تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » طبيعة وتاريخ يبرود

طبيعة وتاريخ يبرود 2024.

طبيعة وتاريخ يبرودداردار
تتميز مدينة يبرود ببردها القارس في الشتاء وجوها المعتدل صيفا، وأثبتت الدراسات أن الملكة "زنوبيا" كانت تصطاف في المدينة أيام حكمها لمملكة "تدمر".
تعتبر "يبرود" من أهم مناطق سكن الإنسان ما قبل التاريخ حيث اكتشفت مغاور طبيعية محفورة في الجبال وفي الأودية المحيطة بالمدينة، وذكر الباحث "ألفرد روست" مكتشف هذه المغاور أن وادي "اسكفتا" أشهر وديان الشرق الأدنى في عصور ما قبل التاريخ .
الأستاذ والباحث السوري " نور الدين عقيل" قال في تعريفه للمدينة : «يبرود كلمة آرامية ورد ذكرها في كتابات الرقم الفخارية في بلاد ما بين النهرين، وذكر اسم "يبرود" في كتاب البلدان الذي وضعه الجغرافي اليوناني "بطليموس القلوذي" الذي عاش في القرن الثاني للميلاد. أصبحت "يبرود" في العهد الروماني مركزا عسكريا ويستدل على ذلك من بقايا أحد الحصون الرومانية الذي ما تزال بقاياه ظاهرة، في العهد الآرامي بني معبد ضخم لعبادة الشمس ،ولا تزال الحجارة الباقية تحمل كتابات ونقوشاً تدل على حالته التاريخية السابقة . جرت أولى عمليات التنقيب في مدينة "يبرود" مع بداية عام /1930/ على يد العالم الألماني "ألفرد روست" واستمرت ثلاث سنوات اكتشف من خلالها أبرز معالم الحضارة اليبرودية، ليصدر بعدها كتابه باللغة الألمانية "مغاور يبرود" في عام /1950/.
و على ضوء تلك الاكتشافات قدمت بعثة أمريكية في عام /1965/ تضم باحثين من جامعة كولومبيا في "نيويورك" برئاسة البروفسور "رالف سوليكي"الذي عاد مجددا في عام /1987/ ليكتشف بقايا للإنسان اليبرودي الذي اعتبر أقدم من سكن الأرض وأقام الحضارة فيها،
ومع مطلع التسعينيات زارت بعثة يابانية مدينة "يبرود" لمتابعة عمليات التنقيب والدراسة، هذه الاكتشافات لعبت دورا بارزا في تقديم صورة ومادة علمية استفاد منها الباحثون في حقل دراسات العصور الحجرية في العالم .
وتعتبر كنيسة "يبرود" من أقدم المعالم الأثرية في سورية ففي بداية الألف الأولى قبل الميلاد أصبحت "يبرود" مركزا لإحدى الممالك الآرامية في سوريا و بلاد الشام وازدهرت هذه المملكة سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، تم في ذلك العهد بناء أكبر وأفخم معابد الشمس في البلاد في وسط المدينة بسعة كبيرة قياسا إلى معابد تلك الأزمنة الغابرة، بحجارة ضخمة منحوتة من الصخر محاطاً برواق محمول على أعمدة طويلة رشيقة اسطوانية غاية في الجمال والإبداع، لا تزال بعض قواعدها ظاهرة للعيان حتى وقتنا هذا كذلك حجارته القاعدية الضخمة التي يبلغ أحجامها بحدود المتر المكعب ,تحول هذا المعبد بعيد الاحتلال الروماني لبلاد الشام إلى معبد لعبادة جوبيتر كبير آلهة الرومان آنذاك، في سنة /331/م تحول هذا المعبد الوثني إلى كاتدرائية مسيحية باسم القديسين "قسطنطين وهيلانة" تيمنا بالإمبراطور الروماني "قسطنطين" الذي سمح بالحرية الدينية بالبلاد، وأمه لقديسة هيلانة التي أقنعته بالتسامح الديني وتحولت الدولة الرومانية فيما بعد إلى الديانة المسيحية .وفيما بعد قام إبراهيم باشا والي مصر أثناء حملته في سوريا بوهبه للأهالي والتعهد بصيانته والحفاظ عليه وبقي على ماهو عليه ككنيسة , وفي يبرود مسجد وجامع الخضر الذي لم يتبق منه سوى مئذنته القديمة والتي انتهت ورشات الترميم من إعادة الحياة إليها وأعادت إليها أيام مجدها فهذه المئذنة تشبه مئذنة المسجد الأموي بدمشق إلى حد كبير كما يقال أنها بنيت في فترة زمنية قريبة جداً من العهد الأموي في بلاد الشام ,
وحتى الآن لا تزال الدراسات حول مسألة تحديد عمر الإنسان الحجري في "يبرود" هل هو قبل إنسان "النياندرتال" أم بعده؟ مسألة غير قابلة للتحديد نتيجة توقف الحملات الاستكشافية وورشات التنقيب عن البحث أكثر في تاريخ يبرود وماضيها , غير أن للباحث السوري "نور الدين عقيل " مستنداً إلى معلومات معينة ونتائج متحققة رأي أخر فهو يقول أن سكان مغاور وملاجئ "وادي إسكفتا في يبرود"، وخاصة الملجأ الأول استوطنوا المكان على امتداد زمن يزيد على /150/ ألف سنة، إضافة إلى /25/ مجموعة بشرية لكل منها حضارتها الخاصة، وأكثرها أصالة كانت الجماعات اليبرودية التي دلت عليها أدواتها الصوانية .

وقد جمعت مكتشفات مغاور يبرود في قاعة خاصة ضمن متحف دمشق الوطني في دمشق التنقيبات لم تتوصل بعد لكثير من أسرار الحضارة اليبرودية، التي مايزال الكثير منها جاثماً ينتظر من يكشف عنه عباءة التراب .

يبرود اجتماعياً :
يشكل المسلمون أغلبية السكان أما البقية فتدين بالمسيحية و يبلغ تعداد السكان التقريبي حوالي 40000 نسمة و تقع على بعد 80 كم شمال مدينة دمشق العاصمة و على مسافة 80 كم جنوب مدينة حمص نهضة صناعية مميزة، ملأ شبابها المهاجر أصقاع الأرض من أمريكا إلى آسيا، فضلاً عن دول الخليج العربي. كانت يبرود ولغاية الثمانينات من القرن الماضي تعتبر مدينة زراعية يعتمد أهلها على الزراعة المروية بالبعل( المطر) ومن أشهر منتجاتها الزراعية : البطاطا اليبرودية والكرز والقمح اليبرودي الذي يجاري في جودته القمح الحوراني .

يبرود صناعياً :
شهدت يبرود نهضة صناعية وعمرانية وسياحية وتجارية ضخمة منذ نهاية الثمانينيات في القرن الماضي وحتى عامنا الحالي حولتها من بلدة صغيرة إلى مدينة تعتبر ثاني أكبر المدن الصناعية في سوريا حسب إحصاءات وزارة الصناعة السورية وإتحاد غرف التجارة السورية وتضم حالياً مقر غرفتي التجارة والصناعة لمحافظة ريف دمشق كما تعد من أوائل المدن السورية التي تملك أكبر نسبة من عدد سكانها من ذوي الدراسات العليا أو الدراسات الجامعية وبجميع الاختصاصات وأصبحت مقصداً للهجرة الداخلية كونها تؤمن فرص عمل مميزة نظراً لمكانة المدينة الصناعية .
ولمدينة يبرود عدد كبير من مواطنيها المغتربين يتوزعون بين الخليج العربي وأوربا وأميركا الجنوبية كان أبرزهم الرئيس الأرجنتيني السابق كارلوس منعم
ومن ناحية الحركة الثقافية والفكرية فمن أشهر رواد هذه الحركة المرحوم الشاعر الدكتور خالد محيي الدين البرادعي والمرحوم الشاعر زكي قنصل أخر شعراء العرب في المهجر.

ولمدينة يبرود موقع محلي أهلي على شبكة الإنترنت يضم مدونة حوارية يسهم فيها أبناء هذه المدينة من المواطنين والمغتربين وتضم زهاء 9000 عضو من يبرود وخارجها
لا تزال يبرود تلهم ابنائها بالبحث عن مكنونات حضارتها والكشف عن ماضيها العريق

منقول لعيونكم
دار


دار

لك يسلمو ايديك على هالموضوع, والله رجعتيني عشر سنين ورا ………..
احلى طبيعة في احلى بلد في الدنيا حبيبة قلبي سورية
ما تحرمينا من هالمواضيع الحلوة
شكراً اختي و تقبلي مروري

دار

سلمت الانامل غاليتي
موضوع رائع
دار

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ام فرح وجودي

دار

لك يسلمو ايديك على هالموضوع, والله رجعتيني عشر سنين ورا ………..
احلى طبيعة في احلى بلد في الدنيا حبيبة قلبي سورية
ما تحرمينا من هالمواضيع الحلوة
شكراً اختي و تقبلي مروري
دار

دار

شكرا لك يا غاليه
والله مافي أحلى من سوريا
وصدق من قال
سوريه الله حاميها

قد يهمك أيضاً:

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة طيور النورس

دار

سلمت الانامل غاليتي

موضوع رائع

دار

دار

قد يهمك أيضاً:

دار

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.