تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قصص مؤلمة

قصص مؤلمة 2024.

  • بواسطة
قصتان لفتاتين مختلفتين، وفي مكانين بعيدين، فالأولى غادة، فتاة فلسطينية شابة، تعيش في مدينة الطائف السعودية، والثانية، عائشة، فتاة مغربية، جمعت بينهما قصة معاناة طويلة مع المرض، الذي سببه الإهمال، والخطأ.. «سيدتي» تروي تفاصيل كل منهما..

الأول يجبر فتاة على أن تقضي بقية حياتها

غادة فتاة فلسطينية شابة في مقتبل العمر، تعيش في مدينة الطائف مع أسرتها المكونة من أب وأم وثمانية من الأشقاء والشقيقات، وبجرأة كبيرة وتحدٍ واضح لواقعها الأليم تحملت عناء السفر من المدينة التي تقطنها وقدمت إلى مكتب «سيدتي» بجدة بصحبة أحد أشقائها، تلتمس تحقيق حلمها الوحيد، وهو مساعدتها في مواصلة علاجها بالخارج.

بصوت تغالبه الدموع والانكسار، تروي غادة تفاصيل قصتها الأليمة مع المرض قائلة: نشأت في أسرة كبيرة العدد، ميسورة الحال، فلدي 6 من الشقيقات، كلهن طبيعيات ومتزوجات، واثنان من الأشقاء، أصغرهم يبلغ من العمر اثنى عشر عاماً.. بدأت رحلتي مع المرض منذ الطفولة، عندما كنت في السادسة من العمر، حيث بدأ ظهري في الانحناء إلى الأمام، بعدها تعرضت لأزمة صحية شديدة، أصبت فيها بارتفاع كبير في درجة الحرارة، أدى إلى سوء حالتي، مما نتج عنه تشوه شديد في الفقرات الصدرية القطنية، لم يستطع الأطباء وقتها القيام بإجراء العملية الجراحية، وذلك بسبب صغر سني، التي لم تتعد السبع سنوات حينذاك، فأوصوا بضرورة تأجيلها لحين بلوغي الثانية عشرة.

رحلة العذاب

تكمل بطلة قصتنا بعد أن أشارت لأخيها أن يساعدها لكي تعتدل في جلستها: لازمني التشوه طوال فترة طفولتي، حيث حرمت من ممارسة حياتي كأي طفلة، فقد كنت أنظر بحسرة وألم وأنا قد حرمت من اللعب والجري كأقراني، لكنني أحمد الله على كل حال، وعند بلوغي الثانية عشرة استطاع والدي، مهندس زراعي، الحصول على موافقة، لمواصلة علاجي بلندن على نفقة الحكومة، وأجريت لي الفحوص الطبية اللازمة في إحدى المستشفيات المتخصصة بالرياض، بعدها تحدد موعد سفري إلى لندن لإجراء العملية الجراحية، قام فيها الأطباء بتثبيت العمود الفقري بمسامير للتقليل من درجة الانحناء والالتواء، وتقويم الظهر بشكل صحيح، استمرت رحلة العلاج فترة 6 أشهر، وضعت خلالها في الجبس لفترة تجاوزت 4 أشهر، ثم ركب لي جهاز بلاستيكي لحماية الدعامات والمسامير الحديدية من الكسر، ولم تمر فترة 5 أشهر من بعد عودتي للمملكة، وانكسرت الدعامات الحديدية للعمود الفقري، وفشلت العملية، لأعود بعدها مرة ثانية وثالثة إلى لندن في محاولة مستميتة مني في مواصلة العلاج لرفع الدعامات المكسورة، وتثبيت دعامات جديدة، على الرغم من معارضة والدي وأسرتي المستمرة، بسبب كثرة مصاريف السفر والعلاج بالخارج، وللأسف ورغم كل تلك المحاولات لم يكتب لي الشفاء حتى الآن، وما زلت حبيسة هذا الكرسي.

الطامة الكبرى

وتكمل غادة كلامها: بانتهاء فترة الجامعة، ازدادت حالتي سوءاً، فضعفت قدرتي على التحكم بالمثانة، خاصة عند حملي للأشياء الثقيلة، كما أحسست بثقل في المشي، وبخاصة في رجلي اليمنى، فقمت بإطلاع دكتور ألماني زائر على كامل فحوصي وتحاليلي، فوجئت وقتها بتقريره أن حالتي بداية شلل بسبب ضغط زائد من فقرة الخصر على الحبل الشوكي، وأوصى بضرورة إجراء عملية جراحية في لندن لتحسين وضع الفقرات ولتفادي حدوث الشلل الكامل، وقتها اتهم والدي الدكتور الطبيب بالمبالغة في التشخيص، وقام برفض فكرة السفر، وفي عام 1996م، نصحني أحد الاستشاريين في جراحة العمود الفقري بإجراء جراحة متقدمة في العمود الفقري، وأوصى بضرورة سرعة إجراء العملية، الأمر الذي بعث داخلي الأمل من جديد، فتوكلت على الله ودخلت غرفة العمليات بإحدى مستشفيات المملكة، وأجريت العملية الجراحية التي استمرت لساعات طويلة، لأفيق بعدها من البنج على مفاجأة محزنة وصادمة، وهي عدم إحساسي بنصفي الأخير، إلى جانب حدوث مضاعفات أدت إلى عدم قدرتي على الحركة وعدم القدرة على التحكم في التبول، لم أدرك وقتها الحقيقة المؤلمة، بأني صرت إنسانة مقعدة، بسبب خطأ طبي، اكتفت وقتها إدارة المستشفى بفصل الطبيب المسؤول بعدما أضاع آخر أمل لي في الشفاء.

طلب وأمنية

تضيف غادة ودموعها تملأ عينيها، صرت ضعيفة هشة منبوذة حتى من أسرتي، لا أحد يسأل عني من شقيقاتي المتزوجات، حتى أمي اكتفت بإرسال الطعام لي داخل غرفتي المنعزلة مع أخي الصغير، الذي يقوم بمساعدتي على قضاء احتياجاتي الخاصة، والخاصة جداً، وعلى الرغم من هذا تكالبت عليَّ الأمراض، كالبكتيريا الجلدية، التي تسببت لي في تقرح جلدي وبعض الالتهابات. وبعد سؤالها عن أمنيتها أجابت، وكلها أمل، أنها تستنجد بالقلوب الرحيمة عبر «سيدتي» التكفل بسفرها إلى لندن لمواصلة علاجها بالخارج.

صرخة عائشة المغربية بعد موتها: قتلني السرطان والكمبيوتر

كانت عائشة المختاري حديث الصحافة المغربية والفرنسية لمدة سنتين،بسبب قصتها العجيبة مع سرطان العظام ونظام الشبكة العنكبوتية، وكيف قاداها معاً إلى حتفها؟ «سيدتي» تروي خيوط الحكاية الغريبة منذ البداية، على لسان «عزيز» شقيقها الأكبر الذي كان سنداً لها، خاصة أنها لم تنجب أطفالاً، رغم زواجها منذ ثماني سنوات ويقول:

رحلة أختي عائشة بدأت منذ أكثر من سنتين، حين ألمّ بها ألم على مستوى الساق، وأجريت لها عملية بمدينة وجدة، شرق المغرب، لتكون ضحية خطأ طبي، تسبب في مضاعفات عبدت الطريق أمام داء السرطان، لتدخل عالم التنقل بين أيدي الأطباء، والمرض يستفحل دون رقيب، فحوصات وأدوية وحصص الكيماوي دون جدوى، رست بعدها سفينة النصح من طبيبها الذي كان يخضعها لحصص الكيماوي بالسفر للعلاج بفرنسا، وفعلاً بدأنا الاستعداد للسفر بالبحث عن مصحة للعلاج، بإصدار وجمع الملف الطبي الذي يوضح مسار المرض منذ البداية، فراسلنا مصحة «جوستاف روسي» بباريس، التي وافقت على إلحاق أختي عائشة بمرافقها قصد العلاج، خاصة أننا أرفقنا الطلب بـ 48 وثيقة طبية، وأدينا 155 «يورو» كمصاريف للعلاج سلفاً، والتي تقدمنا بها إلى القنصلية الفرنسية بمدينة فاس بطلب تأشيرة بغرض العلاج، لنفاجأ بالرفض، فراسلت السلطات الفرنسية لمعرفة سبب ذلك، لتكون الطامة الكبرى، إذ توصلت برسالة أولى من وزير الهجرة الفرنسي تحمل بين ثناياها لبساً خطيراً، حيث تم خلط بين اسمين متشابهين لسيدتين بجنسيتين مختلفتين، فأختي عائشة يطابق اسمها امرأة أخرى تعيش بوهران بالجزائر، طلبت تأشيرة الدخول لفرنسا بتاريخ 10-4 -2007م، لأجل السياحة، ورفض طلبها، لذا اعتقدت مصالح القنصلية أن الأمر يتعلق بالمرأة نفسها، رغم البعد بين البلدين، ، ففاس المغربية غير وهران الجزائرية، والمسافة العمرية واضحة، فأختي رحمها الله في عقدها الخامس، فيما السيدة الجزائرية في العقد السابع، كما أن تاريخ التقدم بالطلبين لدى المصالح الفرنسية تفصل بينهما تقريباً سنة، لذا قمت بمراسلة سبع وزراء بفرنسا لتصحيح الخطأ.

وثاق الإخوة

لم يستسلم عزيز المختاري، شقيق عائشة، الذي لم يشف من ندب موت أبيه منذ خمس سنوات فجأة، ولم يتمكن من حضور جنازته، حيث كان في دورة تدريبية بفرنسا، لذا تجند ليدعم أخته بطرق جميع الأبواب، انطلاقاً من مراسلة وتحسيس المسؤولين بفرنسا إلى نظرائهم بالمغرب قضية أخته، ويقول: كيف يهدأ البال وأنا أرى الألم يفتك بأختي الصغرى التي لا حيلة لها، زوجها عاطل ولم تنجب أبناء، لذا عملت ما بوسعي لتنعم بالعلاج، وهي الإنسانة الودودة المتسامحة، وما يحز في نفسي أنها ماتت بحسرتها، وأنا الآن أتمزق غبناً لأنني رغم كل الجهود لإيصال صوتها للمسؤولين وترميم الخطأ، ماتت وهي تحمل غصة الألم والإهمال، أتمنى أن أستطيع القصاص لأرتاح ولا يذهب حقها سدى، لذا سأراسل الملك محمد السادس وأطالب بمعاقبة المسؤولين عن موتها وعذابها.

دار
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
دارالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نورتو ال صفحه يالغاليات
دار
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.