أما بعد ..
فاللهم إن كانت رحمتك للمحسنين فإلى أين تذهب آمال المذنبين .؟!
إلهي ! ببابِكَ أنخنا ، ولمعروفِكَ تعرّضنا ، وبكرمِكَ تعلّقنا ، وبتقصيرِنا اعترفنا ، وأنتَ أكرمُ مَسئُولٍ وأعظمُ مأمُولٍ :
اللهُمّ ارحم عباداً غرّهُم طولُ إمهالِك ، وأطمَعَهم دوامُ إفضالِك ، ومدّوا أيديَهم إلى كريمِ نوالِك ، وتَيقّنُوا ألاّ غِنىً لهم عن سُؤالِك .
إلهي ! أنا الفقيرُ في غِناي ، فكيفَ لا أكونُ فقيراً في فَقري ؟!
إلهي ! أنا الجاهلُ في عِلمي ، فكيفَ لا أكُونُ جَهُولاً في جَهلي .؟! إلهي ! مِني ما يلِيقُ بلُؤمِي ، ومِنكَ ما يَلِيقُ بكرَمِك .
إلهي ! ما أعطفَك عليَّ وأكرمَك ! معَ عظيمِ جَهلي ، وما أرحمَك بي ! مع قبيحِ فِعلي ، وما أقربَك مِني برحمتِك ! وما أبعدَني عنك بجَهلي وإسرافي على نفسِي .؟!
أحبتي …
صفدت الشياطين وبانت مشكلة " النفس " ، والتغير لن يدوم إلا إذا حققنا شرط المعادلة " حتى يغيروا ما بأنفسهم " ،
وثمرة الصيام لن تتحقق إلا بأن تلهم النفس " تقواها " ، ومكمن الإشكال " قل هو من عند أنفسكم " ، مشكلة " الأمارة بالسوء " ،
مشكلة ما اعتادت عليه من كسل أو عجز أو بخل أو حب للدنيا ، ولذلك نريد مجاهدة حقيقية لأنفسنا .
قال ابن المبارك : رابط بنفسك على الحق حتى تبقيها على الحق فذلك أفضل الرباط .
وكان إبراهيم بن أدهم يقول : ما قاسيت شيئا من أمر الدنيا أشد عليَّ من نفسي، مرة عليَّ ، ومرة لي ، وأما هوائي فقد والله استعنت بالله عليه فأعانني ، واستكفيته سوء مغالبته فكفاني ، فوالله ما آسى على ما أقبل من الدنيا ولا ما أدبر منها .
فالنفس العدو الأول أخطر من الشيطان ، ومن الدنيا ، ومن الهوى.
فماذا نصنع معها ؟
(1) أدمن هذا الدعاء في الأسحار :
اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم، وعذاب القبر.
اللهم! آت نفسي تقواها، وزكهاأنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.
اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها).
(2) سايسها فتارة تريحها وتارة تغالبها على فعل الطاعة :
الآن لابد أن تقرأ كثيرا وتستدرك ما فاتك ، منذ أول رمضان ولم تقم القيام الذي ترتقي به ،
أين من تورمت أقدامهم من طول القيام ، النفس تأبى فما العمل ؟
ألزمها : أقسمت يا نفس لتفعلي كذا وكذا .
تحرمها مما يريحها لتتعود الطاعة والمطاوعة " رب اجعل نفسي لك مطواعة "
ومن هنا فآية التدبر في الجزء السابع : " تعلم ما نفسي ولا أعلم ما نفسك "
فهذه الآية علاج لآفات النفس . كيف ؟ إنها المراقبة
أن تلاحظ أن الله يعلم ما تكن الصدور وما تخفي الأنفس ،
فهل تتخيل أن الله يعلم خواطرك السيئة التي تسول لك بها نفسك ؟
فهل تتخيل أن هذا معروض أمام الله تعالى .. ألا تستحي ؟!!
فاحذر انتقامه : "
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
لما حذرك من نفسه ، ذكرك أنه يعلم ما نفسك وما في قلبك ، فهل ارتعدت فرائصك أم القلب قاسي ؟؟؟
فادعه خوفا وطمعا
اللهُمَّ يا راحِمَ عَبرتِي ، يا مُقيلَ عَثرتي ، يا رُكني الوثيق
ويا مَولايَ المُشفق ، ويا رَبَّ البيتِ العَتيق ، يا فارجَ الهمّ ، وكاشِفَ الغَمّ ، ويا مُنزِلَ القَطرِ ،
ويا مُجيبَ دَعوةِ المضطرّين ، يا رحمَنَ الدنيا والآخرةِ ورَحيمَهما ، يا كاشِفَ كُلّ ضُرّ وبَليّة ،
ويا عالمَ كُلِّ خَفيّة ، يا أرحمَ الراحمين .
اللّهُمَّ إنّكَ تَعلمُ سِرّي وعَلانِيتي ، فاقبل معذِرتِي ، وتَعلَم حاجَتي فأعطِني سُؤلي ،
وتَعلَمُ ما في نفسِي فاغفِر لي ذُنوبي .
سؤال الرسالة السابعة :
من باب " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون " وليست العبرة بالكثرة ولكن من باب التركيز والمجاهدة للنفس على عمل صالح
مع انتهاء الأسبوع الأول من رمضان : كم ختمت حتى الآن ؟؟
ولا تنسى قيم نفسك
وكتبه
هاني حلمي
الليلة السابعة من رمضان
نقل موفق بارك الله فيك
لكن ياااا حسافا لم اختم الى الان اللهم ارحمنا في عشر الرحمة
تقبل الله صيامنا وقيامنا وجعلنا من عتقائه في هذاالشهر
جزاكم الله خيرا وبارك فى أعمارك وبلغكم ليلة القدر وجعلكم فيها من الفائزين .
أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه .