عندما يحتاج الأولاد إلى عقاب. ماذا تفعلون؟ أتضربونهم؟ أم تصرخون عليهم؟ أم ماذا؟
ماذا تقول الدراسات عن عقاب الأولاد ؟ إليكم مجموعة هامة من الدراسات التي على كل أم وأب أن يعرفها
تشير احدى الدراسات الحديثة الى أنه يمكن للضرب (على الكفل أو المؤخرة عادة) أن يؤثّر سلبًا في سلوك الطفل وقدرته على التعلّم لسنوات عديدة، ويستمرّ تأثير التأديب الجسدي مع دنو الأولاد من فترة المراهقة.
تشير الدراسة، التي تمّ نشرها على الانترنت في مجلّة Pediatrics، الى أن الأطفال في التاسعة من العمر الذين تعرّضوا للضرب على الكفل مرّتين في الأسبوع على الأقل على يد أمّهاتهم عندما كانوا في الثالثة أو الخامسة من العمر يخرقون القواعد ويتصرّفون بعدوانية أكثر من الأطفال الذين لم يتعرّضوا لأي ضرب.
ويميل أيضًا هؤلاء الأطفال الى الحصول على علامات أدنى في امتحانات المفردات وفهم اللغة اذا تعرّضوا للضرب على الكفل على أيدي آبائهم مرّتين أو أكثر في الأسبوع في سنّ الخامسة.
يقول مايكل ماكنزي، أحد القائمين بالدراسة والأستاذ المساعد في مدرسة العمل الاجتماعي التابعة لجامعة كولومبيا في نيويورك:" وجدنا أن هناك تأثيرات سلبية ليس فقط على النمو السلوكي الذي ينظر اليه الناس عامةً، ولكن أيضًا على علامات النمو المعرفي، مثل القدرة الكلامية عند الطفل. تستمرّ هذه التأثيرات لفترة طويلة. وليست مجرّد مشاكل قصيرة الأمد تتبدّد بمرور الوقت. وتكون هذه التأثيرات أقوى عند الأطفال الذين تعرّضوا للضرب على الكفل أكثر من مرّتين في الأسبوع."
وقد وصف ماكنزي نتائج هذه الدراسة "كحجر إضافي" يوضع فوق كومة الأبحاث المتراكمة والمتزايدة التي تربط بين الضرب (على الكفل عادةً) والعدوانية والمشاكل السلوكية.
وجدت دراسة أخرى أن ضرب الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للسلوك العدواني يجعلهم أكثر عدوانية. وجدت دراسة نشرها باحثون كنديون في تمّوز 2024 أن ما يصل الى 7% من مجموعة منوَّعة من الاضطرابات العقلية عند الراشدين لها صلة بالعقاب الجسدي في مرحلة الطفولة.
ويقول ماكنزي: "يستمرّ الناس في الحصول على هذه النتيجة مرّة بعد مرّة. قد يكون الضرب أهم عامل مساهم في سوء سلوك الطفل."
تحظّر 32 دولة العقاب الجسدي للأطفال على يد أهاليهم أو الأشخاص الذين يعتنون بهم، لكنّ هذه الممارسة مسموحة في الولايات المتّحدة وكندا. توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم استعمال العقاب الجسدي كشكل من تأديب الأطفال.
تناولت دراسة جامعة كولومبيا حوالى 2000 عائلة في 20 مدينة في الولايات المتّحدة.
عندما كان الأطفال في الثالثة والخامسة من العمر، سأل الباحثون الأهل كم مرّة ضربوا أولادهم في الشهر المنصرم بسبب سوء سلوك الطفل. وقد قيّم الباحثون السلوك والكلام العدواني عند الأطفال في سنّ الثالثة والتاسعة.
بشكل اجمالي، 57 بالمئة من الأمّهات و40 بالمئة ضربوا أطفالهم (على الكفل) في سن الثالثة، في حين أن 52 بالمئة من الأمّهات و33 بالمئة من الآباء أفادوا بضرب أطفالهم في سنّ الخامسة.
وقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين ضربتهم أمّهاتهم في سن الثالثة والخامسة يظهرون ميلاً أكبر للتصرّف بعدوانية ولخرق القواعد في سنّ التاسعة.
تبدو سنّ الخامسة عمرًا دقيقًا جدًا بالنسبة لضرب الطفل. وقد وجد الباحثون أن أي قدر من ضرب الأم لطفلها في هذا العمر يزيد من احتمال سوء سلوك الطفل في سنّ التاسعة. بالمقابل، لا يؤثّر سوى الضرب المتكرّر فقط – مرّتين أو أكثر في الأسبوع – في عمر الثالثة في العدوانية عند الأطفال في عمر التاسعة.
تقول كاثرين تايلور، الأستاذة المساعدة للصحة المجتمعية العامة والعلوم السلوكية في كلّية الصحّة العامة والطب المداري من جامعة تولاين في نيو أورلينز: "أظن أن هذه النتيجة – التي أصبحت ثابتة الآن في أدبيات البحث – تثير الدهشة عند الأشخاص الذين استخدموا الضرب على الكفل لأنهم يميلون للتركيز على النتائج التي يرونها على الحال، وذلك أن الضرب على الكفل قد يجعل طفلهم يتوقّف عن القيام بما يقوم به في الوقت الحاضر. "
وتضيف تايلور، التي لم تكن مشتركة في البحث: "حتّى وإن لم يتصرّف الأطفال على الفور بما تمليه عليهم مشاعرهم السلبية، فلا أحد يحب أن يُضرب. تعلّم الأم الطفل، عن غير قصد، أن الضرب، أو التصرّف بعدوانية، طريقة لحلّ المشاكل."
وقد وجد الباحثون أن ضرب الأب للطفل ليس له على ما يبدو تأثير على سلوك الطفل في مرحلة لاحقة. لكنّه يولّد تأثيرًا على مهارات الطفل اللغوية في سنّ التاسعة.
إن الأطفال الذين ضربهم آباؤهم على الكفل بشكل متكرّر عندما كانوا في سنّ الخامسة يميلون أكثر من غيرهم الى الحصول على علامات سيئة في الاختبارات التي تسمح بالحكم على مجموعة المفردات المستَقبَلة، أي على القدرة على التعرّف الى الكلمات وفهمها عند سماعها أو قراءتها.
وتقول تايلور: "تشير هذه النتيجة الثانية الى أنّه عندما يقوم الأهل – في هذه الحالة، الآباء- بضرب أولادهم لأغراض تأديبية، فإن لذلك تاثيرات طويلة الأمد على قدرة الأطفال الكلامية الاستقبالية."
وتضيف: "إن لهذا، طبعًا، تداعيات على أداء الأطفال الأكاديمي ونجاحهم العام في الحياة."
ويقول ماكنزي أن الباحثين لديهم فكرة أفضل بكثير لسبب تأثير الضرب على العدوانية مقارنة بتأثير الضرب على القدرة على التعلّم.
قد تكون العائلات التي تضرب أولادها أقل ميلاً للقراءة لهم أو توجيه تطوّرهم اللغوي. ان الضغط النفسي الذي يشعر به الأطفال نتيجة الضرب قد يؤدّي أيضًا دورًا في ذلك. ويقول ماكنزي: "نعلم أن الأطفال الذين يتعرّضون للإساءة الجسدية يعانون من مشاكل في النموّ المعرفي.
عبر تقييم العدوانية ومجموع المفردات في سنّ الثالثة، وضعت أيضًا الدراسة تحت الاختبار الحجة القائلة إن بعض الأطفال هم ببساطة سيّئو السلوك ويتلّقون بالتالي مزيدًا من الضرب. وقد وجدوا أن التأثيرات السلوكية والمعرفية المتأخّرة للضرب المتكرّر في سنّ الخامسة على يد الأمّهات والآباء تبقى ثابتة بغضّ النظر عن مدى سوء سلوك الطفل في مرحلة سابقة.
ويقول ماكنزي: "هذا لا يلغي التأثير. بل لا يزال قائمًا."
بالرغم من أن البحث قد بيّن وجود ارتباط ظاهر بين الضرب وسلوك الطفل وقدراته التعلّمية، فإنه لم يثبت بالضرورة وجود علاقة من نوع "سبب ونتيجة".
تسلمي افنان لدعوة الخالصه لوجه الله
واشكرك زهرة للمرور