تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اسم الله الأعظم !!!!!!

اسم الله الأعظم !!!!!! 2024.

ما هو اسم الله الأعظم؟

بسم الله الرحمن الرحيم

منهج السلف في فهم الأسماءالحسنى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ( يَا أَيُّهَا الذِينَآمَنُوا اتَّقوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْوَيَغْفرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَفَوْزًا عَظِيمًا ) ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْنَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَاتَعْمَلُونَ ) ، أما بعد ..
فحديثااليوم بإذن الله تعالى يدور حول اسم الله الأعظم ، ما هو اسم الله الأعظم ؟ كثير منالناس وخصوصا الصوفية يزعمون أن الاسم الأعظم سر مكتوم ، وأن خاصة أوليائهم همالذين يعلمونه ، ويعلمونه بالتلقي من مشايخهم ، وأن هذا الاسم من علمه ودعا الله بهفلا بد أن يستجاب له ، بغض النظر عن كفره أو إيمانه ، وجعلوا لذلك هالة في قلوبالعامة ، يعظمون من خلالها هؤلاء الأولياء خوفا ورهبة من دعائهم بالاسم الأعظم الذيانفردوا بمعرفته .
ولو سئلوا لماذا حجبالاسم الأعظم عن عوام الناس ؟ يقولون حتى لا يدعون به دعوة باطلة ، فنحن أمناء علىسر الله ، ويستدلون بحديث شبه موضوع يرونه عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلمسألت الله الاسم الأعظم فجاءني جبرائيل به مخزونا مختوما اللهم إني أسالك باسمكالمخزون المطهر المقدس المبارك الحي القيوم ، قالت عائشة : بأبي وأمي يا رسول الله، علمنيه ، قال يا عائشة : نهينا عن تعليمه النساء والصبيان والسفهاء .
يقولون سيدي الفلاني أخذ علم التصوفوالاسم الأعظم عن سيدنا أبي العباس العلاوي رحمه الله ، أخذ عنه العهد والاسم ،فكان منه ما كان ، كرامات وتأثيرات وخوارق للعادات ، وغير ذلك من الحكاياتوالمبالغات ، والكذب والافتراءات .
إبراهيم بن أدهم كان من الأشراف ، وكان أبوه كثير المالوالخدم والمراكب ، فبينما إبراهيم في الصيد على فرسه يركض إذا هو بصوت من فوقه ياإبراهيم ما هذا العبث ألهذا خلقت أم بهذا أمرت: ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَاخَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ) (المؤمنون:115) اتق الله عليك بالزاد ليوم الفاقة فنزل عندابته ورفض الدنيا ، وصادف راعيا لأبيه فأخذ عباءته وأعطاه فرسه وما معه ودخلالبادية ، فرأى فيها رجلا علمه الاسم الأعظم فدعا به ، فرأى الخضر ، وقال إنما علمكأخي داود .
اسم الله الأعظم ليس كمايصوره هؤلاء أنه شيء مخفي غيبي هم فقط الذين يعلمون طريق الوصول إليه ، ولكن أسماءالله كلها حسني وكلها عظمي ، وقد وصف الله أسماءه بالحسنى في أربعة مواضع من القرآنالأول في سورة الأعراف ( وَلِلهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواالذِينَ يُلحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) والثاني في سورة الإسراء ( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَاتَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى ) والثالث في سورة طه ( وَإِنْ تَجْهَرْبِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُالأَسْمَاءُ الحُسْنَى ) والرابع في سورة الحشر ( هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُالمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِوَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) (الحشر:24) .
ووجه الحسن في أسماء الله أنها دالة على ذات الله ،فكانت حسنى لدلالتها على أحسن وأعظم وأقدس مسمى وهو الله عز وجل ، فهي بالغة فيالحسن من جهة الكمال والجمال ، ( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ والإكرام ) (الرحمن:78) فلله ولأسمائه منتهى العظمة والجلال ، وذلك لأن أسماءه متضمنة لصفاتهالكاملة التي لا نقص فيها بحال من الأحوال ، فاسم الله الحي متضمن للحياة الكاملةالتي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال ، الحياة التي تستلزم كمال الصفات من العلموالقدرة والسمع والبصر ، واسمه العليم متضمن للعلم الكامل الذي لم يسبق بجهل ولايلحقه نسيان قال الله تعالى : ( قَالَ عِلمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لايَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى ) (طه:52) وهو العلم الواسع المحيط بكل شيء جملةوتفصيلا سواء ما يتعلق بأفعاله أو أفعال خلقه قال الله تعالى : ( وَعِنْدَهُمَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّوَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِيظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (الأنعام:59) ، واسمه الرحمن متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسول الله صليالله عليه وسلم :
( اللّهُ أرحمُبعبادِه من هذهِ بولَدِها ) ، وذلك أن أمرة وقعت في السبي ففقدت صبيها وتضررتباجتماع اللبن في ثديها ، فكانت إذا وجدت صبيا أرضعته ليخفف عنها ، فلما وجدت صبيهابعينه أخذته فالتزمته ، فألصَقَتْه ببَطنها وأرضَعَتْه ، يقول عمر بن الخطاب رضيالله عنه : فقال لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أتُرَونَ هذهِ طارحةً وَلدَها فيالنار ؟ قلنا: لا ، وهي تَقدِر على أن لا تَطرَحهُ ، فقال : اللّهُ أرحمُ بعبادِهمن هذهِ بولَدِها .
واسم الله الرحمنكما أنه متضمن للرحمة الكاملة فإنه متضمن أيضا للرحمة الواسعة التي قال الله عنها : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُل شَيْءٍ ) ، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين : ( الذِينَيَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْوَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلشَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلماً فَاغْفِرْ لِلذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَوَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ ) (غافر:7) .
وجميع الأسماء حسنى وعظمى على اعتبار ما يناسبها منأحوال العباد ، فاسم الله الأعظم في حال الفقر الغني ، وفي حال الضعف القوى ، وفيحال الجهل العليم ، وفي حال السعي والكسب الرزاق ، وفي حال الذنب التواب الغفورالرحيم ، وفي حال الحرب وقتال العدو فنعم المولى ونعم النصير ، وهكذا كل اسم هوالأعظم في موضعه ، على حسب حالة العبد وما ينفعه ، والله عز وجل أسماؤه لا تحصى ولاتعد ، هو الوحيد الذي يعلم عددها ، كما ورد من حديث ابن مسعود في صحيح بن حبان ، أنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلتَهُفِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلقِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِفِي عِلمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ ) لكن الله عز وجل من حكمته أنه يعطي كل مرحلة منمراحل خلقه ، معرفة ما يناسبها من أسمائه وأوصافه ، وتظهر فيها دلائل كماله وجمالهوجلاله ، ففي مرحلتنا مرحلة الابتلاء ، مرحلة الدنيا وما فيها من شهوات وأهواء ،وحكمة الله في تكليفنا بالشرائع والأحكام ، والحلال والحرام ، في هذه المرحلة عرفناالله بجملة من أسمائه تتناسب مع متطلباتنا وعلاقتنا بالله ، فقال صلى الله عليهوسلم : ( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) .
فالحياة لما كانت دار للابتلاء ومحلا للبلاء ، الناسفيها مختلفون آجالا وأرزاقا ، ألوانا وأخلاقا ، منهم الغني والفقير ، الصحيحوالعليل ، الأعمى البصير ، الجاهل والخبير ، منهم الجبار والذليل ، القوى والضعيف ،الغليظ واللطيف ، منهم الظالم والمظلوم ، والحاكم والمحكوم ، المالك والمعدوم ،منهم الكاذب والصادق ، المخلص والمنافق ، إلى غير ذلك من أنواع الأخلاق وتنوعالأرزاق ، واختلاف السلوك ، وابتلاء ملك الملوك ، لما كانت الدنيا كذلك ، كانت حكمةالله في تعريف الخلائق ، بما يناسبهم من أسمائه فالمذنب إن أراد التوبة سيجد اللهتوابا رحيما عفوا غفورا ، والمظلوم سيجد الله حقا مبينا ، حكما عدلا وليا نصيرا ،والضعيف سيجد الله قويا قديرا ، والمقهور سيجد الله عزيزا جبارا ، والفقير سيجدالله رزاقا كفيلا وكيلا ، وهكذا سيجد العباد من الأسماء ما ينسب حاجتهم ومطالبهم ،فالفطرة اقتضت أن تلجأ النفوس إلى قوة عليا عند ضعفها ، وغينا أعلى عند فقرها ،وتوابا رحيما عند ذنبها ، وسميعا بصيرا قريبا مجيبا عند سؤالها ، ومن هنا كانت لكلمرحلة ما يناسبها من أسما الله وصفاته ، ألا ترى أنه في البدء عندما أسكن الله آدموحواء في جنة الابتلاء ، فأكلا من الشجرة وانكشفت العورة وتطلبت الفطرة مخرجا وفرجا، وكان الفرج والمخرج في أسما الله التي تناسب حالهما وتغفر ذنبهما ، فعلمه اللهكلمات ، ما هي هذه الكلمات ؟ أسماء لله وصفات ، علمه أن يدعوه باسمه التواب الرحيم، ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَالتَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (البقرة:37) أَي تَعَلمها ودعا بها ( قَالا رَبَّنَاظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَالخَاسِرِينَ) (لأعراف:23) .
وعندالبيهقي من حديث أنس في قوله عز وجل : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍفَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) قال : سبحانك اللهم وبحمدكعملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملتسوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملتسوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
فطالما أن الدنيا للابتلاء فإن الله قد عرفنا بمايناسبهما ويناسبنا من الأسماء ، وهذه الأسماء ربما لا ينفع الدعاء بها في مرحة أخريكمرحلة الآخر ، فلو دعا الكافرون والمشركون ربهم يوم القيامة باسمه الغفور التواب ،أن يغفر لهم ويرحمهم من العذاب لما استجيب لهم ، لأن كل مرحلة لها ما يناسبها منالحكم وإبداء الأسماء ، ولذلك فإنه عند مجيء الحق للفصل بين الخلق يوم القيامة ،يغضب غضبا شديدا لم يَغضَبْ قبلَه مثله ، ولن يَغضبَ بعدَهُ مثلَه ، فيبلُغُ الناسَمن الغمِّ والكَرَبِ ما لا يُطيقون ولا يَحتمِلون ، فيبحثون عن شفيع لكن الأنبياءيتخلفون ، إلا صاحب المقام المحمود ، يقول أنا لها عندها ، كما ورد في صحيح البخاريومسلم يقول :
( فأنطِلقُ ، فآتي تحتَالعرش فأقَعُ ساجِداً لربي عزَّ وجل، ثمَّ يَفتح اللهُ عليَّ من مَحامِدِه وحُسنِالثناءِ عليهِ شيئاً لم يَفتحْهُ على أحدٍ قبلي ، ثم يُقال : يا محمد ، ارفَعْ رأسك، سَل تُعطَهْ ، واشفعْ تُشَفع ) وتلك المحامد كما ذكر ابن القيم ذكر لله ودعائهبأسماء وصفات لم يعرفها لأحد من خلقه .
فأسماء الله كلها حسنى وكلها عظمى على اعتبار ما يناسبهامن أحوال العباد ، كابتلاء لهم في الاستعانة بالله والصدق مع الله ، والخوف منهوالرغبة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من معاني توحيد العبودية لله ، حتى يجتهدالعباد في الطاعة ويسارعون في الخيرات ، والنبي صلى الله عليه وسلم أيضا لم يبينالتسعة والتسعين اسما على وجه العد والتفصيل ، للاجتهاد في البحث والتحصيل ، فذلكلحكمة بالغة ، وأنوار ساطعة ، أن يطلبها الناس ويتحروها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترفع الدرجات وتتفاوت المنازل في الجنات ، فيلزم لحفظها إحصاؤها واستيفاؤها ، ثم الإحاطة بمعانيها ، والعمل بمقتضاها ، ثم دعاء الله من خلالها ، وحسن المراعاة لأحكامها
منقووووول من
موقع فضيلة الشيخ د/ محمود عبد الرازق الرضواني

دار
جزيتي الجنة يا حبيبة على النقل
لا حرمتي الاجر
ياغالية
دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.