إن من تمام الوفاء وكرم الأخلاق التي جاء بها الإسلام أن يحسن الإنسان إلى من أحسن إليه وفي هذا يقول الحق جلا وعلا: (( هل جزاء الإحسان إلى الإحسان )) , ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صنع إليكم معروفاً فكافئوه فان لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا إنكم قد كافأتموه )) .
وليس في الوجود أحد بعد الله سبحانه أسدى إلى الإنسان معروفاً أكثر مما أسدى إليه والداه فقد ربياه صغيراً وآثراه على انفسهما كباراً وكانا قبل ذلك السبب في وجوده وبروزه في الحياة شخصاً سوياً فقد بذلا من اجله الشيء الكثير فمن اجل هذا ومن اجل أن يوفق الإنسان في دنياه وأخراه أمر الله جلا وعلا ببرهما والإحسان اليهما والعطف عليهما وخفض الجناح لهما والترحم عليهما والدعاء لهما ومخاطبتهما باللين والرفق و اليسر والحسن (( ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا )).
* أيها الأبناء :
آباؤكم هم الدار التي تجمع شملكم , وتحميكم من بأس عدوكم , وتدفع عنكم أفات الأيام , فإذا هدمت تفرق جمعكم واستضعفكم الناس وأصبحتم شتاتاً متفرقين قل أن يجتمع شملكم كما لو كان إباؤكم يعيشون بينكم ويحترمكم الناس ويُعزونكم إكراماً لإبائكم , فإن فقد أحدكم أباه شعر بالذل ووصف بعبارة الأسى (( مسكين يتيم )) فاتقوا الله في آبائكم و أدوا إليهم حقوقهم و أجهدوا أنفسكم في كسب رضاهم فهم الذين بدلوا أموالهم و سعادتهم من أجلكم و هم الذين أعطوكم من غير منّ و لا أذى راجين حياتكم وتعطونهم انتم مع المنّ والأذى مترقبين مالهم , أطيعوهم و التزموا الأدب معهم ماداموا عندكم ولا ترفعوا أصواتكم فوق أصواتهم ولا تنظروا إليهم بعين الغضب , بروهم ولاطفوهم وأحسنوا إليهم و لا تحرموا أنفسكم ألجنه بعقوقها و التقصير في حقيهما فعن أبي هريرة قال , قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( رغم انفه , رغم انفه , رغم انفه قيل من يا رسول الله ؟ قال من أدرك أبويه عن الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة )) .
لم يقرن الله تعالى إلى عبادته وحده شيئا سوى الإحسان إلى الوالدين، ولم يعطف
شكر أحد إلى شكره وهو مصدر كل نعمة وخير وفضل وعطاء سوى شكر الوالدين:
قال تعالى :{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}النساء36
وقال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان.
وليس بعد ذلك الشرف العظيم، والوسام الكريم، والحكم الإلهي الحكيم تفصيل لمتكلم، ولا تعقيب لمعقب، ولا زيادة لمستزيد.
إنها وصية الله جلّ ذكره وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً العنكبوت 8.
ووصية نبيه الكريم القائل:
الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس واليمين المغموس رواه البخاري.
ومن واقع الحياة ننظر إلى الموقفين الصالحين المحبوبين المرزوقين فنجدهم بارين بوالديهم وننظر إلى الأشقياء المحرومين وإلى غلاظ القلوب والمرذولين فنجدهم عاقين لوالديهم.
ومن طرائف ما يذكر أن رجلا سمع أعرابيا حاملا أمه في الطواف حول الكعبة وهو يقول:
إني لها مطية لا أذعر **** إذا الركاب نفرت لا أنفر
ما حملت وأرضعتني أكثر **** الله ربي ذو الجلال أكبر
ثم التفت إلى ابن عباس وقال: أتراني قضيت حقها؟
قال لا ولا طلقة من طلقاتها، ولكنك أحسنت، والله يثيبك على القليل كثيرا. وهذه باقة من الآداب الإسلامية مع الوالدين
-1 * العلم بأن الله تعالى أوصى ببرهما، وحسن صحبتهما، والإحسان إليهما، وقرن ذلك بعبادته، وتعظيما لشأنهما، وتكريما لقدرهما، وأن النبي أوصى بصلتهما وطاعتهما وخدمتهما، وجعل عقوقهما من أكبر الكبائر.
قال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) الإٌسراء.
وعن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله: من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمّك ثم أمّك ثم أمّك ثم أباك ثم أدناك أدناك متفق عليه.
وعن أبي بكرة قال: قال رسول الله : ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ( ثلاثا). الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور .
-2* السلام عليهما عند الدخول عليهما والخروج من عندهما، وقرن السلام بتقبيل يديهما.
-3 *تعظيم قدرهما، وإكرام شأنهما وإجلال مقامها، والوقوف لهما احتراما عند دخولهما.
-4* التأدب عند مخاطبتهما، ولين القول لهما، وعدم رفع الصوت فوق صوتهما.
-5 * تلبية ندائهما، والمسارعة لقضاء حوائجهما، وطاعة أمرهما، وتنفيذ وصاياهما، وعدم الاعتراض على قولهما، إلا إذا أمرا بمعصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
قال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان.
-6 *إدخال السرور على قلبيهما بالإكثار من برّهما، وتقديم الهدايا لهما، والتودد لهما بفعل كل ما يحبانه ويفرحان بت.
-7* المحافظة على أموالهما وأمتعتهما، وعدم أخذ شيء منهما إلا بإذنهما.
-8*المحافظة على سمعتهما، والحذر من التسبب في شتمهما.
عن عبد الله بن عمرو ما أن النبي قال: من الكبائر شتم الرجل والديه. قالوا: وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم، يسب أبا الرجل فيسبّ أباه، ويسبّ أمه فيسبّ أمه . متفق عليه.
*- 9تفقد مواضع راحتهما، وتجنب إزعاجهما أثناء نومهما، أو الدخول عليهما في غرفتهما إلا بإذنهما.
-10 *تجنب مقاطعتهما في كلامهما، أو مجادلتهما، أو معاندتهما، أو لومهما، أو السخرية منهما، أو الضحك والقهقهة بحضرتهما.
-11 *تجنب مد اليد إلى الطعام قبلهما، أو الاستئثار بالطيبات دونهما.
-12 *تجنب التقدم في المشي عليهما، أو الدخول أو الخروج أو الجلوس قبلهما.
عن أبي هريرة أنه رأى رجلين فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ قال: أبي. فقال: لا تسمّه باسمه، ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله.
-13 * تجنب الاضطجاع أو مد الرجل أمامهما، أو الجلوس في مكان أعلى منهما.
-14 *استشارتهما في جميع الأمور، والاستفادة من رأيهما وتجربتهما وقبول نصائحهما.
*- 15الإكثار من الدعاء لهما، والطلب من الله تعالى أن يجزيهما كل خير على فضلهما وإحسانهما وتربيتهما.
-16 * الإكثار من زيارة قبريهما إن توفيا، والإكثار من ذكرهما والترحم عليهما.
-17 * العمل بوصيتهما، وصلة أرحامهما، وخدمة أحبابهما من بعدهما.
عن مالك بن ربيعة ألساعدي قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله إذ جاءه رجل من بني سلمه فقال: يا رسول الله هل بقي من برّ أبويّ شيء أبرهما بت بعد موتهما؟ فقال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا يهما، وإكرام صديقهما . رواه أبو داود.
-18 * تجنّب الأمور المؤدية إلى العقوق ومنها:
الغضب منهما، والنظر شرر لهما، والإعراض بالوجه عنهما، والتا فف من قولهما أو فعلهما، والتضجر منهما، ورفع الصوت عليهما، وقرعهما بكلمات مؤذية أو جارحة، وجلب الإهانة لهما، والاستعلاء عليهما، واعتبار الولد نفسه مساويا لأبيه أو أفضل من والديه، والحياء من الانتساب إليهما لفقرهما بعد أن يصبح ذا مركز أو نعمة أو جاه، والبخل عليهما ونسيان فضلهما، وتفضيل غيرهما عليهما، ومصاحبة إنسان غير بار بوالديه.
قال عليّ كرّم الله وجهه: لو علم الله تعالى شيئا في العقوق أدنى من كلمة (أف) لحرمّه. فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة، وليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجعله في ميزان حسناتك
الام والاب وجودهم محدود لاتحرموهم من بركم عشان ما تنحرموا من دعاهم
والله اني احس كاني غصن طاير في الهوى بعد ماكنت اشوفهم كل يوم اتمنى شوفتهم حلم
اللي لها ام واب على وجهه الارض تجلس عند رجولهم وقليل في حقهم
اللهم ارحم والدي وجميع اموات المسلمين