سلوكيات تهدد عش الزوجية
كثيرا ما نسمع سيدات يتحدثن بكل فخر وإعزاز عن أزواجهن ومع ذلك يشتكين من بعض سلوكياتهم التي تثير غضبهن وتتسبب في التوتر الذي يعكر صفو العلاقة الزوجية، فمثلا هناك الزوج الذي يترك جواربه ملقاة علي الأرض أو يلقي بفوطته المبللة علي فرش السرير,
أو ينسي أن يبلغ زوجته بالمكالمات التليفونية التي وردت إليها وهي غائبة, أو الذي يخرج من الغرفة ويترك النور مضاء, أو الذي يفتح درج أو دولاب ويتركه مفتوحا,
وهي كلها أشياء وأن كانت بسيطة ولاتعيب الزوج كرجل إلا أنها تثير نوعا من التوتر بين الزوجين لأنها تتكرر بصفة يومية, فلا الزوجة تستطيع أن تتغاضي عنها ولا الزوج قادر علي تغييرها.. فما الحل ؟
تقول د. سامية الساعاتي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن هذه السلوكيات يمكن تسميتها بالتفاهات الصغيرة التي تتحول إلي تراكمات نفسية كبيرة يمكن أن تهدد استقرار البيت, وهي ترتبط بالنشأة الاجتماعية التي كثيرا ما تفرق بين معاملة الولد والبنت,
فتنشأ البنت علي فكرة خدمة أفراد الأسرة حتي يترسخ فيها هذا الإحساس بالواجب وينشأ الولد علي فكرة أنه مسموح له ببعض التجاوزات,
فلا يرتب سريره ولا يرفع جواربه من علي الأرض ولا يبالي كثيرا بغلق الأبواب أو الأدراج التي يفتحها, لأن هناك دائما والدته أو أخته لتقوم عنه بهذه الأشياء,
لذلك لا يمكن أن نلومه كثيرا إذا لاحظنا أنه لا يشعر بأهمية تلك الأمور التي تثير غضب زوجته لأنها في النهاية أشياء لا تقاس بمعيار واحد, وقد اتفقت معظم آراء المتخصصين علي أنه ليس هناك حل سحري لعلاج هذه المشكلة,
فالرجل سوف يستمر في اتباع السلوك الذي تعود عليه لأنه ببساطة لا يستطيع أن يفهم لماذا تثير هذه الأشياء غضب زوجته مع أنها كانت لا تثير غضب والدته!
وليس معني ذلك أن تتقبل الزوجة هذه الأمور في صمت وإنما هناك استرتيجية للتعامل معها, ولكنها تتطلب بعض الصبر وتمالك الأعصاب..
وأول نصيحة تنصح بها د.سامية الزوجة هي تخفيف حدة الانتقادات التي توجهها لزوجها لأن الانفعال لن يفيد ولكن يمكنها اتباع بعض الأساليب اللطيفة مثل إنتهاز فرصة عيد ميلاده لتقدم له هدية مرفق بها كارت تدون عليه كل صفاته الرائعة
مع إضافة ملحوظة في النهاية تفيد بأنه إذا استطاع أن يغير بعض السلوكيات التي تضايقها فإنة سيكون الزوج الكامل في نظرها, مع التأكيد له أنها ستحاول من جانبها أيضا أن تغير بعض سلوكياتها التي تضايقه مثل ترك الحوض مملوءا بالأطباق وأدوات المائدة المتسخة حتي آخر النهار أو تركه ينتظر عند الباب دقائق طويلة بالرغم من قولها له أنها أصبحت مستعدة للخروج.
وتنصح د. سامية في النهاية كل زوجة أثبتت لها الأيام أن عادات زوجها التي تضايقها لن تتغير بأن تحاول هي تغيير ردود فعلها تجاهها لأنها في النهاية تفاهات صغيرة بالفعل تقابلها صفات إيجابية كثيرة للزوج, ولتحاول أن تتغاضي عن هذه الأشياء وتركز في نظرتها لزوجها علي صفاته الجميلة فتتقبله بعيوبه وصفاته كما يتقبلها هو بعيوبها وصفاتها.
المهم في أي علاقة بين طرفين أن يكون هناك احترام لاحتياجات وطلبات الطرف الثاني وتفهم لمزاجه وطباعه وتقديره لذاته.
اضحكتني هذه
لأنه ببساطة لا يستطيع أن يفهم لماذا تثير هذه الأشياء غضب زوجته مع أنها كانت لا تثير غضب والدته!
وفي المقابل هذه
أو تركه ينتظر عند الباب دقائق طويلة بالرغم من قولها له أنها أصبحت مستعدة للخروج.