بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه وسلم .
في هذا الموضوع تجمُعنا :
لحظات ايمانية …..
تفكر في مخلوقات الله تعالى ….
تدبر في اياته ….
ونبين كل ايه بيان تفسيرها وسبب نزولها والخ ……
حبيباتي تستطيع كل واحدة منكن ان تشارك في هذا الموضوع بشرط ان تأتي بتفسيرها من كتب العلماء المعروفين كابن كثير والطبري
وتجنبوا ذكر الاسرائيات التي مذكورة في بعض التفاسير
في ظـلال القرآن… جرعة إيمانية يومية (أو شبه يومية) نتناول فيها آية من كتاب الله نتفيأ ظلالها الوارفة ونستنير بهديها المنير ونسير على صراطها القويم ونتفكر في معانيها السامية ومضامينها الإيمانية… نقرأ كلام المفسرين حولها لنفهم مراد الله منها فليس كمثل كلام كلام وليس بعد بيانه بيان.
على بركة الله نبدأ
… والله ولي التوفيق ……
يقول الله تعالى " وقال الشيطان لماقضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلاتلوموني ولوموا أنفسكم، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم".
هذه الآية تسمى خطبة إبليس ذكر الحسن كما في القرطبي: أن إبليس يقف يوم القيامة خطيباً في جهنم على منبر من نار يسمعه الخلائق جميعاً. وقيل أنه يخطب خطبته هذه بعدما يسمع أهل النار يلومونه ويقرعونه على أن أغواهم حتى دخلوا النار. فيقول لهم: إن الله وعدكم وعد الحق أي وعدكم وعداً حقاً بإن يثيب المطيع ويعاقب العاصي فوفى لكم وعده، ووعدتكم فأخلفتكم أي وعدتكم ألا بعث ولاثواب ولاعقاب فكذبتكم وأخلفتكم الوعد، وماكان لي عليكم من سلطان أي لم يكن لي قدرة وتسلط عليكم إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي أي بالوسوسة والتزيين فاستجبتم لي باختياركم، فلاتلوموني ولوموا أنفسكم أي لاترجعوا باللوم علي اليوم ولكن لوموا أنفسكم فالذنب ذنبكم ، ماأنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي أي ماأنا بمغيثكم ولاأنتم بمغيثي من عذاب الله، إني كفرت بماأشركتمون من قبل أي كفرت بإشراككم لي مع الله في الطاعة، إن الظالمين لهم عذاب أليم أي أن المشركين لهم عذاب مؤلم. هكذا يكشف إبليس عن عداوته لإبن آدم ويعترف بخذلانه له ليزيده حسرة وندماً.
عبادالله إن ربنا تبارك وتعالى حذرنا من هذا العدو الغرور الخداع وآيات الكتاب المبين مليئة بالآيات التي تحذرنا من الشيطان ومن وسوسته وتزيينه للفواحش والمعاصي ومع ذلك ماأكثر ما يخدعنا وماأكثر ما ننجرف في طريقه هذه جملة من الآيات التي تحذرنا من إبليس يقول الله تعالى :" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير"…. "ولايصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين "…." ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين" … "يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطان إلا غرورا" … "يابني آدم لايفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة …" كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير" … "استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون" .
وغيرها كثير. فهلا اتعظنا عباد الله بواعظ القرآن ونذير الرحمن، إنه كلام علام الغيوب، الله رب العالمين، وليس على كلام الله مزيد بيان.
اللهم إنا نعوذ بك أن نظل أو نُظل أو نزل أو نُزل، اللهم إنا نعوذ بك من شرور أنفسنا ومن همزات الشيطان. اللهم اعصمنا من الشيطان ومن وسوسته وهمزه ولمزه.
( قُـلْ يَاعِبَـادِيَ الَّذِيــنَ أَسْــرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِــمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُـورُ الرَّحِيــمُ ، وَأَنِيبُــوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْــلِ أَن يَأْتِيَكُـــمُ الْعَذَابُ
ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ،وَاتَّبِعـُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ،
أَن تَقُولَ نَفْـسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَــرَّطـــتُ فِي جَنــبِ اللَّهِ وَإِن كُنـتُ لَمِـــنَ السَّاخِرِينَ ،
أَوْ تَقُولَ لَو أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْـتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ،أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ا لْعَذَابَ لَــوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً
فَأَكُـونَ مِنَ الْمُحْسِـنِـينَ ، بَلَى قَدْ جَـاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَـذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
سورة الزمر .
يخبر تعالى عباده المسرفيـن بسعة كـرمه ، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك
فقال ( قُلْ ) يا أيهــا الرســـول ومـن قام مقامه من الدعـاة لديـن اللّه ،
مخـبرا للعبـاد عــن ربهم ( يَا عِبَـــادِيَ الَّذِيـــنَ أَسْـرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ )
باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهـــم من الذنوب والسعي في مساخط علام الغيوب
( لَا تَقْنَطُـوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) أي: لا تيــأسـوا
منهـا فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ،
وتقولوا قد كثـرت ذنوبنا وتراكمـت عــيوبنـا فليــس لهاطريق يزيلها ولا سبيــل يصــرفها ، فتبقـون
بسبب ذلك مصرين على العصيان ، متزودين ما يغضــب عليكم الرحمن ولكن اعرفوا ربكم
بأسمـائه الدالة على كرمه وجوده ، واعلموا أنه يغفـر الذنوب جميــعا من الشرك والقتــل
والزنا والربا والظـلم وغيــر ذلك من الذنوب الكبـار والصـغار .
( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
أي: وصـفه المغفــرة والرحمــة ، وصـفــان لازمان ذاتيان ،لا تنفك ذاته عنهما ولم تزل
آثارهما سارية في الوجود ، مالئة للموجود تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار،
و يو الـي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار ، والعطاء أحــب إليــه من المنــع،
والرحمـة سبقت الغضـب وغلبــته ، ولكــن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت
بها العبد ،فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة ،أعظمها وأجلها ، بل لا سبب لها
غـيره ، الإنابــة إلــى اللّه تعــالى بالتــوبــة النصــــوح ، والدعــاء والتضــرع والتـــأله
والتعبـد ، فهلم إلـى هــذا السبب الأجـل ، والطــريق الأعظم . ولهذا أمر تعالى بالإنابة
والمبادرة إليهــــا فقال ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) بقلوبكم
( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) بجوارحكم،
إذا أفـردت الإنابة ، دخلــت فيــها أعمـــــال الجــوارح ، وإذا جمع بينهما ، كما في هذا
الموضع ، كان المعنى ما ذكرنا. وفي قوله ( إِلَى رَبِّكُـمْ وَأَسْلِمُـــــوا لَهُ ) دليـــل عـــلى
الإخلاص وأنه من دون إخــلاص لا تفـــيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا .
( مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ) مجيــئا لا يـــدفـــع ( ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ )
فكأنه قيـل : ما هـــي الإنابةوالإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟
فأجاب
تعالى بقوله( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم ) مما أمركم من الأعمال الباطنة
كمحـبة اللّه وخشــيته وخــوفه ورجــائه، والنصح لعباده، ومحبة الخير لهم ،وترك
ما يضـاد ذلك . ومــن الأعمــال الظــاهرة كالصلاة والزكاة والصيام والحج والصدقة
وأنواع الإحسان ونحو ذلك ، مما أمر اللّه به ، وهو أحسن ما أنزل إلينـــا من ربنا ،
فالمتبـع لأوامــر ربــه فـــي هــذه الأمــور ونحوها هو المنيب المسلم ،
( مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
وكل هــذا حـثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصــة.
ثـم حـذرهم ( أَن ) يستمروا على غفلتهـم، حتى يأتيهم يوم يـنــدمــون فيه ، ولا تنفع النـدامة .
و ( تَقُـولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عـلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ )
أي: فـي جـــانب حقـه. ( وَإِن كُنـــتُ ) فــي الدنــيـــا ( لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) في إتيان الجزاء ،
حتى رأيته عيـانا.
( أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِـنَ الْمُتَّقِينَ )
و"لو" في هذا الموضـــــع للتمني ،
أي : ليــت أن اللّه هدانـي فأكون متقــيا له فأسلــم مــن العقــاب وأستحــق الثواب ،
وليست "لو" هنا شرطية ، لأنها لو كانت شرطية،لكانوا محتجين بالقضاء
والقدر على ضلالهم ، وهو حجـــة باطلة، ويوم القيامة تضمحــل كــل حجــة باطلة.
( أَوْ تَقُـولَ حِيــنَ تَرَى الْعَـــذَابَ ) وتجــزم بوروده ( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً )
أي : رجعة إلى الدنيا لكنــت ( مِنَ الْمُحْسِنِينَ )
قال تعالى إن ذلك غيـر ممكن ولا مفيـــد ، وإن هذه أماني باطلة لا حقيــقة لها ،
إذ لا يتجــدد للعبد لَوْ رُدَّ، بيان بعد البيان الأول.
( بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي ) الدالة دلالة لا يمتـــرى فيها. على الحق
(فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ) عـن اتباعها ( وَكُنــتَ مِـــنَ الْكَافِـــرِينَ )
فســؤال الــرد إلــى الدنــيا ، نوع عبث،
( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُــمْ لَكَاذِبُونَ ) الأنعام28
الكـتاب " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام
المنان " للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله
جـــــزاك الله خيـــر
وجعلــــــــه في ميزآآآن حسنـــــآتكـ
احسنتم والله بالموضوع الرائع دة
جزاكم الله عنا جميعا خيرا
ونفعنا بما اتيتم الينا بة من خير
( قُـلْ يَاعِبَـادِيَ الَّذِيــنَ أَسْــرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِــمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ
جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُـورُ الرَّحِيــمُ ، وَأَنِيبُــوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْــلِ أَن يَأْتِيَكُـــمُ الْعَذَابُ
ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ،وَاتَّبِعـُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ،
أَن تَقُولَ نَفْـسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَــرَّطـــتُ فِي جَنــبِ اللَّهِ وَإِن كُنـتُ لَمِـــنَ السَّاخِرِينَ ،
أَوْ تَقُولَ لَو أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْـتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ،أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ا لْعَذَابَ لَــوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً
فَأَكُـونَ مِنَ الْمُحْسِـنِـينَ ، بَلَى قَدْ جَـاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَـذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ )
سورة الزمر .
يخبر تعالى عباده المسرفيـن بسعة كـرمه ، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك
فقال ( قُلْ ) يا أيهــا الرســـول ومـن قام مقامه من الدعـاة لديـن اللّه ،
مخـبرا للعبـاد عــن ربهم ( يَا عِبَـــادِيَ الَّذِيـــنَ أَسْـرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ )
باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهـــم من الذنوب والسعي في مساخط علام الغيوب
( لَا تَقْنَطُـوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ) أي: لا تيــأسـوا
منهـا فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة ،
وتقولوا قد كثـرت ذنوبنا وتراكمـت عــيوبنـا فليــس لهاطريق يزيلها ولا سبيــل يصــرفها ، فتبقـون
بسبب ذلك مصرين على العصيان ، متزودين ما يغضــب عليكم الرحمن ولكن اعرفوا ربكم
بأسمـائه الدالة على كرمه وجوده ، واعلموا أنه يغفـر الذنوب جميــعا من الشرك والقتــل
والزنا والربا والظـلم وغيــر ذلك من الذنوب الكبـار والصـغار .
( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )
أي: وصـفه المغفــرة والرحمــة ، وصـفــان لازمان ذاتيان ،لا تنفك ذاته عنهما ولم تزل
آثارهما سارية في الوجود ، مالئة للموجود تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار،
و يو الـي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار ، والعطاء أحــب إليــه من المنــع،
والرحمـة سبقت الغضـب وغلبــته ، ولكــن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت
بها العبد ،فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة ،أعظمها وأجلها ، بل لا سبب لها
غـيره ، الإنابــة إلــى اللّه تعــالى بالتــوبــة النصــــوح ، والدعــاء والتضــرع والتـــأله
والتعبـد ، فهلم إلـى هــذا السبب الأجـل ، والطــريق الأعظم . ولهذا أمر تعالى بالإنابة
والمبادرة إليهــــا فقال ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) بقلوبكم
( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) بجوارحكم،
إذا أفـردت الإنابة ، دخلــت فيــها أعمـــــال الجــوارح ، وإذا جمع بينهما ، كما في هذا
الموضع ، كان المعنى ما ذكرنا. وفي قوله ( إِلَى رَبِّكُـمْ وَأَسْلِمُـــــوا لَهُ ) دليـــل عـــلى
الإخلاص وأنه من دون إخــلاص لا تفـــيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا .
( مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ) مجيــئا لا يـــدفـــع ( ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ )
فكأنه قيـل : ما هـــي الإنابةوالإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟
فأجاب
تعالى بقوله( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم ) مما أمركم من الأعمال الباطنة
كمحـبة اللّه وخشــيته وخــوفه ورجــائه، والنصح لعباده، ومحبة الخير لهم ،وترك
ما يضـاد ذلك . ومــن الأعمــال الظــاهرة كالصلاة والزكاة والصيام والحج والصدقة
وأنواع الإحسان ونحو ذلك ، مما أمر اللّه به ، وهو أحسن ما أنزل إلينـــا من ربنا ،
فالمتبـع لأوامــر ربــه فـــي هــذه الأمــور ونحوها هو المنيب المسلم ،
( مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ )
وكل هــذا حـثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصــة.
ثـم حـذرهم ( أَن ) يستمروا على غفلتهـم، حتى يأتيهم يوم يـنــدمــون فيه ، ولا تنفع النـدامة .
و ( تَقُـولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عـلَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ )
أي: فـي جـــانب حقـه. ( وَإِن كُنـــتُ ) فــي الدنــيـــا ( لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) في إتيان الجزاء ،
حتى رأيته عيـانا.
( أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِـنَ الْمُتَّقِينَ )
و"لو" في هذا الموضـــــع للتمني ،
أي : ليــت أن اللّه هدانـي فأكون متقــيا له فأسلــم مــن العقــاب وأستحــق الثواب ،
وليست "لو" هنا شرطية ، لأنها لو كانت شرطية،لكانوا محتجين بالقضاء
والقدر على ضلالهم ، وهو حجـــة باطلة، ويوم القيامة تضمحــل كــل حجــة باطلة.
( أَوْ تَقُـولَ حِيــنَ تَرَى الْعَـــذَابَ ) وتجــزم بوروده ( لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً )
أي : رجعة إلى الدنيا لكنــت ( مِنَ الْمُحْسِنِينَ )
قال تعالى إن ذلك غيـر ممكن ولا مفيـــد ، وإن هذه أماني باطلة لا حقيــقة لها ،
إذ لا يتجــدد للعبد لَوْ رُدَّ، بيان بعد البيان الأول.
( بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي ) الدالة دلالة لا يمتـــرى فيها. على الحق
(فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ) عـن اتباعها ( وَكُنــتَ مِـــنَ الْكَافِـــرِينَ )
فســؤال الــرد إلــى الدنــيا ، نوع عبث،
( وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُــمْ لَكَاذِبُونَ ) الأنعام28
الكـتاب " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام
المنان " للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله
جـــــزاك الله خيـــر
وجعلــــــــه في ميزآآآن حسنـــــآتكـ
بارك الله فيكٍ على مشاركتكِ
مشكورة على مروركِ الرائع
تسلمين