يحكى أن رجلا قابل عبد الله بن عمرو- رضى الله عنهما-وطلب منه أن يزوجه ابنته، فرد عليه عبد الله- رضى الله عنه-قائلا:إن شاء الله.وهو بذلك لم يوافق، ولم يرفض.
وبعد فترة، حدث
أن رقد عبدُ الله- رضى الله عنه-على فراش الموت، فقال لمن حوله:انظروا فلانًا، فإنى قد قلت له فى ابنتى قولا يشبه الوعد (أى:لم أصارحه بالموافقة أو الرفض) فما
أحب أن ألقى الله بثلث النفاق، فأشهدكم أنى قد زوجته ابنتى.
يقصد أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين، فقد قال صلى الله عليه وسلم آية المنافق ثلاث:إذا حدث كَذَب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِن خان).
=-= الأوفياء =-=
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته على القبائل القادمة إلى مكة لزيارة البيت الحرام، فى مواسم الحج.
وفى أحد المواسم، أقبلت جماعة من المدينة، فقابلهم النبى صلى الله عليه وسلم ، ودعاهم إلى الإسلام، فشرح الله صدورهم للإيمان.
فقال لهم صلى الله عليه وسلم ألا تبايعون رسول الله؟).
فقالوا:علام نبايعك؟
فقال لهم: (على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، والصلوات الخمس، ولا تسألوا الناس شيئًا).
فبايعوا النبى صلى الله عليه وسلم وعاهدوه على ذلك، وصدقوا فى بيعتهم، ووفُّوا بعهدهم، حتى إن بعضهم كان إذا سقط منه سوطه، لا يسأل أحدًا أن يناوله إيَّاه؛ وذلك وفاء
لعهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يسألوا أحدًا شيئًا.
=-= الزوجة الوفية =-=
فى غزوة بدر، أسر المسلمون عددًا كبيرًا من المشركين، وكان من بين هؤلاء الأسرى أبو العاص ابن الربيع زوج السيدة زينب بنت الرسول صلى الله عليه وسلم .
وكان الإسلام قد فرق بين زينب- رضى الله عنها-وزوجها؛ لأنه مشرك، فلما وقع فى الأسر، خلعت عِقْدها الذى أهدته إليها أمها السيدة خديجة رضى الله عنها- عند زواجها، وأرسلته
إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لتفتدى به أبا العاص وفاء له.
فلما رأى النبى صلى الله عليه وسلم العقد عرفه، وأحس بوفاء ابنته لزوجها، فاستشار أصحابه فى أن يطلق سراح أبى العاص، واستأذنهم فى إعادة العِقْد إلى زينب – رضى الله عنها-، فوافق
الصحابة.
فأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم سراحه.فلما عاد أبو العاص إلى مكة أعلن إسلامه، ثم ذهب إلى المدينة، فأعاد إليه الرسول صلى الله عليه وسلم زوجته الوفية زينب- رضى الله عنها-.
قصة المال الضائع
يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة، وقال له: يا إمام! منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما، ولكني نسيت هذا المكان، فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟فقال له
الإمام: ليس هذا من عمل الفقيه؛ حتى أجد لك حلاً. ثم فكرلحظة وقال له: اذهب، فصل حتى يطلع الصبح، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى.فذهب الرجل، وأخذ يصلي. وفجأة،
وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة، تذكر المكان الذي دفن المال فيه، فأسرع وذهب إليه وأحضره.وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال، وشكره ، ثم
سأله: كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام: لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك.
=-= قصة الرجل المجادل =-=
في يوم من الأيام ، ذهب أحد المجادلين إلى الإمام الشافعي، وقال له:كيف يكون إبليس مخلوقا من النار، ويعذبه الله بالنار؟!ففكر الإمام الشافعى قليلاً، ثم أحضر قطعة من الطين
الجاف، وقذف بها الرجل، فظهرت على وجهه علامات الألم والغضب. فقال له: هل أوجعتك؟قال: نعم، أوجعتني فقال الشافعي: كيف تكون مخلوقا من الطين ويوجعك الطين؟!فلم يرد
الرجل وفهم ما قصده الإمام الشافعي، وأدرك أن الشيطان كذلك: خلقه الله- تعالى- من نار، وسوف يعذبه بالنار .