تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الغرب والإسلام‏ .‏ حقائق لها تاريخ

الغرب والإسلام‏ .‏ حقائق لها تاريخ 2024.

الغرب والإسلام‏…‏ حقائق لها تاريخ

الغرب والإسلام‏…‏ حقائق لها تاريخ

الغرب والإسلام‏…‏ حقائق لها تاريخ

دار

مشكلة الحضارة الغربية في موقفها من الحضارات الأخري‏,‏ هي التمركز حول الذات‏,‏ الذي يثمر عدم الاعتراف بالآخرين‏..‏ بل وازدراء هؤلاء الاخرين‏!‏

فالحضارة عندهم قد بدأت بالإغريق والرومان, وانتهت إلي النهضة الأوروبية الحديثة.. ثم أصبحت نهاية التاريخ مع حداثة الرأسمالية الاستهلاكية التي انتصرت علي الشيوعية في تسعينيات القرن العشرين! ويشهد علي هذه الحقيقة المستشرق الفرنسي مكسيم رودنسون(1915 ـ2004 م) فيقول: لقد كان تشجيع التمركز حول الذات صفة طبيعية موجودة دائما في الأوروبيين.. ولقد اتخذت هذه الصفة صبغة تتسم بالازدراء الواضح للآخرين!


وعندما يتم التمركز حول الذات والازدراء للآخرين, تتحول هذه النزعة إلي غطاء فكري وثقافي وايديولوجي لاحتواء الاخرين باحتلال أرضهم ونهب ثرواتهم, وغزو عقولهم, ومسخ ثقافتهم, ليتأيد ويتأبد إلغاء التميز الحضاري لهؤلاء الاخرين..



وحتي يستريح ضمير مؤسسات الهيمنة الغربية لهذه النزعة الأحادية الاستكبارية العدوانية, تم نقل الفلسفة الداروينية من قصة الخلق لتصبح فلسفة لتبرير العلاقة بالأجناس والحضارات غير الغربية, فالأصلح هو الأقوي.. والبقاء لهذا الأقوي.. لأنه هو الأصلح بتعميم وإطلاق! ولأنه هو الغربي علي وجه التحديد!.. وانطلاقا من هذه النزعة ـ نزعة التمركز حول الذات, والازدراء للاخرين, واحتواء وجودهم المتميز ـ قهر الغرب الإغريقي/ الروماني/ البيزنطي الشرق عشرة قرون ـ قبل ظهور الإسلام ـ


> فلما ظهر الإسلام, وأزالت الفتوحات الإسلامية غزوة القرون العشرة هذه ـ خلال ثمانين عاما ـ وقال بعض المستشرقين: لقد كان محمد هو الإجابة الشرقية علي الاسكندر الأكبر! شرعت مؤسسات الهيمنة الغربية ـ الدينية والسياسية ـ في إعادة اختطاف الشرق من التحرير الإسلامي, وعملت علي تزييف صورة الإسلام, وانكار تميزه وامتيازه والادعاء بأنه مجرد هرطقة يهودية مسيحية, وانشقاق عن الكنيسة وذلك لشحن العامة وحشد الدهماء في الحرب الصليبية علي الإسلام والمسلمين ولإبقاء نزعة التمركز حول الذات قائمة.. فكانت الحروب الصليبية(489 ـ690 هـ1096 ـ1291 م) التي دانت قرنين من الزمان ـ!

> وعندما نهضت دول الفروسية الإسلامية ـ الزنكية(521 ـ648 هـ1127 ـ1250 م) والأيوبية(567 ـ648 هـ1171 ـ1250 م) والمملوكية648 ـ784 هـ1250 ـ1382 م) ـ بتطهير الشرق من القلاع الصليبية, وكسر شوكة الحلف الصليبي التتري في معركة عين جالوت(658 هـ1260 م) واستطاع الملك الأشرف خليل بن قلاوون(666 ـ693 هـ1268 ـ1294 م) إزالة آخر معاقل الصليبيين من عكا(690 هـ1291 م).. توجه الضغط الصليبي الي الإسلام في الأندلس لإزالة بؤرة الإشعاع الحضاري التي كانت تقض مضاجع الرجعية الكهنوتية, فتم إسقاط غرناطة(897 هـ1492 م) وبدأ الزحف البرتغالي للالتفاف حول العالم الإسلامي بقيادة فاسكو دي جاما(1469 ـ1524 م) تحت شعار التوابل والمسيح! وعلي شواطئ الهند المسلمة دارت رحي الحرب بين الجيش المصري وبين البرتغاليين(910 هـ1504 م)
وبعد الالتفاف حول العالم الإسلامي, وهزيمة المماليك أمام البرتغاليين1504 م زحف العثمانيون علي المشرق العربي, مؤخرين الغزو العربي لقلب العالم الإسلامي عدة قرون, حتي جاء بونابرت(1769 ـ1821 م) بالحملة الفرنسية علي مصر(1213 هـ1798 م) بادئا مرحلة الصعود للموجة الاستعمارية الغربية التي عمت أرجاء عالم الإسلام, ولم ينج منها سوي شمالي اليمن والحجاز! ثم أقام الغرب الكيان الصهيوني الذي مثل ويمثل قاعدة للحضارة الغربية وكتلتها الحربية كي تقطع وحدة الأرض العربية وتعمل علي إجهاض التقدم والنهوض للعرب والمسلمين.





وإذا كانت هذه الغزوة الغربية الحديثة التي بدأت بإسقاط غرناطة1492 م قد أضافت الي قرون الغزو الغربي للشرق خمسة قرون, فقدت قرون هذا الغزو من الاسكندر الي اليوم سبعة عشر قرنا من عمر التاريخ المكتوب لهذه العلاقة البالغ أربعة وعشرين قرنا! فإن مؤسسات الهيمنة الغربية قد احتفلت ـ علانية ـ بمرور هذه القرون الخمسة علي هذه الغزوة الحديثة وذلك بإقامة دورة أوليمبية في برشلونة المكان الذي تم اقتلاع الاسلام منه في غرب أوروبا1992 م وفي ذات العام احتفلوا فيه بمرور خمسة قرون علي اقتلاع الإسلام من غرب أوروبا, شن الصرب حربهم القذرة علي مسلمي البوسنة والهرسك لاقتلاع الإسلام من وسط أوروبا!.. ويومئذ صرح وزير الإعلام الصربي قائلا: نحن طلائع الحرب الصليبية الجديدة!




وإذا كان الوعي بهذا التاريخ قد تم تغييبه عن العقل العربي والمسلم في أكثر الأحايين.. فإنه لم يغب يوما واحدا عن وعي المستعمرين الغربيين, فعندما احتلت فرنسا الجزائر1830 م ذهب الملك شارل العاشر الي كنيسة باريس ليشكر الرب فاستقبله الكاردينال بخطاب قال فيه إننا نحمد الله علي كون الملة المسيحية قد انتصرت نصرة عظيمة علي الملة الإسلامية, ولازالت كذلك! وعندما احتفلت فرنسا1930 م بمرور قرن علي احتلالها الجزائر, خطب قادتها وكرادلتها في الجزائر فقالوا: لقد ولي عهد الهلال وأقبل عهد الصليب. وإن الجزائر ستصبح مهد المدنية روحها الانجيل.. ونحن لا نحتفل بمائة عام علي الوجود الفرنسي في هذه البلاد, فلقد سبق للرومان أن أقاموا فيها ثلاثة قرون, لكنهم أخرجوا منها( الفتح الاسلامي)



اننا نحتفل بتشييع جنازة الإسلام في الجزائر! ولقد ظلت الذاكرة الاستعمارية الفرنسية واعية بهذا التاريخ, فاحتفلت لمدة عامين1997 ـ2001 م بمرور قرنين علي غزو بونابرت لمصر, وإبادته لسبع الشعب المصري300.000 من شعب كان تعداده يومئذ أقل من ثلاثة ملايين! وقرر البرلمان الفرنسي2005 م تمجيد صنيع الجيش الفرنسي بالجزائر الذي أباد أكثر من ثلاثة ملايين!




كذلك كان الوعي بالتاريخ حاضرا عند الجنرال الانجليزي آلنبي(1861 ـ1963 م) عندما دخل القدس1917 وقال الآن انتهت الحروب الصليبية.. ويومها نشرت مجلة بنش الانجليزية صورة للملك الصليبي الانجليزي ريتشارد قلب الأسد(1157 ـ1199 م) وتحتها عبارة أخيرا تحقق حلمي! وفوقها عبارة آخر حملة صليبية!




وعندما دخل الجنرال الفرنسي جورو دمشق1920 م ذهب الي قبر صلاح الدين الأيوبي(532 ـ589 هـ1137 ـ1193 م) فركله بحذائه وقال: هانحن قد عدنا يا صلاح الدين!




ولقد استمر هذا الوعي بالتاريخ الاستعماري الغربي للشرق حتي الرئيس الأمريكي بوش الصغير الذي كان يفتتح عمله اليومي إبان الغزو الأمريكي للعراق2003 م ـ بقراءة دينية في كتاب( أعظم ما يمكنني لأعظم العظماء) الذي هو عبارة عن مواعظ إنجيلية للقس الاسكتلندي أوزوالد تسيمبرز كان يحرض بها الجنود الاستراليين والنيوزيلنديين علي غزو القدس1917 م!




تلك عينة من الحقائق والوقائع التاريخية, التي صنعها الغرب الاستعماري بالشرق انطلاقا من نزعة التمركز حول الذات والازدراء للآخرين, والتوسل بفلسفة القوة وأدواتها لجعل الفلسفة الداروينية تريح ضمائر الغزاة, عندما تصور لهم هذه الفلسفة ان إفناء الضعفاء إنما يمهد السبيل أمام التقدم والارتقاء! لكن الغرب ليس كله هكذا, والغربيون ليسوا سواء.. فهناك الإنسان الغربي الذي ربما كان هو الاخر ضحية لنزعة التمركز حول الذات والذي هو رصيد استراتيجي لقضايانا العادلة, والذي يجب التواصل معه والتفاعل مع ثقافته وعلومه, لمحاصرة الوجه الكالح لمؤسسات الهيمنة الغربية التي صنعت معنا هذا التاريخ!
د: محمد عمارة

بصراحة موضوع جداً مهم
تسلم اديكي
اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل بقاع الدنيا

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة فافي الجديدة

دار

بصراحة موضوع جداً مهم
تسلم اديكي
اللهم انصر الاسلام والمسلمين في كل بقاع الدنيا

دار

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.