لم يكن يوما عاديا..شعرت بذلك منذ لحظات الصباح الأولى عندما استيقظت وقت آذان الفجر مثل كل يوم…رغم أن كل شيء كان عاديا..فبعد الصلاة أعددت طعام الإفطار وفى دقائق كنت قد أيقظت جميع أهل الدار..فهذا جدي العجوز يتوكأ على عصاه ليصل بها إلى مجلسه جوار النافذة.. وأمي تسرع إلى المطبخ آملة ألا أكون قد نسيت إعداد الشاي..وأبى وقد أنهى صلاته خاتما إياها بدعائه اليومي الذي يكرره على مسامعي طوال سنين عمري العشرين بأن يقطع الله دابر الظالمين.. وإخوتي التسعة كل منهم يتسابق لينال مكانا دنيا من طاولة الإفطار عله ينال منها شيئا وفيرا…كل هذا كان عاديا تماما.. ولكني رغم ذلك أحس أنه يوم مختلف..وضع الإفطارعلى الطاولة.. ورصت المقاعد حولها..وتتسابق الأيدي إلى أرغفة الخبز وأطباق الفول والفلافل الساخنة.. وأنا بين ذلك كله ساهمة..كوب الشاي في يدي لا أحس وجوده…عيني متلهفة لرؤيته يخرج من باب داره مثل كل يوم….
كان بسام…جار وصديق الطفولة البائسة..كثيرا ما اختبأنا معا من قصف المدافع الباغية على القرية.. وكثيرا ما لعبنا ببقايا السيارات المحترقة…وكثيرا ما خرجنا سويا نجمع الحجارة وكنا نتسابق من منا يجمع منها أكثر عددا وأكبر حجما..ولكننا الآن اكتفينا من هذا الكثير الذي كنا نقوم به سويا بكلمات بسيطة رقيقة تحمل بين جوانبها كل المعاني….
خرج بسام كعادته ولكنه ليس كعادته..نظر إلي طويلا عبر النافذة..خرجت وبداخلي ذلك الإحساس الذي يؤكد لي أن هذا اليوم ليس عاديا.. خرجت..مد لي يده مصافحا..عندما لمست يده يدي وجدتها باردة برودة الثلج ولكن عيناه كانتا تتوهجان نارا.. عرفت منه أن أخاه مصاب.. أصابته القذائف والنيران خلال القصف الذي تعرضنا له البارحة..أخوه مصاب.. ملقى على أحد الأسرة.. وربما لم يجدوا له سريرا فألقوه على الأرض..زاد إحساسي الذي يراودني منذ ساعات الصباح الأولى..حاولت أن أطرده.. نظرت إليه.. رجوته أن يعود سالما.. رجوته ألا أفقده.. نظر إلي صامتا..
سألته الوعد.. ترك يدي… ومضى دون أن يلتفت..
روووعة كلمة صدق
قصة جميلة ومليئة بالشجن
سلمت يداك ولا عدمنا قلمك المتألق
قصة جميلة ومليئة بالشجن
سلمت يداك ولا عدمنا قلمك المتألق
مؤثرة جدا كلمة صدق..جزاك الله خيرا على القصة..
قصه رااااائعه ومؤثره
مشكوره كلمه صدق
يعطيك الف عافيه
شكرا يا غاليات على مروركن الكريم
نورتم الموضوع
دمتن بكل الود
نورتم الموضوع
دمتن بكل الود