السمع، والبصر، والشم،والذوق، واللمس. وفيها الكلام عن أذن الإنسان.
واختلف العلماء في أذن الإنسان هل هي من الرأس ؟
أم أنها عضو مستقل لا من الرأس ولا من الوجه ؟
ومن فوائد السمع أنه يحذرنا من الأخطار كسماعنا صوت تحذير بوق السيارة أو صفارة القطار، وحتى أثناء النوم قد نسمع جهاز التحذير من الحريق، أو نباح كلب الحراسة،
كذلك يمنحنا السمع المتعة عند تغريد الطيور، وأصوات الأمواج التي تتكسر على الشاطئ.
فكل شيء يتحرك يحدث صوتًا، والصوت يتكون من اهتزازات لجزيئات الهواء التي تنتقل في موجات، ثم تدخل هذه الموجات إلى الأذن، حيث تتحول إلى إشارات عصبية تُرسل إلى الدماغ الذي يقوم بدوره بترجمة هذه الموجات إلى أصوات.
فهي تحتوي على أعضاء خاصة تستجيب لحركات الرأس فتعطي الدماغ معلومات عن أي تغيير في وضع الرأس، فيقوم الدماغ ببعث رسائل إلى مختلف العضلات التي تحفظ الرأس والجسم ثابتين،كما في حال الوقوف، أو الجلوس، أو السير، أو أي حركة أخرى.
وهي مذكورة في كتاب الله تعالى، فأول ذلك: الإحساس بالصوت دون فهم،
وذلك مثل: الطفل الوليد الذي لا يفقه معنى الكلام وهو يحس بالصوت لكنه لا يفقه معناه، أو كالدواب السارحة التي إذا نعق بها راعيها، أي دعاها إلى ما يرشدها فلا تسمع إلا دعاءه ونداءه، فلا تفهم ما يقول، بل إنما تسمع صوته فقط، وهذا مذكور في قول الله تعالى:
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء [البقرة: 171]
وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ
[البقرة: 75]
فالسمع يكون بقصد ومن دون قصد، ومثاله في كتاب الله العزيز قوله تعالى:
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ [القصص: 55]
والاستماع يكون بقصد من أجل الاستفادة، قال الله تعالى:
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ [الأحقاف: 29]
والإصغاء: حيث التركيز وتفاعل القلب والمشاعر،
قال تعالى: إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا [التحريم: 4]
والإنصات هو ترك الأشغال والسكوت والتفرغ للاستماع،
وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأعراف: 204]
وعن أبي موسى الأشعري قال، قال رسول اللّه صل اللّه عليه وسلم: "إنما جُعِل الإمام ليؤتمّ به فإذا كبّر فكبّروا وإذا قرأ فأنصتوا". أخرجه مسلم في صحيحه ورواه أهل السنن.
ذكر القرآن أن السمع في الآخرة هو من وسائل التنعيم والتكريم للمؤمنين وأن الحرمان منه من أنواع العذاب المعدة للكافرين.
فلما كان المؤمن هو المستفيد بسمعه في الدنيا وهبه الله أفضل السماع بالآخرة فقال تعالى:
لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً [الواقعة: 25-26 ]
ولما عطّل الكافرُ سَمَعَه بالدنيا حرمه الله السمع في الآخرة، قال تعالى:
لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ [الأنبياء: 100]
إن السمع أهم وسيلة من وسائل التعلم والإدراك، قال الله تعالى:
وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل: 78]
ومن العجيب في هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى قال فيها: لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً.
كيف خرج من بطن أمه وهو لا يعلم شيئاً ولا يفقه معناه ؟ و الجنين داخل بطن أمه يحس بالصوت !
أن الجنين في بطن أمه يدرك ولا يعلم، والإدراك غير العلم.
وحين يبدأ الله سبحانه وتعالى بشيء ويقدمه على غيره يكون لذلك دلالة، والنبي صل الله عليه وسلم لما بدأ بالسعي بين الصفا والمروة بدأ بالصفا وقال: أبدأ بما بدأ الله به، فالبدء بما بدء الله به يدل على أهميته وتقدمه كما جاء التقديم للسمع.
، وهو في رحم أمه، ويكون ذلك على هيئة حفرة على جانبي الرأس،
ثم تصبح حويصلة ثم تستطيل، ثم تتكون الأذن الداخلية،
وبعد ذلك يتكون الدهليز السمعي، ثم تتصل بالعصب السمعي…
وبتقدم وسائل العلم ثبت أنه بإمكان الجنين أن يسمع الأصوات
منذ الشهر الرابع، فهذا عالمٌ آخر تكفل به العليم الخبير.
ومن إعجاز القرآن أيضاً أنه ذكر أن وظائف الجسم الحيوية كلها تتقهقر بتقدم العمر كما في قول الله تعالى: وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ [يس: 68]
وكان من دعائه صل الله عليه وسلم
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوراث منا.
قال العلماء: معنى اجعله الوارث منا: أي أبقها صحيحة سليمة إلى أن أموت.
و كان النبي صل الله عليه وسلم إذا سجد يقول: اللهم لك سجدتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ
سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشقّ سمعه وبصره فتبارك الله أحسن الخالقين.
والنبي صل الله عليه وسلم لخص لنا علم الأجنة البشري في كلمة واحدة في خلق الأذن
والكلمة المقصودة كلمة: " شق سمعه وبصره "، وليس هناك كلمة أبلغ ولا أخصر من هذه الكلمة في وصف تخلق الأذن.
حيث الأذن تتكون من ثلاثة أجزاء: أذن خارجية، ووسطى، وداخلية.
ولما كانت الأذن كاملة التكوين عند نزول الإنسان بل وقبل نزول الإنسان، فالأذن الداخلية تصل إلى كمالها وحجمها حتى في البالغ في الأسبوع الثاني والعشرين في منتصف فترة الحمل تقريباً
كان من سنته صل الله عليه وسلم أنه يؤذن في أذن المولود،
كما في الحديث الذي رواه الترمذي عن عبيد الله أبي رافع عن أبيه قال:
" رأيت رسول الله صل الله عليه وسلم أذّن في أُذُن الحسن بن علي حين ولدته فاطمة بالصلاة ".
ولماذا أذن في أذنه ؟
المعروف أنه عند الولادة يكون هناك سائل الأمنيوسي amniotic fluid هذا يملئ كل تجاويف الجنين بما فيها تجويف الأذن الخارجية والوسطى ومن ثم يحدث ضعف في السمع يقدر من 20 – 40 ديسيبل، ومن ثم فلو أذن في المكان وليس في أذنه قد لا يسمع المولود ومن ثم لا تكون الفائدة.
أو مواد وأسطح أخرى. وتختلف الأصوات من حيث التردد والشدة،
فالتردد هو عدد الذبذبات التي تحدث كل ثانية وتقاس بالهرتز،
والهرتز يساوي ذبذبة واحدة كل ثانية، والصوت ذو التردد العالي له درجة نغم عالية. وبالمقابل فإن الصوت ذا التردد المنخفض له درجة نغم منخفضة.
ويتراوح مدى السمع الطبيعيّ للإنسان ما بين 20 و20،000 هرتز.
وتقل قدرة الإنسان على سماع الأصوات ذات التردد العالي
مع التقدم في العمر، أما شدة الصوت فهي كمية الطاقة في موجة الصوت،
وهي تقاس بالديسيبل.
ولذلك فإن الرؤيا عنده لا قيمة لها.
ببروز يسمى محدد موقع الصدى،إذ يُطلِق نبضات فوق صوتية
تنعكس من أي شيء يقع في طريقه أثناء الطيران فيسمعها بأذنيه الكبيرتين
، ويقرر بكل دقة بُعد الأشياء والفريسة تماماً، وكذلك يحدد بشكل رائع اتجاهها،
وقد قلده البشر، وقلده العلماء ودرسوا هذه الظاهرة، وكانت هي القاعدة الأساسية
التي أقاموا عليها فكرة الرادار في اكتشاف الطائرات، فسبحان رَبُّنَا الَّذِي
أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى.
فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ [الأنعام: 38]
دلت السنة النبوية على أن الأذن البشرية قاصرة عن أذن المخلوقات
ما من يوم طلعت فيه الشمس إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعه خلقُ الله
كلهم إلا الثقلين. هذا هو موضع الشاهد: خلقُ الله كلهم إلا الثقلين،
والجنبة بسكون النون الناحية، والثقلان: الإنس والجن.
« إذا وُضِعتِ الجَنَازَةُ واحْتمَلَهَا النَّاسُ أَو الرِّجالُ عَلى أَعْنَاقِهمِ،
فَإِنْ كانَتْ صالِحَةً قالَتْ: قَدِّمُوني قَدِّمُوني، وَإنْ كانَتْ غَير صالحةٍ،
قالَتْ: يا ويْلَهَا، أَيْنَ تَذْهَبُونَ بَها ؟ يَسْمَعُ صَوتَها كُلُّ شيءٍ إلاَّ الإِنْسَانُ،
وَلَوْ سَمِعَهُ لَصَعِقَ » رواه البخاري.
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ
يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ [القصص: 71]
وفي سورة الكهف قال تعالى: فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً [الكهف: 11]
فربط بين الضرب على الأذن وبين النوم دون استيقاظ هذه الفترة الطويلة.
والضرب هنا التعطيل والمنع، والمراد: أي عطلنا حاسة السمع عندهم مؤقتا والموجودة في الأذن والمرتبطة بالعصب القحفي الثامن.
حيث إن هذا العصب له قسمان:
الأول: مسؤول عن السمع،
الثاني: مسؤول عن التوازن في الجسم داخلياً وخارجياً
ولذلك قال الله سبحانه: (فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ) ولم يقل (فضربنا على سمعهم ) أي إن التعطيل حصل للقسمين معاً وهذا الجهاز الهام مسؤول أيضاً
عن حالة اليقظة والوعي وتنشيط فعاليات أجهزة الجسم المختلفة
والإحساس بالمحفزات جميعا وفي حالة تعطيلية أو تخديره
يدخل الإنسان في النوم العميق وتقل جميع فعالياته الحيويه
وحرارة جسمه، فسبحان اللطيف الخبير.
وهذا يعتبر أول توثيق علمي بأن الصوت العالي يصيب الأذن بالصمم.
قال صاحب القاموس المحيط: الصَّمَمُ: انْسِدادُ الأُذُنِ وثِقَلُ السَّمْعِ.
ومن ثم فقد أهلك الله سبحانه أقواماً بالصيحة كما في قوله تعالى
: إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ [يس: 29]
وكما في قوله تعالى: فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ [الأعراف: 78]
كما في قوله تعالى: إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ [يس: 29]
وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [التوبة: 61]
يستمع إلى الوحي ثم يبلغه لهم وفيه خيرهم وصلاحهم.
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ.
القرآن العظيم.
صحيح مسلم بشرح النووي.
القاموس المحيط للفيروز آبادي.
مختار الصحاح للإمام الرازي.
الموسوعة العربية العالمية.
* مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة -.
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.www.55a.net
جزاك الله خيرا
نفعنا الله وإياكن بما نكتب ونقراء
من كل سوء
وجعلها في موازين حسناتك