اشعة الشمس بين الصحة والمرض
اشعة الشمس بين الصحة والمرض
أشعة الشمس بين الصحة والمرض
نشرت مجلة «صحتك» (Your Health) الأمريكية دراسة عن فوائد أشعة الشمس، وعن الأضرار الناجمة عنها، حيث أوضحت الدراسة أن التعرض لأشعة الشمس لفترات قصيرة فى الساعات الأولى من الصباح وقبل الغروب.. هذا التعرض يُعتبر دعامة أساسية لصحة الإنسان، فهناك علاقة بين الشمس والساعة البيولوجية للإنسان، وبخاصة فيما يتعلق بدورة اليقظة والنوم. ولقد أثبتت الدراسات الحديثة أن التعرُّض لأشعة الشمس يساعد فى علاج بعض الأمراض النفسية، وبخاصة مرض الاكتئاب الذى يعتبر عرضاً من أعراض انقطاع الحيض أو بلوغ سن اليأس، كما تساعد أشعة الشمس فى علاج بعض الاضطرابات النفسية التى تصيب الإنسان فى بعض فصول السنة، ولقد تبين أن أشعة الشمس تساعد على تنشيط إنتاج بعض هرمونات المخ، مثل «الميلاتونين» و«السيروتونين» (Serotonin) اللذين يلعبان دوراً أساسياً فى للاستقرار النفسى والعصبى للإنسان.
وتعتبر أشعة الشمس من أهم المصادر الطبيعية لفيتامين «د» الذى يساعد على امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمى إلى الدم الذى يمد العظام بهذا العنصر الذى يعتبر الدعامة الأساسية لبناء العظام والأسنان وسلامتها.
ولقد أوضحت الدراسات أن التعرض لأشعة الشمس يساعد فى زيادة إنتاجية العامل، كما يساعد فى زيادة الإخصاب والتنشيط الجنسى، حيث ترتفع نسبة الخصوبة فى شهور الربيع والصيف عندما تسطع الشمس لساعات طويلة.
ارتفعت نسبة سرطان الجلد فى العشرين سنة الأخيرة نتيجة ثقب الأوزون وتشير البحوث إلى أن تعرض الجلد والعين لأشعة الشمس لفترات طويلة يسبب الإصابة بأمراض خطيرة. ويقول أطباء الأمراض الجلدية إن كثيراً من مضاعفات هذه الأمراض تنجم عن مخالفة المرضى للتعليمات الطبية بعدم تعرضهم للشمس.
وتتمثل خطورة الشمس على الجلد فى الأشعة فوق البنفسجية التى تسبب الإصابة بسرطان الجلد «الميلانوما». ويعتبر سرطان «الميلانوما» من أخطر السرطانات التى تصيب الإنسان، حيث يتميز بسرعة انتشاره إلى أعضاء أخرى مثل الرئة والكبد والمخ.
ولقد ارتفعت نسبة الإصابة بسرطان الجلد «الميلانوما» ارتفاعاً ملحوظاً خلال العشرين سنة الماضية، بسبب ثقب الأوزون، حيث تعتبر طبقات الأوزون العليا هى الدرع الواقية للأرض من الأشعة فوق البنفسجية، ولقد تزايد تآكل طبقة الأوزون على مدى السنوات الماضية بسبب استعمال المواد «الكلوروفلوروكربونية» لأغراض صناعية، حيث تتفاعل هذه المواد مع الأوزون ويترتب على تآكل طبقة الأوزون زيادة نفاذ الأشعة فوق البنفسجية إلى الأرض، مما يؤدى إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان الجلد ومرض تكدر عدسة العين (المياه البيضاء).
ومن أضرار الأشعة فوق البنفسجية أنها تسبب ضعف جهاز المناعة، مما يترتب عليه الإصابة بالأمراض البكتيرية والفيروسية، كما أن هناك علاقة بين ضعف جهاز المناعة والإصابة بالسرطان.
ويعتبر استعمال الكريمات الواقية من أشعة الشمس من أهم الإجراءات الوقائية ضد الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية، حيث تحتوى هذه الكريمات على مواد من شأنها امتصاص الأشعة الضارة وتحويلها إلى أشعة عديمة الضرر، وتوضع هذه الكريمات على أجزاء الجلد المعرّضة للشمس، وذلك فى الفترة ما بين العاشرة صباحاً والخامسة مساءً، حيث يترتب على هذا الاستعمال حجب نحو 99% من الأشعة الضارة ومنعها من النفاذ إلى طبقات الجلد.
ومن المواد الفعالة التى تُستخدم فى الكريمات الواقية من أشعة الشمس أكسيد الزنك وثانى أكسيد التيتانيوم (Titanium).
وتعتبر مضادات الأكسدة من أهم المواد الفعالة التى تُستخدم على هيئة كريمات للوقاية من أشعة الشمس، حيث تبين أن مضادات الأكسدة تمنع تدمير أنسجة الجلد الناجم عن تعرضها للأشعة فوق البنفسجية.
ولقد بينت الدراسات الحديثة أن فيتامين «ج» (فيتامين سى) يعتبر من أهم مضادات الأكسدة التى تساعد فى وقاية الجلد من الأشعة الضارة، كما يساعد فيتامين «ج» فى تقليل تجاعيد الوجه بسبب التعرض المستمر للشمس أو بسبب الشيخوخة.
ويعتبر فيتامين «هـ» (E) و«بيتاكاروتين»، وهو مادة نباتية تتحول داخل الجسم إلى فيتامين «أ»، من أهم مضادات الأكسدة التى تستخدم للوقاية من أشعة الشمس الضارة. ويترتب على استعمال هذين الفيتامينين المحافظة على نضارة الجلد ووقايته من الأمراض.
ويوجد فيتامين «هـ» بوفرة فى زيت جنين القمح والخضراوات المورقة، مثل الخس، والبقول، كما يوجد فى البيض واللبن، ويتوافر فيتامين «أ» فى اللبن ومنتجاته، والزبد وصفار البيض وزيت السمك والجزر والخضراوات.أ.د. عز الدين الدنشارى
أستاذ الفارماكولوجى والسموم بكلية الصيدلة جامعة القاهرةاشعة الشمس بين الصحة والمرض
اشعة الشمس بين الصحة والمرض
اشعة الشمس بين الصحة والمرض
وبارك الله فيك
تقبلي ودي ةتقديري