول : أنى احبك , وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه , لان الإنسان إذا علم انك تحبه احبك مع أن القلوب لها تعارف وتألف وان لم تنطق الألسن .
3- من علامات محبة الله , أن يوضع للإنسان القبول في الأرض , بأن يكون مقبولا لدى الناس , محبوباً إليهم , فان هذا من علامات محبة الله تعالى للعبد . نسأل الله تعالى أن يجعلنا والمسلمين من أحبابه وأوليائه.
فضله :
– عن أَبي أُمامَةَ رضي اللَّه عنهُ قال: سمِعتُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: "اقْرَؤُا القُرْآنَ فإِنَّهُ يَأْتي يَوْم القيامةِ شَفِيعاً لأصْحابِهِ"رواه مسلم.
– وعَن النَّوَّاسِ بنِ سَمعانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال: سمِعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ: "يُؤْتى يوْمَ القِيامةِ بالْقُرْآنِ وَأَهْلِهِ الذِين كانُوا يعْمَلُونَ بِهِ في الدُّنيَا تَقدُمهُ سورة البقَرَةِ وَآل عِمرَانَ، تحَاجَّانِ عَنْ صاحِبِهِمَا"رواه مسلم.
– وعن عثمانَ بن عفانَ رضيَ اللَّه عنهُ قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "خَيركُم مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعلَّمهُ" رواه البخاري.
– وعن عائشة رضي اللَّه عنها قالتْ: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "الَّذِي يَقرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكرَامِ البررَةِ، والذي يقرَأُ القُرْآنَ ويتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ له أجْران"متفقٌ عليه.
– وعن أَبي موسى الأشْعريِّ رضي اللَّه عنهُ قال: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "مثَلُ المؤمنِ الَّذِي يقْرَأُ القرآنَ مثلُ الأُتْرُجَّةِ: ريحهَا طَيِّبٌ وطَعمُهَا حلْوٌ، ومثَلُ المؤمنِ الَّذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمثَلِ التَّمرةِ: لا رِيح لهَا وطعْمُهَا حلْوٌ، ومثَلُ المُنَافِق الذي يَقْرَأُ القرْآنَ كَمثَلِ الرِّيحانَةِ: رِيحها طَيّبٌ وطَعْمُهَا مرُّ، ومَثَلُ المُنَافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القرآنَ كَمَثلِ الحَنْظَلَةِ: لَيْسَ لَها رِيحٌ وَطَعمُهَا مُرٌّ"متفقٌ عليه.
– وعن عمرَ بن الخطابِ رضي اللَّه عنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "إِنَّ اللَّه يرفَعُ بِهذَا الكتاب أَقواماً ويضَعُ بِهِ آخَرين"رواه مسلم.
– وعنِ ابن عمر رضي اللَّه عنهما عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "لا حَسَدَ إلاُّ في اثنَتَيْن: رجُلٌ آتَاهُ اللَّه القُرآنَ، فهوَ يقومُ بِهِ آناءَ اللَّيلِ وآنَاءَ النَّهَارِ، وَرجُلٌ آتَاهُ اللَّه مالا، فهُو يُنْفِقهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النهارِ"متفقٌ عليه.
– وعنِ البُراء بنِ عَازِبٍ رضيَ اللَّه عَنهما قال: كَانَ رَجلٌ يَقْرَأُ سورةَ الكَهْفِ، وَعِنْدَه فَرسٌ مَربوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّته سَحَابَةٌ فَجَعَلَت تَدنو، وجعلَ فَرسُه ينْفِر مِنها. فَلَمَّا أَصبح أَتَى النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. فَذَكَرَ له ذلكَ فقال: "تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلتْ للقُرآنِ"متفقٌ عليه.
"الشَّطَنُ"بفتحِ الشينِ المعجمةِ والطاء المهملة: الْحَبْلُ.
– وعن ابن مسعودٍ رضيَ اللَّه عنهُ قالَ: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "منْ قرأَ حرْفاً مِنْ كتاب اللَّهِ فلَهُ حسنَةٌ، والحسنَةُ بِعشرِ أَمثَالِهَا لا أَقول: الم حَرفٌ، وَلكِن: أَلِفٌ حرْفٌ، ولامٌ حرْفٌ، ومِيَمٌ حرْفٌ"رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
– وعنِ ابنِ عباسٍ رضيَ اللَّه عنهما قال: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "إنَّ الَّذي لَيس في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرآنِ كالبيتِ الخَرِبِ"رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح .
– وعن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بن العاصِ رضي اللَّه عَنهما عنِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "يُقَالُ لِصاحبِ الْقُرَآنِ: اقْرأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا، فَإنَّ منْزِلَتَكَ عِنْد آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا"رواه أبو داود، والترْمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وقفات هامة :
1- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن وأطلق فهي مستحبة في كل وقت وعلى كل حال .
2- قد جعل الله عز وجل ثواب هذا القرآن شيئاً قائماً بنفسه , يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه يشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى فإن القرآن إذا تلاه الإنسان محتسباً فيه الأجر عند الله فله بكل حرف عشر حسنات .
3- الذين يقرأون القرآن ينقسمون إلى قسمين : قسم لا يعمل به , فلا يؤمنون بأخباره ولا يعملون بأحكامه , هؤلاء يكون القرآن حجة عليهم , وقسم أخر يؤمنون بأخباره ويصدقون بها ويعملون بأحكامه فهؤلاء يكون القرآن حجة لهم يحاج عنهم يوم القيامة .
4- أهم شيء في القرآن العمل به أي يتفهمون معانيها ويعملون بها , المهم إن الفائدة من إنزال القرآن أن يتلى ويعمل به
فضلها :
عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّث كَذب، وإذا وَعدَ أخلَف، وإذا اؤْتُمِنِ خَانَ"متفقٌ عليه.
زاد في روايةٍ لمسلم: "وإنْ صَامَ وصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مسلِمٌ".
– وعن عبدِ اللَّهِ بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما، أنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "أرْبع مِنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقاً خَالِصاً. ومنْ كَانَتْ فِيه خَصلَةٌ مِنْهُنَّ كانَتْ فِيهِ خَصْلَة مِن النِّفاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إذا اؤُتُمِنَخَان، وإذَا حدَّثَ كذَبَ، وَإذا عَاهَدَ غَدَر، وَإذا خَاصَم فَجَرَ"متفقُ عليه.
– وعن جابرٍ رضي اللَّه عنه قال: قال لي النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: "لو قدْ جاءَ مالُ الْبَحْرَيْن قد أعْطَيْتُكَ هكَذا وهكذا وَهَكَذا"فَلَمْ يَجيءْ مالُ الْبحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَلَمَّا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْن أَمَرَ أبُو بَكْرٍ رضي اللَّه عنه فنادي: مَنْ كَانَ لَهُ عنْدَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عِدَةٌ أوْ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا. فَأتَيتُهُ وقُلْتُ لَهُ: إنَّ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال لي كَذَا وكَذَا، فحثي لي حَثْيَةً، فَعدَدْتُها، فَإذا هِي خَمْسُمِائَةٍ، فقال لي: خُذْ مثْلَيْهَا. متفقٌ عليه.
وقفات هامة :
1- التحذير من الكذب وانه من علامات المنافقين , فلا يجوز للإنسان أن يكذب , لكن إن اضطر إلى التورية وهى التأويل فلا بأس , مثل أن يسأله احد عن أمر لا يحب أن يطلع عليه غيره فيحدث بشيء خلاف الواقع , لكن يتأول فهذا لا بأس به .
2- ينبغي للإنسان أن يحدد المواعيد ويضبطها فإذا قال لأحد إخوانه : أواعدك في المكان الفلاني , فليحدد الساعة الفلانية حتى إذا تأخر الموعود وانصرف الواعد يكون له عذر حتى لا يربطه في المكان كثيرا .
3- قد اشتهر عند بعض السفهاء إنهم يقولون : أنا أواعدك ولا أخلفك , وعدى انجليزي , يظنون إن الذين يوفون بالوعد هم الانجليز , ولكن الوعد الذي يوفى به هو وعد المؤمن , ولهذا ينبغي لك أن تقول إذا وعدت أحدا وأردت أن تؤكد " انه وعد مؤمن حتى لا يخلفه , لأنه لا يخلف الوعد إلا المنافق .
4- في هذه الأحاديث دليل على التحذير البليغ من هذه الصفات الأربع : الخيانة في الامانه , والكذب في الحديث , والغدر بالعهد , والفجور في الخصومة .
يستحب تقديم اليمين في : الوضوءِ وَ الغُسْلِ والتَّيَمُّمِ, ولبس الثوب والنعل والخف والسراويل ودخول المسجد, والسواك, والاكتحال, وتقليم الأظافر, وقص الشارب ونتف الإبط, وحلق الرأس, والسلام من الصلاة, والأكل والشرب, والمصافحة, واستلام الحجر الأسود, والخروج من الخلاء, والأخذ والعطاء, وغير ذلك مما هو في معناه.
ويستحب تقديم اليسار في ضد ذلك, كالامتخاط والبصاق عن اليسار, ودخول الخلاء والخروج من المسجد, وخلع الخف والنعل والسراويل والثوب, والاستنجاء وفعل المستقذرات وأشباه ذلك.
قال الله تعالى: { فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه } الآيات [الحاقة: 19] وقال تعالى: { فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} [الواقعة: 9,8].
– وعن عائشة رضيَ اللَّه عنها قالَتْ:كَانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُعْجِبُهُ التَّيمُّنُ في شأنِه كُلِّه: في طُهُوِرِهِ، وَتَرجُّلِهِ، وَتَنَعُّلِه. متفقٌ عليه.
– وعنها قالتْ: كانَتْ يَدُ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، اليُمْنى لِطَهُورِهِ وطَعَامِه، وكَانَتْ اليُسْرَى لِخَلائِهِ وَمَا كَانَ منْ أَذىً. حديث صحيح، رواه أبو داود وغيره بإِسناد صحيحٍ.
– وعن أُم عَطِيةَ رضي اللَّه عنها أَن النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ لَهُنَّ في غَسْلِ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ رضي اللَّه عنها: "ابْدَأْنَ بِميامِنهَا وَمَواضِعِ الوُضُوءِ مِنْها"متفقٌ عليه.
– وعن أبي هُريرة رضيَ اللَّه عنه أَنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "إِذا انْتَعَلَ أَحدُكُمْ فَلْيبْدَأْ باليُمْنى، وَإِذا نَزَع فَلْيبْدَأْ بِالشِّمالِ. لِتَكُنِ اليُمْنى أَوَّلهُما تُنْعَلُ، وآخرَهُمَا تُنْزَعُ"متفقٌ عليه.
– وعن حَفْصَةَ رضي اللَّه عنها أَنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان يَجْعَلُ يَمينَهُ لطَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وثيابه ويَجَعلُ يَسارَهُ لما سِوى ذلكَ رواه أبو داود والترمذي وغيره.
– وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه أَنَّ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال: "إِذا لَبِسْتُمْ، وَإِذا تَوَضَّأْتُم، فَابْدؤُوا بِأَيَامِنكُمْ"حديث صحيح. رواه أبو داود والترمذي بإِسناد صحيح.
وقفات هامة :
1- عند لبس الثوب يبدأ باليمين فإذا أردت أن تلبس الثوب فأدخل اليد اليمنى في كمها قبل اليد اليسرى , وفى النعل إذا أردت أن تلبس النعل ابدأ بالرجل اليمنى ادخلها قبل اليسرى وكذلك في الخف والجوارب " هذه هي السنة كما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم .
2- كذلك دخول المسجد تبدأ بالرجل اليمنى قبل اليد اليسرى تقصد ذلك , فإذا أقبلت على المسجد فانتبه حتى تكون رجلك اليمنى هي الداخلة الأولى .
3- تقليم الأظافر يبدأ بالأيمن قبل الأيسر , فيبدأ مثلا في اليمنى بالخنصر , ثم البنصر , ثم الوسطى , ثم السبابة , ثم الإبهام , وفى اليد اليسرى يبدأ بتقليم الإبهام ثم السبابة ثم الوسطى ثم البنصر ثم الخنصر .
4- في الأكل والشرب فيأكل بيمينه ويشرب بيمينه , ولا يجوز أن يأكل باليسرى أو يشرب باليسرى , لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وقال : "إن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله "
5- ويجب علينا أن نعلم الأولاد الصغار أن يأكلوا باليمين ويشربوا باليمين وكذلك المصافحة يصافح باليمين ولا يصافح باليسار وكذلك استلام الحجر الأسود باليمين .
6- كذلك الأخذ والعطاء , يعنى إذا أردت أن تناول صاحبك شيئا فناوله باليمين , وإذا أردت أن تأخذ شيئاً يناولك إياه فخذه باليمين . ( هذه هي أخلاق الإسلام )
7- والأشياء مما يقدم فيها باليسار كالامتخاط والبصاق فانه يكون باليسار وكذلك عند دخول الخلاء يقدم الرجل اليسرى وكذلك الاستنجاء .
وفي رواية:"مَا شَاءَ".
– مثال : أن تتوسط لشخص عند أخر في أن يساعده في أمر من الأمور .
– مثال أخر : أن تشفع لشخص عند أخر في أن يسامحه ويعفو عن مظلمته , حتى يندفع عنه الضرر .
قال الله تعالى: { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } [آل عمران: 159] وقال تعالى: { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } [الشورى: 38] أي: يتشاورن بينهم فيه
– عن جابِرٍ رضيَ اللَّه عنه قال: كانَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ في الأُمُور كُلِّهَا كالسُّورَةِ منَ القُرْآنِ، يَقُولُ: "إِذا هَمَّ أَحَدُكُمْ بالأمر، فَليَركعْ رَكعتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفرِيضَةِ ثم ليقُلْ: اللَّهُم إِني أَسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ، وأستقدِرُكَ بقُدْرِتك، وأَسْأَلُكَ مِنْ فضْلِكَ العَظِيم، فإِنَّكَ تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وتعْلَمُ ولا أَعْلَمُ، وَأَنتَ علاَّمُ الغُيُوبِ. اللَّهُمَّ إِنْ كنْتَ تعْلَمُ أَنَّ هذا الأمرَ خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي"أَوْ قالَ:"عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِله، فاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وَإِن كُنْتَ تعْلمُ أَنَّ هذَا الأَمْرَ شرٌّ لي في دِيني وَمَعاشي وَعَاقبةِ أَمَرِي"أَو قال:"عَاجِل أَمري وآجِلهِ، فاصْرِفهُ عَني، وَاصْرفني عَنهُ، وَاقدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ، ثُمَّ أرضني بِهِ"قال: ويسمِّي حاجته. رواه البخاري.
وقفات هامة :
1- الاستخارة مع الله , والمشاورة من أهل الرأي والصلاح , وذلك إن الإنسان عنده قصور أو تقصير , والإنسان خلق ضعيفا , فقد تشكل عليه الأمور , وقد يتردد فيها , فماذا يصنع ؟ لنفرض انه هم بسفر وتردد هل هو خير أم شر , أو هم أن يشترى سيارة أو بيتاً أو أن يصاهر رجلاً يتزوج ابنته أو ما أشبه ذلك , ولكنه متردد . فماذا يصنع ؟ نقول : له طريقان :
الأولى : استخارة رب العالمين عزوجل الذي يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
الثانية : استشارة أهل الرأي والصلاح والأمانة ولابد أن يكون من تستشيره ذا رأى وخبرة في الأمور وتأن وتجربة وعدم تسرع وان يكون صالحا في دينه , لان من ليس بصالح في دينه ليس بأمين حتى وان كان ذكياً وعاقلا ومحنكا في الأمور إذا لم يكن صالحا في دينه فلا خير فيه .
3- الاستخارة معناها طلب خير الأمرين وقد ارشد النبي صلى الله عليه وسلم بأن يصلى ركعتين من غير الفريضة في غير وقت النهى , إلا في أمر يخشى فواته قبل خروج وقت النهى , فلا بأس ان يستخير ولو في وقت النهى , أما ما كان فيه الامر واسعا فلا يجوز وقت النهى , فلا يستخير بعد صلاة العصر وكذلك بعد الفجر حتى ترتفع الشمس مقدار رمح , وكذلك عند زوالها حتى تزول لا يستخير , إلا في أمر قد يفوت عليه فيصلى ركعتين من غير الفريضة , ثم يسلم , وإذا سلم قال الدعاء الاستخارة وينتهي ثم بعد ذلك أن انشرح صدره بأحد الأمرين بالإقدام أو الإحجام , فهذا المطلوب , يأخذ بما ينشرح به صدره , وإذا لم ينشرح صدره لشيء وبقى متردداً أعاد الاستخارة مرة ثانية وثالثة
4- وقد اختلف العلماء هل المقدم المشورة أو الاستخارة ؟
والصحيح إن المقدم الاستخارة , فقدم أولا الاستخارة لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" إذا هم أحدكم بالأمر فليصل ركعتين ………إلى أخره " ثم إذا كررتها ثلاث مرات ولم يتبين لك الأمر , فاستشر , ثم ما أشير عليك فخذ به , وإنما قلنا : انه يستخير ثلاث مرات , لان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم انه إذا دعا دعا ثلاثا , والاستخارة دعاء .
ربنا يجازيكى خير ويجعله فى ميزان حسناتك