السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك صنف من البشر أطلق لسانه بالحديث عن كل شيئ وأرهف سمعه لكل ما يقال وازداد غيا بأسئلة لا ذوق فيها ولا احترام
يقضي وقته بثرثرة تضجر النفوس القويمة من ألفاظها الكثيرة ومعانيها القليلة ولا يتغنى بها إلا نفوس يتأجج باطنها ضيقا وتعمى بصيرتها بسوداوية التصرف والتقدير
حالهم رمي لسهام من بلبلة وإشاعات وغيبة ونميمة ومصابهم الجلل الذي قد لا يدركونه أن أحاديثهم بلا هدف عظيم يرمون إليه ويبتغون وصاله كلماتهم كما الداء تذبل فيه القلوب وتتكدر فيه صفاء النفوس بلا معنى 00 واثبات
ولا ترم بالأخبار من غير خبرة 000 ولا تحمل الأخبار عن كل خابر
اصعد بمرتبة حديثك واجعل فوك بلسما نقيا ببيان وحق ولا تكن مزمارا ومجرد صدى تنفر منه وتستهجنه القلوب وإن أظهرت للحظات طربها بك !
فما أسرعها من لحظات تنجلي ليعقبها توجس منك خوفا !
اجعل أحاديثك تفوح ببشائر من خير واشحذ همتك بها فالضير كله إن اقتصرنا الفعالية في نشر السلبيات فقط وإن لم يكن وتؤمن بأنك لا تستطيع تغيير ما اعتدت عليه فطاب الصمت من حديث ونعم الإنصات من واجب
وفي الكلام ونهجه قال الشافعي – رحمه الله – :
{ إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى تظهره }
انظر لنفسك ومن حولك وتساءل وأنصت بصدق لبصيرتك كم من الأحاديث الخواء التي تساءل الآخرون عنها ونطقوا بها فأنزلتهم في دركات النزل من سخط وعجب ونفور !
اعتبر منها وكن بعيدا عنها وهذب هواك وليكن الكلام الحسن درعك الواقي ووقودك الذي تنطلق به لتعانق به أنوار السعادة في دنياك وأخراك
إن للكلام لحنا يفهمه أرباب الذوق
متميزة دااااااائما
جزاكي الله كل خير علي موضوعك الرائع