الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى، ولا يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء..
وأشهد أن لا اله إلا الله الذي لا تحيط به العقول والأوهام، المتفرد بالعظمة والبقاء والدوام، المتنزه عن النقائض ومشابهة الأنام، يرى ما في داخل العروق وبواطن العظام، ويسمع خفي الصوت ولطيف الكلام، إله رحيم كثير الإنعام، ورب قدير شديد الانتقام، قدر الأمور فأجراها على أحسن النظام، وشرع الشرائع فأحكمها أيما إحكام.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام، صلى الله عليه وعلى سائر آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام، وسلم تسليمًا كثيرًا.
عبّاد ليل إذا جنَّ الظلام بهم *** كم عابد دمعه في الخدِّ أجراه
وأسد غاب إذا نادى الجهاد بهم *** هبُّوا إلى الموت يستجدون رؤياه
يا رب فابعث لنا من مثلهم نفرا *** يشيدون لنا مجداً أضعناه.
أما بعد:
عباد الله: في رمضان تتنوع الطاعات والعبادات وكل عبادة وطاعة تؤتي ثمرتها في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب وإن من هذه العبادات في هذا الشهر المبارك صلاة التراويح وقيام الليل لما فيهما من الأجر والثواب والفوائد الروحية والقيم الأخلاقية والصحة الجسدية، قال – صلى الله عليه وسلم – : ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه))[مسلم].
وعن عمر بن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله! أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وصمت الشهر، وقمت رمضان، وآتيتُ الزكاة؟
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء)
[أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما وهو في"صحيح الترغيب للألباني" (1/419/993)].
فهل نشمر عن ساعد الجد لتربية نفوسنا على صلاة التراويح والقيام في رمضان حتى تستقيم على هذه العبادة والطاعة طوال العام فتحل علينا البركات وتتنزل علينا الرحمات وتفرج الكربات وتقضى الحاجات وتدفع الشرور والآفات.. وكم نحن محتاجين إلى رحمة الله وتوفيقه ولن تنال إلا بعبادة صحيحة ومناجاة صادقة وعمل خالص…. إن قيام الليل عبادة من العبادات الجليلة.. لا يلازمها إلا الصالحون، فهي دأبهم وشعارهم وهي ملاذهم وشغلهم.. قال – تعالى -: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[السجدة، الآيات: 15-17].
ووصفهم في موضع آخر، بقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) إلى أن قال: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)[الفرقان، الآيات: 64-75].
إن قيام الليل له لذة، وفيه حلاوة وسعادة لا يشعر بها إلا من صف قدميه لله في ظلمات الليل يعبد ربه ويشكو ذنبه، ويناجى مولاه، ويطلب جنته، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويستعيذ من ناره قال – تعالى -عنهم: (كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات: 18، 17].
قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار… وقال – تعالى -: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9]. أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!…
عن "السري" – رحمه الله تعالى – قال: دخلت سوق النخاسين، فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة من العيوب فاشتريتها بعشرة دنانير، فلما انصرفت بها -أي إلى المنزل- عرضت عليها الطعام فقالت لي: إني صائمة.. قال: فخرجت، فلما كان العشاء أتيتها بطعام فأكلت منه قليلا، ثم صلينا العشاء فجاءت إليّ و قالت: يا مولاي… بقيت لك خدمة؟
قلت: لا.. قالت: "دعني إذاً مع مولاي الأكبر".
قلت: لك ذلك فانصرفت إلى غرفة تصلي فيها، و رقدت أنا، فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب عليّ.. فقلت لها: ماذا تريدين؟. قالت: يا مولاي أما لك حظ من الليل؟.
قلت: لا فذهبت، فلما مضى النصف منه ضربت علي الباب و قالت: يا مولاي، قام المتهجدون إلى وردهم وشمر الصالحون إلى حظهم قلت: يا جارية أنا بالليل خشبة (أي جثة هامدة) و بالنهار جلبة (كثير السعي)… فلما بقي من الليل الثلث الأخير: ضربت علي الباب ضربا عنيفا.. و قالت: أما دعاك الشوق إلى مناجاة الملك، قدم لنفسك و خذ مكاناً فقد سبقك الخُدام قال السري: فهاج مني كلامها و قمت فأسبغت الوضوء و ركعت ركعات، ثم تحسست هذه الجارية في ظلمة الليل فوجدتها ساجدة و هي تقول: " الهي بحبك لي إلا غفرت لي " فقلت لها: يا جارية.. و من أين علمت أنه يحبك؟.
قالت: لولا محبته ما أقامني وأنامك.. فقلت: اذهبي فأنت حرة لوجه الله العظيم.. فدعت ثم خرجت و هي تقول: " هذا العتق الأصغر بقي العتق الأكبر" (أي من النار).
عباد الله: لقد حث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على قيام الليل ورغّب فيه، فقال – عليه الصلاة والسلام -: ((عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله – تعالى -، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم، ومطردة للداء عن الجسد))[رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني/4079)].
جاء في كتاب " الوصفات المنزلية المجربة و أسرار الشفاء الطبيعية " و هو كتاب يالانجليزية لمجموعه من المؤلفين الأمريكيين طبعة 1993، أن القيام من الفراش أثناء الليل والحركة البسيطة داخل المنزل والقيام ببعض التمرينات الرياضية الخفيفة، وتدليك الأطراف بالماء، والتنفس بعمق له فوائد صحية عديدة وهو ما ذكر في الحديث ومن هذه الفوائد.. أن قيام الليل يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الكورتيزول مما يقي من الزيادة المفاجئة في مستوي سكر الدم، والذي يشكل خطورة علي مرضي السكر، ويقلل كذلك من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم، ويقي من السكتة المخية والأزمات القلبية في المرضى المعرضين لذلك.. كذلك يقلل قيام الليل من مخاطر تخثر الدم في وريد العين الشبكي.. ويؤدي قيام الليل إلى تحسن وليونة في مرضى التهاب المفاصل المختلفة، سواء كانت روماتيزمية أو غيرها نتيجة الحركة الخفيفة و التدليك بالماء عند الوضوء.. كما يؤدي قيام الليل إلى تخلص الجسد من ما يسمي بالجليسيرات الثلاثية (نوع من الدهون) التي تتراكم في الدم خصوصا بعد تناول العشاء المحتوي علي نسبه عالية من الدهون.
التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية بنسبة 32% في هؤلاء المرضي مقارنة بغيرهم… كما أن قيام الليل ينشط الذاكرة و ينبه وظائف المخ الذهنية المختلفة لما فيه من قراءة وتدبر للقرآن وذكر للأدعية واسترجاع لأذكار الصباح والمساء.
فيقي من أمراض الزهايمر وخرف الشيخوخة والاكتئاب وغيرها… فمن علم محمد – صلى الله عليه وسلم – كل ذلك؟
إنه الله القائل: (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) [صّ: 88)].
عن عبدالله المكي قال كانت حبيبة العدوية إذا جاء الليل قامت على سطح بيت لها وشدت عليها درعها وخمارها ثم قالت إلهى قد غارت النجوم ونامت العيون وغلقت الملوك أبوابها وخلا كل حبيب بحبيبه وهذا مقامي بين يديك ثم تقبل على صلاتها فإذا طلع الفجر قالت إلهي هذا الليل قد أدبر وهذا النهار قد أسفر فليت شعري أقبلت منى ليلتي فأهنا أم رددتها على فأعزى وعزتك لهذا دأبي ودأبك ما أبقيتني وعزتك لو انتهرتني عن بابك ما برحت لما وقع في نفسي من جودك وكرمك عباد الله: – إن شرف المؤمن وعزه واستغناءه عن الناس لا يكون في ماله مهما كثر ولا في جاهه ومنصبه مهما علا إنما يكون في قيام الليل قال – صلى الله عليه وسلم -: ((أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس))[رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني]
إنه.. عندما تطلب العزة من غير مصدرها فلن يكون هناك إلا الذل والهوان وعندما يطلب الشرف والرفعة والمكانة العالية من غير وجهتها الصحيحة فلن تكون هناك إلا الوضاعة والدناءة وأمة الإسلام اليوم أفراداً وشعوباً وحكومات يجب أن تعود لعزتها وريادتها وقيادتها لهذا العالم ولن يكون هذا إلا بعبودية الله والخضوع والتسليم لحكمه والإقتداء برسوله – صلى الله عليه وسلم – وتربية الروح قبل الجسد ومن نظر في تاريخ الأمة وجد أن إنطلاقها من محراب العبادة كان سبب نصرتها وعزتها وتمكينها في الأرض وإن أبواب العزة والكرامة والجهاد لا يطرقها إلا عباد الليل، والشجاعة لا تسقى إلا بدموع الساجدين، ولم يعرف الإسلام رجاله إلا كذلك:
يحيون ليلهم بطاعة ربهم *** بتلاوة وتضرع وسؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهم *** مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهم *** لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بدا علم الرهان رأيتهم *** يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجود لربهم *** وبها أشعة نوره المتلالي
إن القيام بالعبادات والمداومة عليها والحرص على أدائها واستغلال أوقاتها عنوانٌ على كمال الإيمان وصدق العمل وإخلاص القلب وهي طريق لسعادة الدنيا والآخرة وبها تستجلب الخيرات وتدفع المصائب والكوارث والنقمات وبها تصح الأجساد وتعمر البيوت وتحيا المجتمعات ويوم القيامة ترفع بها الدرجات… كان منصور بن المعتمر يصلي الليل على سطح بيته وهكذا طوال حياته، فلما مات، قال غلام لأمه: يا أماه: الجذع الذي كان في سطح جيراننا لم نعد نراه؟
قالت: بابني ليس ذاك بجذع، ذاك منصور قد مات.. ولما احتضر عبد الرحمن بن الأسود.. فبكى.. فقيل له: ما يبكيك!!
وأنت من أنت في العبادة والصلاح والخشوع والزهد.. فقال: أبكي والله.. أسفاً على الصلاة والصيام والذكر والقيام.. ثمّ لم يزل يتلو حتى مات.. أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت.. أخذ يبكي ويقول: من يصلي لك يا يزيد إذا متّ؟ ومن يصوم لك؟ ومن يستغفر لك من الذنوب.. ثم تشهد ومات.. ونحن نقول من يصلي لك أيها المسلم ومن يصوم ويزكي وينفق عنك إذا لم تقم أنت بذلك وتستغل نفحات الرحمن ورياح الإيمان في شهر رمضان.
فاللهم يا سامع الدعوات، ويا مقيل العثرات، ويا غافر الزلات: اجعلنا من عبادك التائبين، ولا تردنا عن بابك مطرودين واغفر لنا ذنوبنا أجمعين.
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
عباد الله: عندما وصف الله – سبحانه وتعالى – عباده بقيام الليل والتضرع بين يديه وصفهم بعد ذلك مباشرة بالجود والكرم والإنفاق، فقال – تعالى -: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[السجدة، 15-17]
فالذي لا ينفق أمواله في أبواب الخير وفي منافع العباد من حوله حسب قدراته وطاقته لا يوفق للقبول عند الله ولا ينتفع بطاعة ولا يتلذذ بعبادة لأن حب المال في قلبه سيطغى كل حب وإن شكر نعمة المال لا يكون إلا بالإنفاق والبذل والعطاء.. وفي شهر رمضان يكون الإنفاق أعظم لأنه يتزامن مع الصيام والقيام وقراءة القرآن فكيف بمسلم يقرأ قول الله – عز وجل -: (مَنْ ذا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة /245] (أو يقرأ أو يسمع قول الله – عز وجل -: (وَمَا أَنفَقْتُمْ مّن شَىْء فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ)[سبأ: 39)].
ثم لا يسارع إلى الإنفاق والبذل والعطاء كلٌ بما يستطيع.. فكم من جائع ومحتاج ويتيم ومسكين ومريض وغارم يحتاج إلى من يقف بجانبه ويمد يد العون له ولن يضيع ذلك عند الله.
عباد الله: لقد كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس في رمضان وغير رمضان… أخرج البخاري من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان يدارسه القرآن في كل ليلة من ليالي رمضان، فلرسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجود بالخير من الريح المرسلة".
فتشبهوا بنبيكم واقتدوا بسلوكه وأخلاقه والتزموا بتوجيهات تفلحوا في الدنيا والآخرة.. وفي الحديث القدسي: ((قال الله – عز وجل -: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك))[البخاري ومسلم].
في عام الرمادة وقد بلغ الفقر والجوع بالمسلمين مبلغاً عظيماً جاءتْ قافلةٌ لعُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ مُؤَلَّفة ٌمِن أْلفِ بَعْيِرٍ مُحَمَّلَة ٌ بالتَّمْرِ والزَّبيْبِ والزَّيْتِ وغيرِها من ألوانِ الطعامِ، فجاءَهُ تُجّارُ المدينةِ المُنَوَّرَةِ مِنْ أَجْلِ شِرائِها منه، وقالُوا لهُ: – نُعْطيكَ ربحاً بَدَلَ الدِّرْهَمَ دِرْهَمَينِ يا عثمان.. قالَ عثمانُ: لقد أُعْطِيْتُ أكثرَ مِنْ هذا.. قالوا: نَزِيْدُكَ الدِّرْهَمَ بخَمْسة قالَ لَهُمْ: لَقَدْ زادنَي غيرُكم.. الدِّرْهَمَ بَعَشَرة… قالوا له: مَنِ ذا الذي زادَكَ، ولَيْسَ في المدينةِ تُجّارٌ غيرُنا؟
قالَ عثمانُ: أَلَمْ تَسْمَعُوا قَوْلَ اللهِ – تعالى -: (مَنْ جاءَ بالحَسَنَةِ فلهُ عَشْرُ أمثاِلها)… أُشْهِدُكُمْ أنّي قَدْ بِعْتُها للهِ ورسولهِ. فأنفقها في سبيل الله أن القضية ليست قضية ربح الدنيا وما فيها ولكن القضية التي ينبغي أن يسعى لها كل مسلم هي ربح الآخرة.. فانفقوا رحمكم الله وقدموا لأنفسكم ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون واستغلوا أيام رمضان بالأعمال الصالحات…
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، وأجعل الموت راحة لنا من كل شر،…هذا وصلوا وسلموا على محمد خير البرية ورسول الإنسانية صلى الله عليه وعلى آله وسلم….. والحمد لله رب العالمين.
جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك
وأفاض عليك من نعمه ظاهرة وباطنة
وأسأل الله باسمه العظيم الأعظم أن ينير بصرك و بصيرتك بنور اليقين
وأن يجعله فى ميزان حسناتك
لك مني خالص الود والاحترام والتقدير
والله أدعو أن يجعل ذلك ثقيلاً في الميزان
يوم لا ظل إلا ظله
ونور قلبها واختم
بالصالحات أعمالها
وأيدها بنصرك
وارزقها من فضلك
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه