تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » العصا

العصا 2024.

  • بواسطة

العصا

العصا

العصا

دار

العصا

حين ظهر في الشارع ممسكا بالعصا للمرة الأولي‏,‏ تفاجأ الجميع‏.‏ سرت الهمهمات هنا وهناك‏,‏ انتقلت شائعات كثيرة بين الناس‏,‏ كل من سمع أنه قد أمسك أخيرا بالعصا أصابته دهشة ممتزجة بفرح كبير‏.‏

كان طيلة الوقت ساكنا, لا يعرف أحد ما يأكل أو يشرب, لا يعرف أحد كيف يصحو ويبيت, احتارت فيه الأقاويل, البعض يؤكد أنه قد شاخ وولت أيامه من طول الرقاد, والبعض الآخر يري أنه يخفي قوة رهيبة وأنه لا يظهرها حتي لا يلفت إليه الأنظار, ظل هناك من يردد أن هذا الطويل العريض لم يهرم بعد, أنه لا يزال ممشوق الجسد وأنه يعرف كل شيء يدور داخل وخارج المكان, وأنه سوف ينضم إلي جانب الشارع عندما يحين الوقت.


علي الجانب الآخر كان هناك من يصر علي أنه لم يعد يهتم بالحارة كثيرا كما كان من قبل وأنه سواء احتفظ بقوته أو فقدها- لا يعبأ بما يحدث فيها الآن, فوراؤه ما هو أكبر منها وما هو أشد احتياجا لجهوده. قليلون هم المتشككون الذين كانوا يحذرون من توابع قيامه, من مغادرة فصل الثبات الذي يمر به.


لم يحدث أن اتفق الشارع علي أي شيء يخصه. ظل غامضا رغم أنه قريب. يشاهده الناس في كل وقت وناحية, يسير دون أن يلتفت إلي أي جانب, يتحرك علي مهل سارحا في الهواء كأنه يري أمامه أشياء لا يراها غيره. أطلقوا عليه النكات وحاولوا استفزازه كي يظهر مدي قوته التي تنقلها الحكايات لكنه لم يستجب أبدا, ظل علي هدوءه ولا مبالاته حتي يأسوا من معرفة ما يكتنز, واستقر في الأذهان أنه مجرد صورة, هيكل من البوص لا جدوي منه, حتي أنهم قد فكروا ذات صبيحة في أن يجردوه من ملابسه, يبيعونها في السوق بثمن جيد,


ويتركونه عاريا مادام لا ينفع ولا يضر.
أغلب النائمين علي أرصفة الشارع فقدوا إيمانهم به, كانوا يأملون أن يجدونه ذات يوم وقد نهض وشد قامته وصوب مشيته ناحية الجدران العالية, فقط صوب قدماه إلي هناك, حيث سادة مترهلون سمان يعرفون ويحكمون ويملكون كل الأشياء.


كانوا يرجحون أنه ما إن يري تلك الجدران التي تحول بين الشارع بكل عطنه وقاذوراته من ناحية والأضواء والزينات والمباهج من الناحية الأخري, فإنه سوف يدكها ويطأ بقاياها بقدميه الكبيرتين الثقيلتين, ويخرج بأهل الشارع إلي ساحة أكثر رحابة ونظافة وأوفر طعاما.


مرت السنوات والجدران تعلو والبقايا العفنة تتراكم في جانب واحد. الشارع يزداد بؤسا والطويل العريض لا يزال علي موقفه الذي لا يفهمه أحد.
دون استطراد ودون بذل محاولات خائبة لإيجاد سبب, صحا الشارع في أحد الأيام المشمسة ليجد الطويل العريض وقد انتصب واقفا, وممسكا بعصا لا يعرف أحد من أين جاء بها.



عصا غليظة; رأسها في أول الشارع ومؤخرتها في قبضته.

كانت تشير كما هو مكتوب إلي أعلي نقطة في الجدران.

حدث هرج ومرج وجري من شاهد الأمر ليوقظ الآخرين, وفي لحظات قليلة كانوا جميعا فوق الرصيف يتهامسون وعيونهم مفتوحة عن آخرها.


تقدم ناحية الجدران فسقطت دون أن يلمسها.
هلل أهل الشارع وكبروا وسجدوا شاكرين.


جعلوا يتبادلون التهنئة الأطفال يصفقون والكبار يزغردون ويوزعون الشوكولاته وعلب المياه الغازية التي ادخروها منذ سنوات لمثل تلك المناسبة. تقدم نفر منهم ليحمله لكن أحدا لم يكن قادرا علي بذل هذا الجهد, دعوه لقيادتهم عبر الشارع فأظهر بعض الخجل, لكنهم ألحوا واستفاضوا وأمسكوا في ملابسه.



سار إلي جانبهم فأفسحوا له وجعلوه في قلب الموكب, تخطي الحدود وهم من ورائه, لمحه السادة فتركوا الطعام والشراب سريعا وخرجوا من العروش يهرولون بقدر ما سمحت أجسامهم, جلس علي حجر كبير ووضع العصا إلي جانبه.



رجوه أن يظل ممسكا بها ففعل. انطلقوا يغنون ويتناولون الطعام, ثم انتحي من بينهم جمع أخذ يصنع له تمثالا. نهض مغادرا فلحقوه بالعصا التي نسيها, طلبوا إليه أن يمكث بينهم, ينظم الأدوار ويرسي القواعد الجديدة فقبل علي مضض.


خلال يومين كان التمثال قد استقر علي قاعدته في وسط المكان. صار يطوف بينهم, ينصح بما يري ويسأل عما لا يراه. بعد قليل صار لا يري إلا ما ينصح به, يعطي أوامرا ونواه ويمكث في البيت الكبير. استمرأ العصا فأحضر أخري, وشجعه أصحاب التمثال فأتي بثالثة وانضم له آخرون, كبرت العصي وكبر هو حجما.


بعد زمن ليس بطويل, امتلأت الساحة بالنفايات, طلبوا منه أن ينزل إليهم لكنه كان قد فقد جزءا من سمعه لسبب لم يعرفه أحد, وصار يلوح بالعصا كلما خاطبوه.
طلبوا منه أن يترك العصا لكنه عجز عن إفلاتها من يده.

حين صار وإياها كتلة واحدة كانت هيئته قد تبدلت.
أصبح سمينا, فقد القوام الممشوق,

ترهلت عضلاته المشدودة, واتسع فمه,
ثم ظهر حوله جدار أخذ يتعاظم ويتعاظم.

حبيبتى القصة بها احداث
ولكن ما المستفاد منها
ارجوا توضيح الجزء الاخير
تقبلى مرورى
🙂

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة KEERA

دار

حبيبتى القصة بها احداث
ولكن ما المستفاد منها
ارجوا توضيح الجزء الاخير
تقبلى مرورى
🙂

حبيبتي القصة تتحدث عن حال حكامنا
وما يحدث من نهب وسرقة
وسرعان ما تمتلئ البطون من كد الكادحين
وينسوا هموم المواطن المسكين وكأنهم لا يسمعون
ولا يرون شئ
دار

تسلمى يا غالية على التوضيح
القصة كانت مفهومة بس الجزء الاخير كان به لبس عندى
والحمد لله تم التوضيح
تسلمى يا قمر
🙂

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة KEERA

دار

تسلمى يا غالية على التوضيح

القصة كانت مفهومة بس الجزء الاخير كان به لبس عندى
والحمد لله تم التوضيح
تسلمى يا قمر
🙂

ولا يهمك يا قمر

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.