السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينابيع السعادة
أيتها الحبيبة الباحثة عن السعادة الزوجية ؟!
هناك شرطان أساسيان للسعادة وإذا كنت تبحثين عن السعادة الزوجية فيجب أن تتأكدي من توفر هذين الشرطين في نفسك أولا
حسنا فما هما ؟!
الشرط الأول : أن تكوني أنت سعيدة في نفسك لأن شقاوة النفس لا ينفع معها ترياق !!!!!
الشرط الثاني : أن تكوني فعلا راغبة في السعادة الزوجية ساعية إليها جاعلة إياها هدفك الذي تجتهدين للوصول إليه وتستمتعين بصنعه
أكاد أسمعك تهمهمين : الشرط الأول : أن أكون سعيدة في نفسي 000 كيف أكون كذلك ؟! ومن أين تنبع سعادة النفس ؟!
وأجيبك : تنبع سعادة النفس من أربعة ينابيع :
الينبوع الأول : حسن الخلق :
يقول الحكماء : { السعادة والشقاوة تنبعان من الخلق } فحسن الخلق هو ينبوع السعادة الدائم وهيهات أن تشعر بالسعادة زوجة سيئة الخلق فسوء الخلق يملأ حياتها بالضيق والكآبة ويزرع حولها القلوب بالضغائن والأحقاد فتغمرها التعاسة والشقاء
ومن حسن الخلق الرفق والترفق الذي يملأ القلوب بكل خير فعليك بالرفق والترفق في حياتك وبيتك لئلا تحرمي هذا الينبوع من السعادة بما حرمت من الرفق وهاهو نبيك صلى الله عليه وسلم يقول :
{ ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الخير كله } رواه الطبراني
صدق نبيك صلى الله عليه وسلم فعليك بهذا الينبوع إملئي به بيتك الظامئ إلى السعادة ريا وقلبك الظامئ إلى السعادة نداوة وسماحة وظلالا واجتهدي في تحسين خلقك وعليك بدعاء نبيك صلى الله عليه وسلم :
{ اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت } فالهجي به صباح ومساء
الينبوع الثاني : العمل الصالح :
فالعمل الصالح يغمر حياتك بالسعادة ويملأ قلبك بالراحة والهناء أما رأيت إلى قول ربك :
{ من عمل صلحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حيوة طيبة } النحل : 97 ومن أصدق من الله قيلا ؟! لقد وعد ربك بذلك وربك لا يخلف الميعاد فاملئي حياتك بالعمل الصالح ليغمر حياتك بالسعادة وروحك بالهناء ويجعل لك في جميع أمورك يسرا
{ وأما من آمن وعمل صلحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا } سورة الكهف :88
فانتبهي إذن إلى هذا الينبوع وإياك أن يجف فتنقلب واحة حياتك إلى صحراء مقفرة هجرتها طيور السعادة وذبلت فيها زنابق الراحة والنعيم واملئي حياتك بالعمل الصالح
الينبوع الثالث : عدم الشرك بالله :
أرى علامات الدهشة ترتسم على محياك والتساؤل يرفرف على شفتيك : ما علاقة الشرك بالسعادة ؟!
نعم يا حبيبتي فظنك بأن أسباب السعادة والشقاوة بيد أحد سوى الله تعالى يملأ حياتك بالشقاء وظنك بأن الزوج او غيره هو سبب سعادتك أو شقائك يملأ قلبك بالبؤس وحياتك بالتعاسة وهاهو ربك جل جلاله يصف الشرك وصفا تعجز الأقلام عن تصويره والأقلام عن توضيحه :
{ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح من مكان سحيق } الحج :31
كأني بالعجب مازال يطل من عينيك ! هاك هذه الزوجة مثالا :
هذه الزوجة تعاني من أن زوجها لا يحقق لها كل رغباتها سواء المادية منها أو المعنوية فتحصر نفسها في هذا الإطار وتعيش حياتها شقية تعيسة
ولو فتحت عينيها على الحقيقة وأنها تستطيع أن تستشعر السعادة دون الحاجة إلى زوجها وأنها لو اتصلت بالله دعاء ورجاء وذكرا لأبدل الله شقاوتها سعادة وكآبتها أملا وتعاستها وقلقها راحة وطمأنينة
ولكن كيف ؟!
أولا : بذكرها لمولاها واستشعار أن مقاليد السموات والأرض بيده فتطمئن إلى الله وتخلد إلى قوته وعظمته
ثانيا : ولأنها كانت تحبس نفسها في سجن ضيق جدرانه هي وزوجها وقد غفلت عن الله وظنت أنه نسيها فلما خرجت من ذلك السجن إلى فضاء الالتجاء إلى الله والإقبال عليه هدأت روحها بعد طول قلق فسعدت أيما سعادة وذاقت حلاوة طالما افتقدتها وكيف لا تسعد وقد عرفت من بيده السعادة والشقاء فاتجهت إليه وانطرحت بين يديه ؟!
الينبوع الرابع : أبعدي شبح الاكتئاب والتشاؤم :
لأنه يقيدك بقبور لا مرئية تمنعك من البحث عن السعادة ويوهمك بأنه لا جدوى من البحث عنها وإذا استسلمت له كنت شقية ولو اتخذت الدنيا كلها وسائل لإسعادك لم تسعدك لأن الشقاء ينبع من داخلك فالنفس المتشائمة لا تستطيع تنسم هواء السعادة
كما أن السمكة لا تستطيع تنفس الأكسجين مالم يكن مذابا
فأبعدي شبح الاكتئاب والتشاؤم وأزيحيه من طريقك لأن هذا الشبح يمنعك من التفكير في العمل من أجل السعادة أو حتى في إمكانية تغيير الحال فإذا رميت به وراء ظهرك وملأت قلبك بالتفاؤل عندئذ ستبحثين عن السعادة وتعملين من أجلها !
هذه هي الينابيع الأربعة التي تنبع منها سعادة النفس
يا حبيبتي فإذا تحليت بحسن الخلق واجتهدت في العمل الصالح واجتهدت في الالتجاء إلى الله وتوجهت إليه وأقبلت على الحياة وتركت التشاؤم جانبا فحينئذ ستنساب ينابيع سعادة النفس بين جنبيك وتصبحين سعيدة النفس
أختي الحبيبة ها أنت قد حققت الشرط الأول للسعادة الزوجية
فكيف تحققين الشرط الثاني ؟
أكاد أسمعك تتمتمين : وماهو الشرط الثاني ؟