تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » شرح حديث ( مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً .)

شرح حديث ( مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً .) 2024.

دار

عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار ، وأنتم تفلتون من يدي )
( 218) رواه مسلم

دار

( الجنادب ) : نحو الجراد والفراش ، هذا هو المعروف الذي يقع في النار
و( الحجز ) : جمع حجزة ، وهي معقد الإزار والسراويل .

دار

الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى
فيما نقله عن جابر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً )

أراد النبي عليه الصلاة والسلام بهذا المثل أن يبين حاله مع أمته عليه الصلاة والسلام ، وذكر أن هذه الحال كحال رجل في برية ،
أوقد ناراً ، فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها .

والجنادب : نزع من الجراد ، أما الفراش فمعروف ، ( يقعن فيها ) لأن هذه هي عادة الفراش والجنادب والحشرات الصغيرة
إذا أوقد إنسان ناراً في البر ؛ فإنها تأوي إلى هذا الضوء .

قال : ( وأنا آخذ بحجزكم ) يعني لأمنعكم من الوقوع فيها ، ولكنكم تفلتون من يدي .

دار

ففي هذا دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم جزاه الله عنا خيراً على حماية أمته من النار ، وأنه يأخذ بحجزها ويشدها حتى لا تقع
في هذه النار ، ولكننا نفلت من ذلك ، ونسأل الله أن يعاملنا بعفوه .

فالإنسان ينبغي له أن ينقاد لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يكون لها طوعاً
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يدل على الخير واتقاء الشر ، كالذي يأخذ بحجزة غيره ، يأخذ بها حتى لا يقع في النار

لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كما وصفه الله في كتابه :

( لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)

(التوبة:128) ، صلوات الله وسلامه عليه .

دار

ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان بل يجب أن يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به
وفي كل ما نهى عنه وفي كل ما فعله ، وفي كل ما تركه ، يلتزم بذلك ،
ويعتقد أنه الإمام المتبوع صلوات الله وسلامه عليه
لكن من المعلوم أن من الشريعة ما هو واجب يأثم الإنسان بتركه ، وما هو محرم يأثم بفعله ،ومنها ما هو مستحب
إن فعله فهو خير وأجر ، وأن تركه فلا أثم عليه . وكذلك من الشريعة ما هو مكروه كراهة تنزيه ؛ إن تركه الإنسان فهو خير له
وإن فعله فلا حرج عليه ، لكن المهم أن تلتزم بالسنة عموماً ، وأن تعتقد أن أمامك ومتبوعك هو محمد صلى الله عليه وسلم
وأنه ليس هناك سبيل إلى النجاة إلا باتباعه ، والسير في طريقه ، والتمسك بهديه .

دار

ومن فوائد هذا الحديث : بيان عظم حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، وأنه كان لا يألو جهداً في منعها وصدها عن كل ما يضرها
في دينها ودنياها ، كما يكون صاحب النار التي أوقدها وجعل الجنادب والفراش تقع فيها وهو يأخذ بها .

دار

وبناءً على ذلك ، فإذا رأيت نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء ؛ فأعلم أن فعله شر ، ولا تقل هل هو للكراهة أم هو للتحريم ،
اترك ما نهى عنه ، سواء كان للكراهة أو للتحريم ، ولا تعرض نفسك للمساءلة لأن الأصل في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم
أنه للتحريم ، إلا إذا قام دليل على أنه للكراهة التنزيهية .

دار

وكذلك إذا أمر بشيءٍ ، فلا تقل هذا واجب أو غير واجب ، افعل ما أمر به ، فهو خير لك ، إن كان واجباً فقد أبرأت ذمتك ، وحصلت على الأجر ، وإن كان مستحباً فقد حصلت على الأجر ، وكنت متبعاً تمام الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم

نسأل الله أن يرزقنا وإياكم إتباعه ظاهراً وباطناً .

دار
من كتاب شرح رياض الصالحين

للعلامة الفقية الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة

دار

صلى الله على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله الجنه بدرجاتها
وحفظ الله لكِ من تحبين
وأسعدكِ الله في الدارين
أختي بكل الحب والود أُحييكِ

جزاكِ الله خيرا وبارك الله لك
سلمت يمنياكِ
لاحرمتي الاجر

اسعد الله قلوبكن وامتعها بالخير دوماً
أسعدني كثيرا مروركن وتعطيركن هذه الصفحه
وردودكن المفعمه بالحب والعطاء
دمتن بخير وعافية
لكن خالص احترامي
جزي الله عنا نبينا خيرا
وجزاك خيرا لهذا الشرح القيم
لاعدمناك
دار

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.