أعلم غفر الله لنا ولك
انا هناك ساعات و أياما وشهورا إذا فاتتك
فلن تعوضها حتى أنه جعل اياما أفضل من بعض
وجعل ليله خير من ألف شهر
وفى كل منها وظيفة وطاعة علينا ان نقوم بها
وما في هذه المواسم الفاضلة موسمٌ إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعته، يُتقرَّب بها إليه،
ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه،
فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها
من وظائف الطاعات فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة
يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات
عن أبي هريرة مرفوعًا: "اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات ربكم فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم ويؤُمن روعاتكم" (ضعيف الجامع).
وعن الحسن قال: ليس يوم يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلم، يقول: يا أيها الناس: إني يوم جديد وإني على ما يُعمل فيّ شهيد، وإني لو قد غربت الشمس لم أرجع إليكم إلى يوم القيامة
واعلم- رحمني الله وإياك-
أن معرفة فضل المواسم يكون بمطالعة ما ورد فيها من فضل وبما يحصل للعبد من الجزاء إذا اجتهد.
فهل أعددت عدتك؟
هيا مرن عزيمتك ، و قوى همتك
العزيمة أو العزم هو استجماع قوى الإرادة على الفعل.
ولكن كيف أمرن نفسي وأشحذ عزيمتي ؟
كان من هدي النبي
أن يبدأ بركعتين خفيفتين حتى تتريض نفسه ولا تضجر.
. وأشار الشاطبي في الموافقات إلى أن السنن والنوافل بمثابة التوطئة وإعداد النفس للدخول في الفريضة على الوجه الأكمل
هل لاحظت أن الشرع أشار إلى ذلك باستحباب صوم شعبان ؟
لتتأهب النفس وتقوى على صيام رمضان بسهولة.
وتمارين العزيمة من صميم القيام بحق شهر رمضان وتحصيل المغفرة فيه لأنه لا قوة للنفس ما لم تُعد العدة للطاعة
قال تعالى{ وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُم فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ }.
قال ابن الخراط- في كتابه الصلاة والتهجد-
كتب الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز- رحمهما الله- : أما بعد، فإنه من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر، ومن نظر العواقب نجا، ومن أطاع فهو أفضل، ومن حلُم غنم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، فإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فَسَلْ، وإذا غضبت فأمسك، واعلم أن أفضل الأعمال ما أُكرهم النفسُ عليه
قال رسول الله "إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المُنبتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى" رواه البيهقي في السنن وفيه ضعف.
وقال "اكفلوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا"رواه البخاري ومسلم و أحمد،
أمر "اكفلوا من الأعمال ما تطيقون" ما يدل على الاجتهاد ويبيح أخذ النفس بما تكره منه، فإن الإنسان قد يكره على الضرب (النوع) من العمل ويكسل عنه، فإذا كُلِّفهُ أطاقه وقام به وتحمل المشقة فيه مع كراهيته له وكسله عنه، فلا بد من الحمل على النفس وأخذها بالجد والكد، وتخويفها بأن تُسبق إلى الله عز وجل، وتحذيرها من أن يُستأثر دونها بما عند الله، وأن يصل العمل بالعمل والاجتهاد بالاجتهاد حتى يصل إلى الحد الذي حذر منه رسول الله
والحمد لله رب العالمين ،،،