جاء في محكم التنزيل:
لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلا أُقْسِمُ
بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن
نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) (سورة القيامة)
الإعجاز العلمي في قوله تعالى:
بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ [القيامة:4]
هو أن البنان تحتوي على البصمات، والتي في الغاية من الدقة
حيث لا يتشابه اثنان في خريطة البصمات، فأقسم الله تعالى بالقيامة
أنه قادر على أن يرد هذه البنان يوم القيامة كما كانت وبنفس الخريطة
والدقة، وذلك في معرض الرد على المشركين الذين ينكرون المعاد
ويستبعدون حشر الأجسام بعد كونها ترابا، وقد ذكر هذا المعنى كثير
من المواقع المتخصصة بالإعجاز
وهذا الأمر أي عدم تطابق البصمات إنما اكتشف مؤخرا.
فبالرغم من محاولات المفسرين إلقاء الضوء على البنان
وإبراز جوانب الحكمة والإبداع في تكوين رؤوس الأصابع من
عظام دقيقة تركيب الأظافر فيها ووجود الأعصاب الحساسة غير ذلك
إلا أن الإشارة الدقيقة لم تُدرك إلا في القرن التاسع عشر الميلادي عند
اكتشاف حقيقة اختلاف البصمة بين شخص و آخر.
في عام 1823 اكتشف عالم التشريح التشيكي "بركنجي" (Purkinje)
حقيقة البصمات ووجد أن الخطوط الدقيقة الموجودة في رؤوس الأصابع (البنان)
تختلف من شخص لآخر، ووجد أن هناك أنواع من هذه الخطوط: أقواس أو دوائر
أو عقد أو على شكل رابع يدعى المركبات، لتركيبها من أشكال متعددة.
وفي عام 1858 أي بعد 35 عاماً، أشار العالم الإنكليزي "وليم هرشل"
(William Herschel) إلى اختلاف البصمات باختلاف أصحابها
مما جعلها دليلاً مميزاً لكل شخص. …