داعية الاسبوع ((الثقة بالله الثقة بالواحد القهار))
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فقد خلق الله الخلق جميعا لغاية واحدة؛ لعبادته وحده لا شريك له: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
[الذاريات(56)
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: {حسبنا الله ونعم الوكيل} قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}[آل عمران(173)
، وقد بين لهم -سبحانه وتعالى- كيفية العبادة، ووضَّح لهم صفتها، وفصَّل لهم أنواعها، فثمة عبادات ظاهرة "بالجوارح"؛ كالصلاة والصيام، وما إلى ذلك، وعبادات باطنة "قلبية" كالخوف منه، والتوكل عليه، والرضا به، وما أشبه ذلك، ومن هذه العبادات القلبية التي تعبد الله بها عباده: الثقة به، وصدق الاعتماد عليه، وحسن التوكل عليه، وتفويض الأمور إليه..
أمرجليل وعظيم غفلنا عن أهميته كثيراً ما حالنا اليوم فما أحوجنا اليوم إلى هذه الثقة الثقة بالعزيز لننعم بحياة كلهاالحب والتوكل على الله ثقة نعيد بها ميزان الحياة لنتعرف على الثقة بالله اخواتي
الثقة بالله موجدة
تجديها في قصة إبراهيم عليه السلام عندما أُلقي في النار
فقال بعزة الواثق المتوكل على الله: حسبنا الله ونعم الوكيل
فجاءه الأمر الإلهي: يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم سبحان الله
والثقة أيضا صفة من صفات الأولياء الصادقين؛ قال يحيى بن معاذ:
ثلاث خصال من صفة الأولياء:
الثقة بالله في كل شيء،
والغنى به عن كل شيء،
والرجوع إليه من كل شيء
شعب الإيمان(2/354) للبيهقي.
الثقة بالله هي يا أختاه
تجديها في قصة هاجر عندما ولى زوجها وقد تركها في واد غير ذي زرع..
صحراء قاحلة وشمس ملتهبة ووحشة..
قائلة: يا إبراهيم لمن تتركنا؟
قالتها فقط لتسمع منه كلمة يطمئن بها قلبها
فلما علمت انه أمر إلهي قالت بعزة الواثق بالله
إذا لا يضيعنا ففجر لها ماء زمزم وخلد سعيها..
ولو أنها جزعت وهرعت لما تنعمنا اليوم ببركة ماء زمزم !
أولاً: أن الله لم يضيعها، بل حفظها وولدها، وأكرمها بنبع ماء زمزم، فقد كانت السبب في خروجه، فقد أرسل الله ملكا ليضرب برجله في الأرض، فخرج ماء زمزم، قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم: (لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينا معينا).
ثانيا: أن الله – تبارك وتعالى- جعل تعبها وسعيها في طلب الماء، وبحثها عنه؛ ركنا من أركان الحج التي لا يتم إلا بها، قال صلى الله عليه وسلم: (فذلك سعي الناس بينهما)، كل هذه الكرامات -وغيرها- بسبب أيمانها بربها، ووثوقها به، وقوة اعتمادها عليه، وصدق توكلها عليه.
الثقة بالله يا أختاه
تجديها في أولئك القوم الذين قيل لهم
إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فوثقوا به وتوكلوا عليه
ولكن ثقتهم بالله أكبر من قوة أعدائهم وعدتهم..
فقالوا بعزة الواثق بالله: حسبنا الله ونعم الوكيل ..
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء !
الثقة بالله نحتاجها جميعا رجالا ونساء؛
تجديها في قصة أم موسى – عليه السلام- كما قص الله علينا قصتها في سورة القصص؛ هذه المرأة المباركة عاشت في زمن جبار عنيد، وطاغوت فريد؛ لن نجد له في التاريخ مثيلا؛ هذا الطاغوت ادعى الربوبية: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}النازعات(24)، ونفي الأولوهية عما سواه: {مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي}القصص(38).
الثقة بالله نعمة الموحد
تجدها في ذلك الذي مشى شامخاً معتزاً بدينه ..
هامته في السماء ..
بين قوم طأطأوا رؤوسهم يخشون كلام الناس !!
الثقة بالله ;كنز وسر الحياة الطيبة
نعيم بالحياة والسعادة
طمأنينة بالنفس وراحة البال
قرة العين المشتاق الى الله
أنشودة السعداء !
ومن صفات المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات أنهم يحفظون حدود الله جميعا، كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب(35).
كن واثقا بأن الله رازقك وكافيك، فقد خلق الله الخلق جميعا لعبادته، وتكفل لهم بالزرق، فقال {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}الذاريات(56)(57)(58)، وقال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}[هود(6)].
وتأكيدا على ذلك أقسم الله -تبارك وتعالى- بنفسه المقدسة بأنه قد تكفل بالرزق لعباده، فقال: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}[الذاريات (22) (23)].
وان شا ءالله يكون في ميزان حسناتك يا قلبي انتي
واحلى تقييم لعيونك
عزيزتي
فتح الله عليك ورزقك سعادة الدنيا والأخرة وأثابك المولى خير الجزاء
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
الثقة بالله وحسن الظن به من أعظم العبادات
ولكن للأسف يغفل عنها الكثيرين
موضوعك مهم فيه الأمل والتفاؤل والثقة بالله
حفظك الله وحقق لك أمنيتك
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
ثق دائما بالله() يعطيك فوق ما رسمت … مخيلتك
بعطر كلماتكم الرائعة
لاحرمنا من جمال ردكم وتفاعلكم معنا
فجزاكم الله خيرا
جَعَلَ يومگ نُوراً وَسُرورا
وَجَبالاُ مِنِ الحَسنآتْ تُعآنِقُهآ بُحورا
جَعَلَهُا آلله في مُيزانَ آعمآلَگ
دَآمَ لَنآ عَطآئُگ
موضوع رائع ومميز ..كما عهدنا منك الانتقاء الهادف والمميز …
جزاكِ الله خير وبارك فيك وسدد خطاك لما يحب ويرضى
اسعدك ربي في الدارين ..