إعطاء الدواء المذيب للجلطة الدموية قد يكون ضاراً قبل القسطرة المخصصة لتوسيع الشريان
الممارسة الطبية السائدة بإعطاء الدواء المذيب للتجلط الدموي داخل الشرايين التاجية قبل إجراء توسيع للشريان بالقسطرة، ربما كان تصرفاً طبياً غير سليم. هذا ما تشير إليه دراسة للباحثين من بلجيكا تم عرضها ضمن فعاليات مؤتمر مجمع القلب الأوروبي الذي عقد أوائل هذا الشهر في العاصمة السويدية استوكهولم. وبعد متابعة آثار إعطاء دواء من نوع «تي كي أن» الفعال بشكل سريع في تحلل السد الشرياني لدى المصابين بجلطة حديثة في القلب قبل إجراء القسطرة لهم بغية فتح الشريان المسدود، تبين أن هذا البروتوكول العلاجي يزيد من نسبة المضاعفات وتحديداً نسبة الوفيات. ولدراسة مهمة للغاية بحسب وصف الدكتور وليم ويجنز أحد رواد أطباء القلب العالميين في توسعة الشرايين الذي قال ان الدراسة الطبية توصف بأنها عظيمة الفائدة حينما تعطي إجابة غاية في الوضوح لسؤال مطروح بين الأطباء حول مدى أمان الممارسة الطبية العلاجية المعمول بها أو التي تطرح أسئلة تفتح آفاقاً جديدة للبحث، وهذا بالضبط ما قدمته هذه الدراسة الجديدة.
علاج الجلطة
* علاج جلطة القلب أمر غاية في الأهمية لأن الطريقة الصحيحة في العلاج هي التي تقلل من نسبة المضاعفات والوفيات، وبحث أطباء اليوم ما زال يدور حول الأفضل. حينما تصيب أحداً من الناس جلطة في القلب فإن هذا ينتج عن سد الشريان بجلطة دموية، ولا داعي لالتباس أمر جلطة القلب بجلطة الدم في الشريان فكلاهما يحصلان معاً، احداهما وهي جلطة الدم في الشريان تؤدي إلى الأخرى أي جلطة عضلة القلب.، والأولى ان يوصف ما يحصل في القلب بالنوبة القلبية لكن غالب وصف الناس هو استخدام كلمة جلطة القلب. المهم هنا هو أن جلطة القلب يقصد بها أن جزءاً من عضلة القلب توقف تزويده وإمداده بالدم اللازم لحياته، وسبب التوقف هنا هو أن الشريان المغذي لهذه العضلة قد حصل فيه انسداد نتيجة تكون جلطة دموية على هيئة كتلة تمنع مرور الدم. الإصابة بجلطة القلب أو النوبة القلبية تعني التعرض لأنواع من المضاعفات ذات الخطورة العالية على الحياة بما لا يمكن مقارنته بأي نوع آخر من الأمراض، فهي السبب الأول للوفيات في العالم بلا منازع حتى اليوم. وأكثر الوفيات تحصل في الأيام والشهور الأولى، ونسبة حصولها تعتمد بالدرجة الأولى على أسلوب علاجها في الساعات الأولى. وأحد الأساليب العلاجية هو إزالة السد الذي أصاب الشريان والذي أدى إلى جلطة القلب. وتتم إزالة السد إما عبر دواء يذيب الجلطة الدموية أو عبر بالون ينفخ داخل الشريان أثناء القسطرة ليفتح مجرى الدم. الدراسات أثبتت أن فتح الشريان أفضل ما يكون حينما يتم في أول ثلاث ساعات من حصول الجلطة، أما بعدها فالعلاج المذيب للجلطة دون توسيع الشريان بالقسطرة هو الأفضل, ولا تجري عملية فتح سد الشريان إلا في حالات محددة بعد هذه الثلاث ساعات كأن يستمر ألم الصدر ولا تفلح الأدوية في تخفيفه، أو أن الألم عاود الكرة بعد أن زال أو أن حالة المريض تدهورت إلى حد الإصابة بحالة الصدمة، أي انخفاض ضغط الدم بما يهدد الحياة حتماً. مسألة الوقت مهمة في شؤون أمراض القلب ولا مجال للتهاون فيها، لكن ليس كل المرضى يأتون مبكراً إلى المستشفى بعد الإصابة بالجلطة وإذا أتوا ضمن هذه الثلاث ساعات إلى مستشفى تتوفر فيه وسائل إجراء القسطرة من مختبرات وأطباء وممرضين فإن توسيع الشريان بالقسطرة يتم لهم على رأي كثير من أطباء القلب، لكن ليس كل المستشفيات تتوفر فيها وسائل إجراء قسطرة القلب، لذا فحينما يأتي المريض إلى قسم الإسعاف يعطيه الأطباء الدواء المذيب للجلطة إلى حين نقله إلى مستشفى يتمكن الأطباء فيه من إجراء توسيع للشريان بالقسطرة, بينما بعض أطباء القلب يفضل نقلهم بعد استقرار وضعهم وإعطائهم الأدوية اللازمة دون إعطاء هذا الدواء المذيب للجلطة الدموية بالذات. هذا الاختلاف في البروتوكول العلاجي أي إعطاء الدواء المذيب للجلطة كعلاج أو عدم إعطائه قبل توسعة الشريان هو ما تدندن حوله الدراسة.
جزاك الله خير الجزاء
سلمت الأيادي ورفع الله قدرك
وأعلا شأنك
سلمت لنا على الطرح الرائع
حفظك الله ورعاك
وجزاك الله خير حبيبتى
ولاحرمنا مواضيعك المميزة
بارك الله فيكن