الغيبة
آفة خطيرة لا يكاد يخلو منها لسان او يتركها انسان فهي تدور في يوميات كل انسان منا بل لعل البعض يجعلها متعة الجلسة وملح الكلام .
تعريف الغيبة
هي ذكر عيوب انسان في غيبته وهي فيه أو ذكر اخاك بما يكره .
قال أهل العلم : هي ان تذكر اخاك بما يكرهه لو بلغه سواء من خلال اخلاقه او مظهره
سماع الغيبة
المصيبة الكبرى ان المستمع كالمغتاب يعني انت عندما تستمع الى كلام الله عزوجلتاخذ نفس ثواب التالي والقارئ لكتاب الله سبحانه وتعالى وعندما تستمع الى من يذكر الناس بالسوء فهذا يعني انك تاخذ نفس الوزر فانت ان استمعت الى خير كان نصيبك خيرا وان استمعت الى شر كان نصيبك شرا .
أسباب الغيبة
1. ان يظن الإنسان بمن يغتابه سوءا .
2. بعض الناس يريدون رفع انفسهم من خلال انتقاص الغير
3. الحسد فاذا حسدت انسانا حينها اغتابه فلا اتمنى ان يكون هو افضل مني
مواطن اباحة الغيبة
هناك مواطن يبيح استخدام الغيبة بلا حرج شرعي
1. المتظلم امام القاضي فيقول هذا ظلمني هذا اخذ مالي هذا كذا فيجوز ذلك
2. المستعين على تغير المنكر فيجوز له ان يقول ان فلان صنع ذلك في العمل او الحي فلا بد من تغيير هذا المنكر واريد ان استعين بالغير .
3. في امر الزواج في هذا الامر يجب الكلام يكون صريحا مثلا يقال انها امراة صالحة وهي ليست كذلك فهذه مصيبة !
4. التحذير من صاحب البدعة اذا رأيت انسانا يريد ان يتفقه في دين الله وهو يتردد على انسان صاحب بدعة او فاسق عندئذ يجب ان تحذره وتوضح له المسألة
5. من عرف بصفة معينة ولا نقصد ان نعيب عليه بها من نحافة او سمنة او قصر او طول ..الخ
6. تحذير المسلمين من شر يوشك ان يعقوا فيه .
علاج الغيبة
يجب ان يعلم المؤمن انه بغيبته للناس يتعرض لمقت الله سبحانه وتعالى وان هذه الغيبة تحبط الحسنات
وجاء في سير اعلام النبلاء للذهبي انه قال ( نذرت اني كلما اغتبت انسانا ان اصوم يوم فاجهدني فكنت اغتاب واصوم ! فنويت اني كلما اغتبت انسانا اني اتصدق بدرهم فمن حب الدراهم تركت الغيبة !
ثم قال الذهبي : هكذا والله كان العلماء وهذا هو ثمرة العلم النافع
ارتباط الغيبة بسوء الظن
ان الكارثة الكبرى لا تكمن في الغيبة باللسان فقط وانما هناك الغيبة القلبية فكما يحرم على الانسان ان يحدث غيره بلسانه فلا ينبغي ان يحدث نفسه بسوء الظن في اخيه
يقول الله عزوجل{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} الحجرات 12
لان اسرار القلوب لا يعلمها الا علام الغيوب سبحانه وتعالى
ان مسألة سوء الظن هذه يجب على الانسان ان يغلق بابها حتى لا يدخل في مسالة الغيبة باللسان فتجتمع عليه مصيبتان
قال جابر بن عبد الله "رضي الله عنهما " "كنا مع رسول الله (صلِ الله عليه وسلم ) فهبت ريح منتنة فقال اتدرون ما هذه الريح قلنا لا يارسول الله قال ( هذه ريح الذين يغتابون المومنين ) اخرجه احمد
وكان يقول رسول الله (صلِ الله عليه وسلم ) ( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان في قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ) حديث صحيح
التفت لعيوبك بدلا من الحديث عن عيوب الناس
ان الشافعي اغتابه انسان فارسل الشافعي له طبقا من رطب وقال له انك اهديت لنا حسناتك فاردت ان اكافئك عليها فاعذرني فاني لا اقدر ان اكافئك بها على التمام !!
ولهذا قال الله تعالى{وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَة}
الهمزة الذين ياكلون لحوم الناس واما اللمزة فهم الذين يقعون في اعراضهم
فالواجب علينا الحرص على اصلاح نفسك من العيوب بدلا الحديث عن عيوب الآخرين .
كفارة الغيبة
هل هناك من كفارة للغيبة ؟
ج. بالطبع نعم اي ذنب من الذنوب يغفره الله عزوجل لكن يجب الندم اولا والتوبة واذا كنت تستطيع ان تعتذر من اخيك المسلم
وكما ان الانسان ذكر اخاه بالسوء مدة معينة فيجب ان يذكره بالخير امام الناس الذي ذكره بالسوء
والانسان بعد ان يندم ويقلع يعزم على عدم العودة ويستسمح اخاه المسلم فيجب بعدها ان يذكره بالخير عندئذ يكون من الذين اتبعوا السيئة الحسنة حتى تمحى
واذا بلغكِ عن انسان اغتابك فخذ بالعفو كما قال الله تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
واخيرا
اختي المسلمة
يقول رسول الله "صلِ الله عليه وسلم " كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) اخرجه مسلم
ويقول ايضا ( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تفاحشوا ولا تدابروا ولا يغتب بعضكم بعضا وكونوا عباد الله اخوانا ) اخرجه مسلم
اللهم امسك السنتا عن السوء واطلق السنتنا بالذكر انت نعم المولى ونعم المجيب
مقطع مؤثر عن الغيبة والنميمة
http://www.safeshare.tv/w/BPJbpEcctq
كيف تكفر عن الغيبة والنميمة مقطع ممتاز جدا..
http://www.safeshare.tv/w/GFRIZXSFGX
المصدر
كتاب امسك لسانك
د. عمر عبد الكافي