الإعاقة العقلية
———————–
تعتبر الإعاقة العقلية أهم الإعاقات التي تمثل نسبة عالية من المعاقين على المستوى العالمي، وتشير هذه الإعاقة إلى العجز النفسي والعقلي الذي يصيب الشخص الذي لا يستطيع التكيف مع بيئته الاجتماعية، والذي يتميز بعدم الإدراك والتصرف المناسب في المواقف المختلفة. مما ينتج عنه فشل في السلوك وتكوين علاقات اجتماعية. كما تعرف على أنها حالة عدم اكتمال النمو العقلي، لا يستطيع معه الفرد التكيف مع نفسه ومع البيئة من حوله.
وقد ظهرت مجموعة من المفاهيم الحديثة التي تعبر عن مفهوم الإعاقة العقلية مثل مفهوم النقص أو القصور العقلي أو مفهوم الضعف العقلي أو مفهوم التخلف العقلي.
كما أننا نجد بعض المصطلحات القديمة في مختلف اللغات التي بدأ استخدامها يقل في الوقت الحاضر، كمصطلح الغبي أو البليد أو المعتوه.
تعرف الإعاقة الذهنية على أنها حالة تشير إلى جوانب القصور الوظيفي للفرد، وتتصف الحالة بأداء عقلي دون المتوسط بشكل واضح يكون متلازما مع جوانب قصور في مجالين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية التالية:
التواصل – العناية بالذات – الحياة المنزلية – المهارات الاجتماعية – التوجه الذاتي – الصحة والسلامة – المهارات الأكاديمية الوظيفية – مهارات العمل. وتظهر الإعاقة الذهنية قبل سن الثامنة عشر.
– أسباب الإعاقة العقلية
نجد من بينها: الأمراض الوراثية – الأمراض المعدية التي تصيب الجنين – نقص الأوكسجين – عدم تدفق الدم – تعرض الجنين للأشعة – تعاطي الأم الحامل لبعض الأدوية – أمراض سوء التغذية عند الام الحامل – إصابة الجنين خاصة في الرأس او المخ – نزيف المخ – نقص الأوكسجين في المخ – عسر الولادة – إصابة الطفل بعض الأمراض والالتهابات – تعرض الطفل للحوادث – التسمم – الحرمان البيئي والتخلف الاسري.
– المؤشرات الدالة على الإعاقة:
1- انخفاض القدرة العقلية
2- ضعف التوافق الاجتماعي في البيت والمدرسة وفي المجتمع
3- تاخر المهارات الحسية والحركية ومهارات الاتصال والاعتماد على النفس، ومهارات التنشئة الاجتماعية. والتي تظهر في مرحلة المهد والطفولة المبكرة من خلال:
– تاخر الكلام: لا يتفوه الطفل بكلمة واحدة حتى بلوغه 1.5 سنة
– تاخر الارتقاء الحركي: إذ يوجد لدى البعض صعوبة في الجلوس بمفرده حتى سن سنتين.
وفيما يلي سنوجز بعض البرامج التعليمية لفئة المعاقين عقليا، حيث أنهم الاولى والاشد حاجة إلى ذلك.
هناك رأيان حول تعليمالمعاقين عقليا:
· الرأي الأول: يرى أن ما يتعلمه المعاق ذهنيا شبيه بما يتعلمه الشخص العادي، إلا أن ما يتدرب عليه الثاني في سنة يتعلمه الأول في سنتين أو ثلاثة.
· الرأي الثاني: يرى أن المعاق يختلف عن قرينه العادي في النواحي الجسمية والعقلية والاجتماعية وبالتالي فإن أساليب وبرامج تعليمه تختلف كما وكيفا عن اساليب وبرامج العاديين.
3التربية الخاصة للمعاق دهنيا
أ- الطرق التربوية المعاصرة للمعاق ذهنيا
على مستوى البرامج التعليمية يتبين أن هذه الفئة من فئات المعاقين تتعلم بسرعة إذ أعدت لها مناهج الدراسة إعدادا جيدا… وبرمجت بدقة وعناية… وبهذه الطريقة يتحسن تحصيل الاطفال كثيرا، ويظهر التحسن في زيادة تحصيل اللغة والقدرة على الكتابة والحساب.
كما أن تقسيم الموضوع إلى خطوات صغيرة يمكن الطفل من الاستيعاب بسهولة.
إعطاء الطفل الوقت الكافي للبحث عن الإجابة الصحيحة بنفسه لكي يكون إيجابيا في موقف التعلم، ويصل للإجابة الصحيحة بنفسه ويدونها كتابة فيتعلم أسرع من التلقين.
معرفة الطفل نتيجة التعلم بسرعة، فيعرف مباشرة أن الإجابة التي توصل إليها صحيحة أو خاطئة.
إعطاء الطفل الوقت الكافي لتحصيل كل خطوة من خطوات البرنامج بحسب قدراته وإمكاناته العقلية والشخصية.
مراجعة البرمجة باستمرار
تعديل الخطوات التي تحتاج إلى تعديل
تبسيط الخطوات التي يخطئ فيها كثيرا من الأطفال.
ب- بعض التوجيهات المقترحة للتعامل مع الإعاقة الذهنية:
· التدرج في التعليم: المهارات التعليمية والتقليل من خبرات الفشل، لذلك ينصح بالبدء في تعليم المهام الأسهل ثم الانتقال إلى المهام الأكثر صعوبة، وكذا تقسيم المهمة الواحدة إلى مهام فرعية يتطلب القيام بها مهارات مختلفة. ويتم التقسيم وفق تسلسل أداء المهام، وملاحظة أداء المعاق عقليا للمهمة قبل التدريب عليها.
· معاونة الطفل المعاق عقليا اثناء الأداء وخفض المعاونة تدريجيا: ينبغي على المربي أن يقدم للطفل المساعدة اللازمة له للتوصل إلى استجابة صحيحة عندما يكون الطفل في حاجة إلى هذه المساعدة، ويتم خفض نسبة المساعدة للطفل تدريجيا أثناء عملية التعلم.
· تكرار عملية التعلم: ينبغي تكرار عملية التعلم لمرات عدة حتى يكون لدى الطفل عادات تعليمية محدد ويكتسب المهارة والمعرفة.
هذا يجعل الطفل في حاجة إلى مدة زمنية أطول من قرينه العادي في التعلم أو التدريس على اكتساب مهارات اجتماعية معينة، ولابد أن يجذب المعلم أو المربي انتباه الطفل ويشجعه على الانتباه والملاحظة، ويكافئه على كل نجاح.
· تحسين القدرة على الانتباه والتقليل من كل ما يشتت الانتباه: ويجب تقليل كل ما من شأنه أن يشتت انتباه الطفل المعاق عقليا أثناء الموقف التعليمي، وتقليل فترة التعليم بحيث لا تزيد على 20 دقيقة كي لا يشتت انتباه الطفل.
ويمكن مساعدة الطفل المعاق عقليا على الانتباه باستخدام:
– الألوان المناسبة بقدر الإمكان: حيث يجب أن تكون الأوراق التي توزع على الاطفال ملونة بقدر الإمكان لجلب انتباههم.
– استخدام مساحات واسعة نسبيا بين الكلمة والصورة وزيادة الهوامش
– استخدام الصورة والاشكال بقدر الإمكان
– التأكد على توظيف التعليم العياني
الطفل المعاق عقليا يعاني في مجال التفكير المجرد، لهذا على المربي أن يحاول ما استطاع أن يربط المعلومات المجردة بأشياء حسية ملموسة.
– عدم استعجال ظهور الاستجابة:
لابد للمربي من التأني وعدم استعجال ظهور استجابة. فالطفل المعاق يحتاج إلى وقت أطول من غيره للاستجابة إلى المثير في شكل سؤال مثلا.
– العقاب على الأخطاء: العقاب المقبول والبسيط قد يؤدي بالطفل إلى الحذر، ويدفعه إلى محاولة تقليل الخطأ تجنبا للعقاب مرة ثانية، وفي هذا الصدد ينبغي أن:
· يكون العقاب بعد الخطأ مباشرة
و يجب أن يتناسب وخطأ الطفل، ولا يكون شديدا ولا ضعيفا, ولا يحرج كرامة الطفل فيشعر بالإهانة . لا يستخدم اليد في العقاب… إلا في الضرورة القصوى
.التنويع في طرائق واساليب التعلم: التنويع في أساليب التعلم وطرائقه له اهمية خاصة وكبيرة في تعليم المعاقين عقليا، فيجعل التعليم أكثر إثارة وتشويقا للطفل.
حيث يمكن للمربي استخدام أسلوب التعليم داخل مجموعة صغيرة لإدماج الطفل مع بعض اقرانه، وقد يلجأ أيضا إلى استخدام طريقة المحاولة والخطأ، أو استخدام أسلوب النماذج، حيث يعرض نموذج الأداء المطلوب فيوم الطفل بملاحظته وتقليده، أو بمشاهدة الفيديو.
إن التعامل مع أصحاب الإعاقة يتطلب الكثير من الجهد خاصة المعاقين ذهنيا منهم… ويتطلب المثابرة والصبر وعدم اليأس. وإذا احتسبنا عملنا وجهدنا في سبيل الله فلن نشعر بالكلل والملل.
منقوووووووووول