تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » دور الأسرة في تلبية حاجات الطفل

دور الأسرة في تلبية حاجات الطفل 2024.

دار


دار

مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان ففيها تنمو قدرات الطفل وتتفتح مواهبه ويكون قابلاً للتأثير والتوجيه والتشكيل، والأسرة هي الأداة الوحيدة التي تعمل على تشكيل الطفل، كما أنّ الطفل بحاجة إلى أن ينمو في كنف أسرة مستقرة، وكذلك حاجته إلى أخوة ينمون معه ويشاركونه حياته الأسرية، فالأم تحتضن الطفل في مرحلة المهد ومنها يستمد شعوره بالأمن، وعن طريق الأب يمكن للطفل أن يشبع الكثير من حاجاته ورغباته وأن ينال منه أيضًا العطف والتقدير والمحبة.

والعديد من الدراسات في مجال التربية وعلم النفس تشير إلى:

1- أنّ أهم عنصرين يجب أن تسودهما العلاقات المتزنة في الأسرة هما الزوج والزوجة؛ ففي الأسرة المتزنة يكون كل من الوالدين مدركًا وواعيًا بحاجات الطفل السيكولوجية والعاطفية المرتبطة بنموه، ومن أهم هذه الحاجات حاجة الطفل إلى الشعور بالأمن والطمأنينة، والحاجة إلى التقدير والحب والثقة بالنفس، والحاجة إلى الانتماء وإلى بناء علاقات اجتماعية، والحاجة إلى العطف والتعليم والتوجيه.

2- أن يكون الأب مدركًا لما قد يكون من وراء سلوك طفله من رغبات ودوافع يعجز الطفل عن التعبير عنها بوضوح.

3- ألا يكون الطفل مسرحًا يظهر عليه أحد الوالدين رغباته غير المشروعة؛ كأن يستخدم في إيذاء وضرر الطرف الآخر، أو الكيد له، أو أن يضع طفله كمحور صراع بينه وبين غيره من الكبار الذين يتصلون بالطفل.

4- يُشعر الطفل بالحنان والأمان والاستقرار، الأمر الذي يبعد عنه القلق والاضطراب ويفتح أمامه الطريق للتكيف النفسي السليم ويمكنه من أن ينمي قدراته وإمكاناته ليكون مواطنًا ناجحًا نافعًا سويًا

وما أصبح مسلمًا به لدى علماء الصحة النفسية والباحثين في الوقت الحاضر أنّ الاتجاهات السلبية التي يمكن أن تكون عليه شخصيات الأبوين كراشدين، والتي تترك آثارًا سلبية عند أطفالهم فيما بعد هي:

أولاً: التسلط: ويتمثل في فرض الأب أو الأم لرأيه على الطفل، وهذا الاتجاه غالبًا ما يساعد على تكوين شخصية خائفة دائمًا وخجولة وحساسة.

ثانيًا: الحماية الزائدة: وتتمثل في قيام أحد الوالدين أو كلاهما نيابة عن الطفل بالواجبات أو المسئوليات التي يمكن أن يقوم بها والتدخل في كل شئونه، فلا تتاح للطفل فرصة اتخاذ قرار بنفسه حتى في اختيار ملابسه وأصدقائه.

ثالثًا: الإهمال: ويتضح في صورتين؛: صورة لا مبالاة، وصورة أخرى هي عدم إثابة للسلوك المرغوب فيه، والنتيجة شخصية قلقة مترددة تتخبط في سلوكها، أو شخصية متسيبة غير منضبطة في أي عمل.

رابعًا: التدليل: ويتمثل في تشجيع الطفل على تحقيق معظم رغباته بالشكل الذي يحلو له، وعدم توجيهه لتحمل أية مسئولية تتناسب مع مرحلة النمو التي يمر بها.

خامسًا: القسوة: وتتمثل في استخدام أساليب العقاب البدني كالضرب والتهديد به، والنتيجة شخصية عدوانية.

سادسًا: التفرقة: بمعنى عدم المساواة بين الأبناء جميعًا، والنتيجة شخصية أنانية حاقدة تعودت أن تأخذ دون أن تعطي، تحب أن تستحوذ على كل شيء لنفسها.


ويضيف عالم آخر أنّ أهم العوامل الأساسية اللازمة لتحقيق التوافق السليم بين الصغير وأهله تتلخص فيما يلي:

– ينبغي أن يتعلم الطفل منذ وقت مبكر جدًّا أنّ الأمور لا يمكن أن تسير وفق هواه، ومن ثَمّ وجب ألا نعطيه كلما يطلب أو يريد، إذ لا بدّ أن يتعود إغفال بعض رغباته، وأن يتعود العطاء وهو يود لو يأخذ، وأن يقسم لعبه ويشاطر زملاءه إياها.

– من الخير أن يتجنب الآباء على الدوام أن يرشوا الطفل، وأن يبذلوا لهم من الوعود ما نعرف أنهم لن يستطيعوا الوفاء به.

– الأمر الطبيعي السوي هو أن يستكمل الطفل استقلاله، ويتحمل المسئولية كاملة في سن مبكرة ما أمكن التبكير بذلك، ولندعه يحاول ويخفق إذا استلزم الأمر، ذلك فإنه سوف يتعلم من أخطائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.