تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » رَوضَة الصّائمِين

رَوضَة الصّائمِين 2024.

دار

دار دار

دار

رَوضَة الصّائمِين

دار

قال الله تعالى : ﴿إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً﴾ [الإسراء : 9].
وقال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراًّ وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطر : 29- 30].


أيها الإخوات الكريمات :
إن القرآن منبع النور والهدى والإيمان ، ومصدر العزة والشرف والرفعة للإنسان ، قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويضعُ به آخرين) ([1]) ، إنه نورٌ ، وأيّ نور!! أطفأ الظلمة وأنار الوجود ، وسحق الضلالة وأقام الهداية .


إن من حقوق هذا القرآن العظيم علينا تلاوته وتدبّره والعمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه ، وما تقرّب عبد إلى الله بأعظم من تلاوة القرآن فإنها أعظم الذكر وأفضله وأحسنه ، ولن يُذكرَ باللهُُ بأفضل من كلامه وخطابه .

دار


وقراءة القرآن مطلوبة ومرغوبة في كل وقت وحين ، ففيها عظيم الأجر وكبير الفضل وجزيل النوال ، وفي رمضان يعظم تأكدها ويزداد نفعها وخيرها وبركتها ، فخليقٌ بالصائمين أن يجعلوا جلّ وقتهم مع كتاب ربهم فإنه روضتهم وبستانهم وأُنسهم وسعادتهم .


القرآن في رمضان روضة الصائمين وحداء القائمين ولهج القانتين العابدين ، القرآن أعظم أنيس ونديم ، وخير جليس وسمير ، هو حلاوة وجمال ، وعزُّ وكمال . القرآن محض سعادة الإنسان ، ومُديم الخير والبركة والإحسان .


﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [ص : 29] .

دار

يا صائمون :
هل ترومون روضة فيها أطايب النعم ونفائس المِنن ، وفيها ما لذّ وطاب وأغنى عن الأخلّة والأحباب ، إنها روضة القرآن غاية السعادة ومنتهى اللذة والسرور .


كلامٌ عظيمٌ تذرفُ منه العيون ، وتصدع القلوب وتقشعرُّ الجلود ﴿ ق وَالْقُرْآنِ المَجِيدِ ﴾ [ق : 1] ، إن من عظمته خشوع وتصدّع الجبال الصمّ لسماعه﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا القُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر : 21] .

يا صائمون :

القرآن عزُّكم وشرفُكم ، فاقرأوه حقَّ قراءته ، تغنموا وتسعدوا وتفوزوا بالثواب الكبير والنعيم المقيم ﴿ لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء : 10] .


"القرآن الضياء والنور ، وبه النجاة من الغرور ، وفيه شفاء لما في الصدور ، ومَنْ خالفَه من الجبابرة قصمَهُ الله ، ومَنْ ابتغى الهُدى في غيره أضّلُه الله ، هو حبلُ اللهِ المتين ونوره المبين والعروة الوثُقَى والمعتصَم الأوفىَ ، وهو المحيط بالقليل والكثير والصغير والكبير لا تنقضي عجائبه ولا تتناهى غرائبه ، لا يحيط بفوائده عند أهل العلم تحديد ، ولا يخلُقُه عند أهل التلاوة كثرة الترديد ، هو الذي أرشدَ الأولين والآخرين ، ولما سمعه الجنّ لم يلبثوا أن ولّوا إلى قومهم مُنذرين﴿ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً ﴾ [الجن : 1- 2] .

دار


فكل مَنْ آمنَ به فقد وُفِّق ، ومَنْ قال به فقد صدق ، ومَنْ تمسّك به فقد هُديَ ، ومَنْ عمل به فقد فاز ، وقال تعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر : 9] .


ومن أسباب حفظه في القلوب والمصاحف استدامة تلاوته والمواظبة على دراسته مع القيام بآدابه وشروطه والمحافظة على ما فيه من الأعمال العاجلة والآداب الطاهرة([2]).

يا صائمون :

إن هذا القرآن بلغ الغاية في الإعجاز والإتقان ﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود : 1] ، لا يُدرَك وصفهُ وجماله ولا يُحاط بحُسنِه وكمالِه ، أذهلَ أهل البلاغة والبيان ، وبزَّ أهل الفصاحة والتبيان .

دار

أيها الأخوات :
ألا تريدون أن تكونوا من أهل القرآن ، الذين هم أهل الله وخاصّته يحبّهم ويُدنيهم ويكلؤهم ويرعاهم ويصونهم ويحفظهم ويمنحهم فضله ويسبغ عليهم نِعَمَه ، أخرج النسائي في الكبرى وابن ماجة والحاكم من حديث أنس ـ رضي الله عنه ـ بإسناد حسن كما قال الحافظ العراقي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أهل القرآن أهلُ الله خاصّتُه"([3]).


القرآن جالب اللذة والسرور ، وقاشع الوحشة والغموم ، له حلاوة لا تنتهي ، ولذاذة لا تنقضي ، مَنْ استرشدَ به رَشَد ، ومن استهدى به هُدي ، ومن استغنى به فهو الغنيّ الزكيّ الرّضيّ ، ملَك أجلّ نعمة وأعظم منحة وأنفَس ميراث .


به صلاح القلب وهداية النفس وزكاة العقل وسعادة الإنسان ، وفلاحه في الدنيا والآخرة ، إن هذا الكتاب به حياة كل شيء ، فلا حياة للإنسان بغير ذكر الله ، وأحب الذكر إلى الله تعالى كلامه وما نطَق به وخرج منه ، فلا تعجبوا إذ سمَاه تباركَ وتعالى "روحاً" يحيي به الموتى ، ويهدي به الحيارى ، ويبصِّر به أهل العَمى .


قال تعالى : ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى : 52].


دار

يا مسلمون :
هذا كتاب عظيم جدّ عظيم ، ما أعظمه وأجلّه وأحسنه وأبهاهّ!! قد رفع الله تعالى قدره ومكانته بالثناء عليه والتنويه بشأنه وعلوّ قدره، قال تعالى : ﴿ ص‌ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴾ [ص : 1] ، أي ذي الشرف ، أي ذي الشأن والمكانة كما هو أحد أوجه تفسير الآية([4]).
وقال سبحانه وتعالى : ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ [الزخرف : 4] ، قال قتادة ـ رحمه الله ـ أي ذو مكانة عظيمة وشرف وفضل([5]).

دار
([1]) رواه مسلم (817) .

([2]) إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي (1/321) .

([3]) النسائي (8031) وابن ماجة المقدمة (215) .

([4]) تفسير ابن كثير (4/29) .

([5]) تفسير ابن كثير (4/132) .

دار دار

جزاكي الله الف خير
على المعلومات الجميله
وجعله في ميزان حسناتك
اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة دبدوب تعيسه

دار

جزاكي الله الف خير
على المعلومات الجميله
وجعله في ميزان حسناتك

أختي الكريمة
بارك الله بكِ
وشكرًا لمروركِ
خالص تقديري
وكل الود

قد يهمك أيضاً:

بارك الله بعمرك وجزاكي كل الخير والبركه على الموضوع المفيد
وان شاء الله نكون دائما من اصحاب الرووضه يا الله
ونفع بكي يا اختي الغاليه ورمضانك مبارك بكل ما فيه
اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة جنه الفردوس ..

دار

بارك الله بعمرك وجزاكي كل الخير والبركه على الموضوع المفيد
وان شاء الله نكون دائما من اصحاب الرووضه يا الله
ونفع بكي يا اختي الغاليه ورمضانك مبارك بكل ما فيه

بارك الله بكِ أختي الغالية
ولكِ مثل ما دعوتِ وزيادة
شَرُفتُ بطيب المرور
وعبق التعقيب
خالص تقديري
وكل الود

قد يهمك أيضاً:

طرح رائع
جزاك الله عنا كل خير
وأثابك حسن الدارين
ومتعك برؤية وجهه الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.