السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير منا شاهد ذلك المقطع { المؤلم } الذي صور فيه أولئك العابثون تلك الطفلة الصغيرة التي أغرقوها في ماء المسبح ظنا منهم أن فعلهم المشين هذا يعلمها السباحة منذ نعومة أظفارها ولقد تالمت من هذا المنظر كما تألم منه الكثير فبأي ذنب كادت هذه الطفلة أن تفقد حياتها
وبأي ذنب يكون هذا العبث في الأرواح وأي تفكير ساذج ذلك التفكير السقيم الذي قاد لمثل هذا العمل الطائش هل نزعت من قلوبهم الرحمة أين الرحمة التي تعلمناها من كتاب ربنا ؟!ونرددها في صلواتنا { الرحمن الرحيم } والرحمة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى
أين الرحمة التي تعلمناها من نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
في الحديث الصحيح : { رأى الرسول صلى الله عليه وسلم صحابية تنادي ابنها عبدالله بن عامر – بينما كان يلعب – وتقول له تعال أعطيك – ترغيبا له في المجيئ – فقال لها { وما أردت أن تعطيه ؟ } فقالت : تمرا فقال : { إما أنك لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة }
فكأنه صلى الله عليه وسلم وهو الرحمة المهداة يخاطب الأم بل يخاطب الأمة أن حق الطفل محفوظ في الإسلام وأنه حتى لو كان طفلا لا يفقه فإنه من حقه أن تصدق معه في الحديث وأن لا تكذب عليه وان لا تمنعه شيئا قد وعدته به
لقد تمثل رسول الهدى صلى الله عليه وسلم هذه الرحمة في كثير من المواضع فتراه يقبل الصغار ويداعبهم ويسلم عليهم ويرشدهم ويجالسهم ويعلمهم ويأكل معهم
إن هذا السمو الرفيع في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الأطفال ورحمتهم قدوة لنا جميعا فيجب أن نقتفي أثره وأن نسير على دربه صلى الله عليه وسلم