التقدم في السن والعجز
التقدم في السن:
– قد ينظر البعض منا إلى التقدم في السن على أنه أحد أنواع الإعاقات المتعددة واختلافه في حدوثه الطبيعي بوصفه مرحلة عمرية سيمر بها الإنسان بعد الطفولة والمراهقة، والتي تقل فيها قدراته المختلفة… أما الأنواع الأخرى فليس بالضرورة أن يمر بها الإنسان لأنها تحدث عند التعرض لضرر أو أذى مما يلحق الخلل بإحدى وظائف أعضائه الطبيعية وعند البعض الآخر يكون الخلل لأكثر من عضو واحد.
تعريفات مختلفة:
والوصف الصحيح للتقدم في العمر على أنه نوع من أنواع العجز عندما يتلازم وجود خلل بإحدى أعضاء جسم الإنسان، وهذا الخلل يتطور مع تقدم عمر الإنسان، وبما أن العجز المزمن ليس حالة ثابتة أو ساكنة .
وعليه يتقدم الإنسان في العمر ويعرف هنا باسم "تقدم العمر المبكر" كما أن أعراضه لا تشبه تلك المقترنةبالمرحلة الطبيعية.
وبالنسبة لتعريف مصطلح "التقدم في العمر" فهو يشير إلى التقدم الطبيعي للوظائف الحيوية والنفسية بل والاجتماعية بعد وصولها للحد الأقصى من النمو والتطور. ويكون للجينات الوراثية والعوامل البيئية والصحية ونمط الحياة التي يعيشها الشخص تأثير كبير الأهمية على جودة حياة الإنسان وكيف يحيا حياة بدون أية مشاكل صحية والتي تجعله "يكبر في السن قبل الأوان" أو الذي يعرف"بالتقدم المبكر" وهنا يختلف الأمر.
أنواع الشيخوخة:
وعن مدى ارتباط الوظائف الحيوية والنفسية والاجتماعية للشخص بعملية التقدم في السن فهي تتم
على النحو التالي:
1- الوظائف الحيوية: تبدأ الشيخوخة الحيوية (أي الوظائف الحيوية) عندما يبلغ الشخص من العمر 25 عاماً وعندهذه السن تفقد الأعضاء حوالي 1% من كفاءتها، فوظائف الأعضاء تبدأ قوية في مرحلة عمرية مبكرة عند الإنسان ثم تضعف. وعلى الرغم من ضعف الوظائف المبكر هذا قد لا تتطور بعض الأمراض الجسدية وتتدهور سريعاً لأن الأعضاء مازال بها طاقات مختزنة.
2- الوظائف النفسية: يصل النضج النفسي لقمته عند سن 35 عاماً الذي يتمثل في قدرات التعلم، الذكاء، الإبداع، الأداء الماهر. ويقل هذا النضج بمعدل أبطأ من الوظائف الحيوية لأن الأشخاص تتعلم قدرات تعويضية عن تلك التي تفقدها بعكس وظائف الأعضاء التي من الصعب التحكم فيها.
3- الوظائف الاجتماعية: يستمر النضج الاجتماعي إلى ما بعد الـ55 عاماً لأن هذه القدرات تتطور مع دور المرءالاجتماعي وما يمر به من تفاعلات تثقل أية مهارات توجد لديه. ويمكن للشخص الاحتفاظ به حتى سن السبعين أو الثمانين.
اضطرابات متنوعة:
– المشاكل الصحية:
لا تظهر أية مشاكل صحية عند الإنسان إلا عندما يبلغ من العمر 75 عاماً، أما الشخص الذي يعانى من إعاقة أو عجز تظهر لديه هذه المشاكل عند الخمسين عاماً تقريباً، ومن هذه المشاكل:
– تفوق معدلات أمراض الجهاز التنفسي عند الأشخاص الذين يعانون من الشلل أربع مرات نسب إصابة الأشخاص الذين لا يعانون من أية إعاقة حركية.
– تفوق معدلات الإصابة بمرض السكر للشخص المعاق خمس أو ست مرات نسبة إصابة الأشخاص الأصحاء.
– أمراض الأوعية الدموية هي ثاني الأمراض من حيث الترتيب التي تؤدى إلى الوفاة للأشخاص الذين يعانون من إصابات العمود الفقري.
– الأشخاص الذين يتقدمون في السن ويعانون من شلل دماغي يكونون عرضة للكسور بمعدل يفوق خمس مرات الأشخاص الأصحاء.
– تؤثر هشاشة العظام بنسبة 70% على من يعانون إعاقة حركية.
– مشاكل خاصة بالتفاعل:
وهذه المشاكل تظهر على الشخص فيما يتصل بأنشطته اليومية مثل:
– صعوبة الحركة.
– صعوبة ارتداء الملابس.
– عدم القدرة على التسوق.
– عدم سهولة الانتقال من مكان لآخر.
– التعرض لأزمات مالية.
– اختلال العمل والافتقار إلى الكفاءة فيه:
1- الشعور بالإرهاق والتعب الدائم.
2- الإحساس بالآلام.
3 – صعوبة الحركة.
4- فقد القوة والاحتمال.
5 – عدم القدرة على التركيز.
– اضطرابات نفسية – اجتماعية:
ولا يقف تأثيرها على الشخص الذي يعانى من العجز بجانب تقدمه في السن، بل ينعكس ذلك على أفراد عائلته، وقد يظهر ذلك في عدم رغبته في الاتصال مع الآخرين والميل للعزلة ومن ثم الدخول في حالات الاكتئاب.
وهذه هي ليست النهاية الطبيعية مع كل حالات العجز كما أنها لا ترتبط بحدة الحالة.
أسباب غير مرئية (غير واضحة):
وعن أسباب التغيرات التي تلحق بالإنسان قد يبدو للبعض معروفة ومرئية وهي أنواع الإعاقات .
لكن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي قد لا نراها بأعيننا وتؤثر تأثيراً كبيراً على العلاقة ما بين
التقدم في السن والعجز:
أ- العوامل البيئية:
– والتي تتساءل عما إذا كان هذا التقدم المبكر في السن يرجع إلى الحياة لمدة أعوام طويلة في بيئة غيرمريحة تتوافر فيها الأسباب المؤدية للعجز؟
ب- الأمراض الكامنة:
– والتي لا يدري الشخص بها أو بأعراضها مما يؤدى إلى تفاقم الحالة لديه.
ج- استجابة الإنسان:
– ومدى تفاعله مع حالات العجز لديه هل تمثل عائقاً له وتشكل ضغوطاً؟
د- سرعة التغيرات البيولوجية:
– وهل هناك عوامل وراثية تتدخل في وظائف الأعضاء وتغير من كفاءتها؟
هـ- الرعاية المقدمة:
– والتي تتمثل في انتباه المحيطين للحالة سواء في مرحلة مبكرة أو متقدمة وتقديم الدعم لها "إعادة التأهيل".
فهذا هو الفارق بين "التقدم في العمر الطبيعي" وبين "التقدم العمر المبكر" المرتبط بوجود عجز أو إعاقة ما.
منقول
جزاكن الله خيرا على المرور وعلى الدعاء
تقبل الله منا ومنكن صالح الاعمال
احبكن في الله