الجمال والاسلام
الجمال والاسلام
الإحساس بالجمال ، والميل نحوه مسألة فطريّة تعيش في أعماق النفس البشرية .
والاسلام دين الفطره
فالنفس الانسانية تميل إلى الجمال وتنفر من القبح
لذا فقد أقرَّ دينُ الإسلام ما تتطلَّبُه الفطرةُ البشريّة من سرورٍ وفرَح ولعبٍ ومرَح ومزاح ومداعَبَة وأشواقٍ وجمال، محاطٌ بسياجٍ من أدَب الإسلام يبلُغ بالمتعةِ كمالَها وبالمرَحِ غايتَه، بَعيدًا عن الحرام والظّلمِ والعدوانِ والغِلِّ وإيغار الصّدور وهدم المبادئ والأخلاق.
فكل شيء جميل طالما أنه محاط بسياج الشرع الحكيم , والجمال في الاشياء من نعم الله تعالى علينا
وتشهد الآيات القرآنية بروعة وجمال الخلق كدلالة على وجود الخالق المصور المبدع ذو القدرة المطلقة والمشيئة النافذة ،
قال تعالى : {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ }الصافات6 ،
وقال تعالى : {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً }الفرقان61
وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ . وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ . تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ . وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ . وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ }ق 6- 10،
وقال تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَاماً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ }الزمر21 ،
قال ابن القيم : ومن أسمائه الحسنى الجميل
ومن أحق بالجمال ممن خلق كل جمال في الوجود ؟!
فهو من آثار صنعه فله جمال الذات
وجمال الأوصاف
وجمال الأفعال
وجمال الأسماء فأسماؤه كلها حسنى وصفاته كلها كمال وأفعاله كلها جميلة .
وأمر الله سبحانه المسلم أن يكون جميلا ولا سيما يزداد جماله في مواطن العبادة ,
قال تعالى : " يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ . سورة الأعراف:31.
عَن عَلْقَمَةَ ، عَن عَبْداللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ ، يَعْنِى ، مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : إِنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي حَسَنًا ، وَنَعْلِي حَسَنَةً ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ بَطَرَ الْحَقَّ ، وَغَمَصَ النَّاسَ.
أخرجه أحمد 1/412(3913) و"مسلم" 1/65(179).
وأحل الله تعالى للمسلم التمتع بكل ما هو جميل طالما انتفت المضرة في نفسه وفيمن حوله بلا إسراف ولا مخيلة ،
فيقول صلى الله عليه وسلم:( إن الله تعالى جميل يحب الجمال و يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس ) رواه البيهقي ،
وقال 🙁 كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولا مخيلة ) رواه أحمد ،
وكان صلى الله عليه وسلم يحب المنظر الحسن والوجه الحسن والاسم الحسن وكان يقول صلى الله عليه وسلم( إذا بعثتم إلى رجلا فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم) رواه البزار
وقال صلى الله عليه وسلم:( خصلتان لا يجتمعان في منافق : حسن سمت [ أي حسن هيئة ] ولا فقه في الدين ) رواه الترمذي
ويندرج تحت هذا الجانب علاقة الرجل والمرأة التي وجدت في الزواج الشرعي فرصة الإشباع المشروع لهذا الجانب الغريزي ،
وقد هيأ الشارع لهذه العلاقة كل مقومات التمتع الكامل والطاهر
بحث كل من الزوجين ــ خاصة الزوجة ــ على الحرص على أن يكونا في أجمل صورة وأبهى منظر في عين الآخر ،بل جعل من أوجب حقوق الرجل على زوجته أن تتزين له ، وله أن يطالبها بحقه من الزينة منها إن هي أهملت هذا الأمر ،
وبتخصيص زينة المرأة لزوجها وحجبها عن عيون الآخرين
استطاع الإسلام بتوازن منقطع النظير ملائمة الفطرة السوية وتقيد أسباب الرزيلة فحل بذلك أصعب معادلة حارت فيها البشرية .
وأجاز الشارع للمرأة أن تختلع من زوجها لدمامة فيه ،
كما حدث مع حبيبة بنت سهل الصحابية رضي الله عنها وكانت زوجة ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه وكان رجلا دميما
فقالت :يا رسول الله ! والله لولا مخافة الله إذا دخل علي لبصقت في وجهه !!
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أتردين عليه حديقته ؟ " قالت : نعم .فردت عليه حديقته .
قال :ففرق بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
والجمال أعظم جزاء ينتظر الموحدين ،
إنها الجنة التي يتجسد فيها الجمال بأروع حلله
بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ،
فهي نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد
وفاكهة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة في دور عالية بهية سليمة ،
ونصوص الكتاب والسنة تتكاثر في وصف هذا الجمال لتشحذ همم العاملين وتوقظ أفئدة الغافلين ،
قال تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً }الإنسان20 ،
وقال تعالى : {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ }محمد15 ،
وقال تعالى: ( إن الأبرار لفي نعيم .على الآرائك ينظرون .تعرف في وجوههم نضرة النعيم .يسقون من رحيق مختوم .ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .ومزاجه من تسنيم .عينا يشرب بها المقربون ) المطففين 22-28 ،
ويصفها صلى الله عليه وسلم بقوله 🙁 لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وملاطها المسك الأذفر ، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وتربتها الزعفران ،من يدخلها ينعم ولا ييأس ،ويخلد ولا يموت ،ولا يبلى ثيابهم ،ولا يفنى شبابهم ) رواه أحمد ،
وقال صلى الله عليه وسلم 🙁 إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا ) رواه مسلم
مما قرأت
الجمال والاسلام
الجمال والاسلام
الجمال والاسلام
دمتي ودام عطاءك
وقال تعالى : {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ }محمد15 ،
وقال تعالى: ( إن الأبرار لفي نعيم .على الآرائك ينظرون .تعرف في وجوههم نضرة النعيم .يسقون من رحيق مختوم .ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .ومزاجه من تسنيم .عينا يشرب بها المقربون
جزاكي الله كل الخير والبركه على الموضوع الهائل بجد روووعه
فجزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
تقبلي تقيمي وباقات وردي
جزاك الله خير
لاحرمت الاجر
مروركم وكلماتكم تشرح الصدر
وزادت موضوعي جمال
بارك الله فيكم