الحجاب فإنه العبادة العظيمة، ونهر الحسنات الجاري ما تمسكت به الجواري، عزنا وفخرنا نحن المسلمين رجالاً ونساءً، أما الحجاب الذي نزل به الأمر من السماء فشرق به الأعداء، وغص به السفهاء، السلاح الذي هز الأرض وأرعب الغرب، أما الحجاب الذي جعل المرأة درة مصونة وجوهرة مكنونة، حتى جن جنون أهل النظرات الجائعة للظفر بنظرة ولو لبنان تلك اللؤلوة الثمينة..
الحجاب القضية الكبرى والمسألة العظمى التي جهلها بعض النساء، فظنت أن الأمر لباس يلبس، وأن لها الحرية في اختيار شكله!
أو لها الحرية في نزعه!
وغفلت أو تغافلت عن: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59]، ونسيت أو تناست وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] ثم عدد المحارم لها.
هل سمعت لـعائشة رضي الله عنها وهي تقول: [رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور:31] شققن أزرهن فاختمرن بها] كما في صحيح البخاري
وهل جهلت أو تجاهلت قول عائشة رضى الله عنها : [كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه] كما في مسند أحمد و أبي داود و ابن ماجة
وقول فاطمة بنت المنذر : [كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق ] كما في الموطأ لـمالك ، هل قرأت أو تعاميت عن قول ابن عباس و عبيدة السلماني رضي الله عنهما: [أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة] انتهى كلامهما من تفسير الطبري .
إنها الدلائل البينات والبراهين الواضحات للمسلمات العاقلات اللاتي رضين بالله رباً وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، أما التي في قلبها مرض فقد أغلقت قلبها وسمعها عن نداء الكتاب والسنة (لقد تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي؛ كتاب الله وسنتي) كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت!
أيها الغيد!
إنه الحجاب الأمر السماوي نزل من السماء وليس من فرنسا ، عز وفخر لكل مسلم ومسلمة، إنه الإسلام الذي لا يتغير بتغير الحدود، ولا يهتز بركوب طائرة اتجهت للغرب أو للشرق، مسكينة تلك التي في الطائرة ركبت، وحجابها نزعت، وعن شعر رأسها حسرت، إنها الحضارة والتطور زعمت، وهي ليست بالطائرة فقط بل أصبحنا نراها وللأسف في الأسواق والمناسبات وإن كانت نشازاً.
أختاه!
من قال لك إنك لن تبلغي قمة المجد، ولن ترقي سلم الحضارة، ولن تحققي السعادة حتى تخوني الحجاب، وتكسرين الباب، وتصرخين ها أنا يا شباب؟!
أختاه!
من كان يعبد الله فإن الله معه في كل مكان يراه ويطلع عليه، ومن كان يعبد البلاد والعادات فهو التردد والحيرة وعدم الثبات.
أختاه وبكل صراحة!
هل نريد شرع الله أم نريد اتباع أهوائنا؟
فقط تأملي في فتاة تضع على رأسها منديلاً فتهتز أكبر دولة في أوروبا ، ألا تهزك هذه الحادثة؟!
ألا تؤثر فيك؟
فقط تأملي فتاة صغيرة تمشي في وسط شوارع لندن بحجابها بكل ثقة وفخر.
ألا يدعوك هذا لتصحيح المفاهيم، وإعادة النظر في حياتك؟!
يا شعري ليلانا خرجت كاشفة اللبة والنحر
قصت بالوهم ظفائرها وانطلقت كالهائم تجري
بسمتها الـصفراء بيان عن قبح البسمات الصفر
ليلانا ما عادت ترضـى أن تلحق بذوات الخدر
ليلانا باعت طرحتهـا في سوق الوهم بلا سعر
غايتها أن تصبح وجهاً مصبوغاً يصلح للنشر
تركت شاطئها وانطلقت لعبور البحر بلا جسر
ألقت في البحر قلائدها وانتظرت عالمها السحري
أيتها المرأة!
ماذا يعني لك الحجاب؟
أُسرُّ وأفرح -يعلم الله- كثيراً عندما أجاب (94%) من فتيات الاستبانة أنه عقيدة ودين، و (85%) يرفضن تماماً دخول الموضة في شكل الحجاب، و(18%) ينتقدن دخول الموضة في شكل الحجاب، ويراه حرية شخصية نحو (20%)، و(5%) يرين أن الحجاب لا علاقة له بالدين وإنما هو من العادات والتقاليد، وقال: (2%) أنهن يشعرن بالضيق معه، وكما أننا نفرح ونسر بتمسك الكثير من أخواتنا بالحجاب، وعدم المساومة عليه بحال من الأحوال، فإننا نحزن ونخاف ونحن نرى الحال الذي وصل إليه تخريق وتمييع الحجاب باسم الموضة والموديل.
متى تفهمين أيتها العفيفة أنها معركة الحجاب؟!
هدفهم نزعه وإحراقه كما قال الصليبي غلادستون : لن يستقيم حال الشرق ما لم يرفع الحجاب من وجه المرأة ويغطى به القرآن.
ألا تثير فيك هذه الكلمات مشاعر التحدي والمسئولية؟
ألا تحرك فيك العزة والفخر بالعقيدة الإسلامية؟
ها هي البداية في تمييع الحجاب كلبس الحرير والرقيق والشفاف، والمزركش والملون ثم رفع النقاب واللثام، وعندها فقط يرفعون راية الانتصار، فهل تكوني أنت الجندي الجبان وبوابة الهزيمة؟!
أبداً.
فثقتي فيك أكبر.
يـا أخت فاطمة وبنت خديجة ووريثة الخلق الكريم الطيب
إن العفاف هو السماء فحـلقي وبطيب أخلاق الكرام تطيب
فكوني شجاعة وقوليها بصراحة: حجابي عبادة أتقرب به إلى ربي، وهذه العبادة لها شروط: أن يكون ساتراً واسعاً متيناً، ليس فيه زينة ولا طيب ولا يشبه لباس الرجال، أو الكفار أو لباس شهرة، وإنما لباس ستر وعفاف، هذه شروط الحجاب الشرعي، والأدلة على هذا متظافرة في الكتاب والسنة، ليس هذا مقامها وهي في مظانها معلومة، والكلام عن الحجاب ولباس المرأة وعالم الموضات يطول، وحسبي ما ذكرت هنا للعاقلات.
وً جَعُلك مِمَنً يٍظَلُهمَ آلله فٍي يٍومَ لآ ظلً إلاٍ ظله
طٌرح قًيم ومجهِود رِآئعٌ
شٌكري ٌوتقِديرًي ~
جزاك الجنان وورد الريحان ثَقَل ميزانك بخيِرِ الأعمال
وأنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه
حفظك المولى ورعاك …!!
بارك الله فيك
عطر فؤادك بالتقى
أسال الله الذي لاتطيب الدنيا إلا بذكره
ولن تطيب اللآخرة إلا بعفوه
أن يديم ثباتك ويغفر ذلاتك
ويرفع قدرك
ويشرح صدرك ويسهل خطاك
لدروب الجنة وأن يجعلك من عتقائه
لك تقديري وتقيمي غاليتي
ما شاء اللهُ!
بوركَت يُمناكِ أختاه الحَبيبةُ!
نفع اللهُ بكِ، وبفضيلة شيخنا إبراهيم الدّويّش.
مَقالٌ قيّم؛ لا حُرمتِ أجرهُ يا حَبيبةُ.
ثبّتكِ ربّي ورَعى وسدّدَ.