عزيزتي إليك الجزء الثاني من مدارس الذوق :
مدرسة أيوب عليه السلام : ومنه قول أيوب عليه السلام : { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } فقد بدا صابرا وثنى متأدبا فرغم ما حل به كرب الآن أنه ظل ساكن القلب هادئ الجأش فبنى فعل المس بالضر للمجهول رغم أن كل ما يحدث لنا في هذه الدنيا مرجعه إلى الله
ثم قال وأنت أرحم الراحمين وهذا القول أعظم أدبا من أن يقول : فعافني واشفني
{ وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا } فقالوا : { أشر أريد بمن في الأرض } وما قالوا : أشر أراده ربهم بهم أم أراد بهم ربهم رشدا } فجعلوا الفعل مبنيا للمجهول تأدبا مع الله عز وجل 0
{ ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا }
ولا يصرح بأسمائهم رعاية لمشاعرهم
مدرسة التابعين : ويروي عن حيوة بن شريح – وهو أحد أئمة المسلمين – أنه كان يقعد في حلقته يعلم الناس وكان يحضر له المئات وفي وسط الدرس كانت تدخل عليه أمه
والتي أصيبت بلوثة في عقلها فتصيح به : قم يا حيوة فألق الشعير للدجاج فيقوم وقد ألقى عليها برقته وتحد به ويترك المجلس ويفعل ما أمرته أمه !! }
وفكر الفقيه في أن هذا الرجل قد صار في نظر نفسه وفي نظر الآخرين لصا من أجل شيئ تافه فماذا أفعل 000 ؟ ما كان من إلا أن صار يجري خلف اللص ويقول له :
وهبتك القبعة 000 قل قبلت وهبتك القبعة 000 قل قبلت 000 !! واللص هارب أطلق ساقيه للريح لا يلوي على شيئ
مدرسة المنفلوطي رحمه الله : ما أورده المنفلوطي في النظرات من قول أبي عيينة الكاتب المعروف في عهد الدولة العباسية وكان كفيف البصر :
اختلفت إلى القاضي أحمد بن أبي داؤد أربعين عاما فما سمعته مرة يقول لغلامه عند تشييعي خذ بيده يا غلام بل يقول اخرج معه يا غلام
كلماتك نفوق البدر ضياءا
وتمييز اختيارك يفق النجوم بريقا
لاحرمنا ابداعك غاليتي
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
كم انا سعيدة وانا واقفة هنا
اروي ناظري بحروفك المفعمه
بالاشياء الجميله