أسمائه صلى الله عليه وسلم وكلها نعوت ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة
من [ ص: 85 ] صفات قائمة به توجب له المدح والكمال
فمنها محمد وهو أشهرها وبه سمي في التوراة صريحا
المقصود أن اسمه محمد في التوراة صريحا بما يوافق عليه كل عالم من مؤمني أهل الكتاب
ومنهاأحمد وهو الاسم الذي سماه به المسيح لسر ذكرناه في ذلك الكتاب
و المتوكل
والماحي
والحاشر
والعاقب
والمقفي
لكن ينبغي أن يفرق بين الوصف المختص به أو الغالب عليه ويشتق له منه اسم
وبين الوصف المشترك فلا يكون له منه اسم يخصه
[ ص: 86 ] وقال جبير بن مطعم : سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء
فقال :
( أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، والعاقب الذي ليس بعده نبي )
فهو مختص بكماله دون أصله
وأما إن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم تجاوزت أسماؤه المائتين
وان تحشرنا مع خير الخلق مُحمد صلى الله عليه و سلَّم
شكــرا جزيلا وجعلة الله في ميزان حسناتك عزيزتي
تحيتي ومودتي 🙂
رائع ما قدمت لنا
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
جهد مميز
سلمت يمنياك وجعله في موازين حسناتك
تقبلي اعجابي وتقييمي
نشيد عن اسماء الرسول " صلى الله عليه وسلم "
http://www.safeshare.tv/w/xmhFgokwDL
موضوع رراائع
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد
تقبلي تقييمي واعجابي
جزاك الله خير الجزاء.. بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
تقبلي مروري وتقيمي
مثل : أحمد ، والصديق ، والأمين . وإن لم يكن الأمر كذلك فمن ذا الذي قال بهذا الأمر ونشر تلك الأفكار ؟ أرجو أن تعطوني دليلا من القرآن والسنة .
جزاكم الله خيرا .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ثبت في الكتاب والسنة بعض الأسماء الصريحة للنبي صلى الله عليه وسلم ،
فقد سمي في القرآن الكريم بـ : " محمد "، و " أحمد "،
وجاء في أحاديث صحيحة أنه له أسماء عدة ، هي:
( إِنَّ لِي أَسْمَاءً : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ )
البخاري (4896) ومسلم (2354)
وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ:
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمِّي لَنَا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ :
أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَالْمُقَفِّي ، وَالْحَاشِرُ ، وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ ، وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ )
رواه مسلم (2355) .
وفي بعض الأحاديث ما ظاهره تحديد عدد الأسماء ،
ففي صحيح البخاري (3532) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ : أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ، وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي ، وَأَنَا الْعَاقِبُ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
وَالَّذِي يَظْهَر أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ لِي خَمْسَة أَسْمَاء أَخْتَصّ بِهَا ، لَمْ يُسَمَّ بِهَا أَحَد قَبْلِي , أَوْ مُعَظَّمَة ، أَوْ مَشْهُورَة فِي الْأُمَم الْمَاضِيَة , لَا أَنَّهُ أَرَادَ الْحَصْر فِيهَا .
وَقِيلَ : الْحِكْمَة فِي الِاقْتِصَار عَلَى الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة فِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّهَا أَشْهَر مِنْ غَيْرهَا مَوْجُودَة فِي الْكُتُب الْقَدِيمَة وَبَيْن الْأُمَم السَّالِفَة .
انتهى . مختصرا .
ثانيا :
صنف العلماء في جمع أسماء النبي صلى الله عليه وسلم مصنفات كثيرة ،
تزيد على الأربعة عشر مصنفا ، وخصص المصنفون في السير والشمائل أبوابا لبيان أسمائه صلى الله عليه وسلم ، كما فعل القاضي عياض في " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " (1/228) في "
فصل في أسمائه صلى الله عليه وسلم وما تضمنته من فضيلته "
انتهى.
وأفرد لها الحافظ ابن عساكر بابا في " تاريخ دمشق "
قال العلامة بكر أبو زيد رحمه الله :
" أُلِّف في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عدة مؤلفات ، وفي " كشف الظنون " و "ذيليه " تسمية أربعة عشر كتاباً ، كما في " معجم الموضوعات المطروقة في التأليف الإسلامي " للشيخ عبد الله بن محمد الحبشي اليماني (ص/ 435 – 436) وهي : لابن دحية ، والقرطبي ، والرصاع ، والسخاوي ، والسيوطي ، وابن فارس . وغيرهم .
وتبحث مستفيضة في كتب السير ، والخصائص النبوية ، والشروح الحديثية ، كما في " عارضة الأحوذي " (10/281)، وقد طبع منها : " الرياض الأنيقة في شرح أسماء خير الخليقة " للسيوطي . " انتهى.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/361)
ثالثا :
وقد اختلف العلماء في أسماء كثيرة ، هل تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو لا ،
فأدى ذلك إلى اختلافهم في تعداد هذه الأسماء .
وقد كان من أهم أسباب الخلاف أن بعض العلماء رأى كل وصف وُصف به النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم من أسمائه ، فعد من أسمائه مثلا :
الشاهد ، المبشر ، النذير ، الداعي ، السراج المنير ،
وذلك لقوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا . وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ) الأحزاب/45-46.
في حين قال آخرون من أهل العلم : إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" بعض هذه المذكورات صفات ، فإطلاقهم الأسماء عليها مجاز " انتهى.
" تهذيب الأسماء واللغات " (1/49)
ويقول السيوطي رحمه الله :
" وأكثرها صفات " انتهى.
" تنوير الحوالك " (1/727)
يقول العلامة بكر أبو زيد رحمه الله :
" جعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسماً ، وجعل منها نحو سبعين اسماً من أسماء الله تعالى .
وعد منها الجزولي في " دلائل الخيرات " مائتي اسمٍ .
وأوصلها ابن دحية في كتابه " المستوفى في أسماء المصطفى " نحو ثلاثمائة اسم .
وبلغ بها بعض الصوفية ألف اسم فقال :
لله ألف اسم ، ولرسوله صلى الله عليه وسلم ألف اسم "
انتهى.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/361)
فيقال : في هذه الأعداد كثير من المبالغات ،
والصحيح أن أسماءه صلى الله عليه وسلم أقل من ذلك بكثير ،
ولا يجوز اعتبار كل وصف ثبت له في الكتاب والسنة من أسمائه الأعلام ،
فضلا عن أن أسماءه توقيفية ، لا يجوز الزيادة عليها بما لم يرد في الكتاب والسنة الصحيحة.
يقول العلامة بكر أبو زيد رحمه الله :
" الذي له أصل في النصوص إما اسم ، وهو القليل ، أو وصف ، وهو أكثر ، وما سوى ذلك فلا أصل له ، فلا يطلق على النبي صلى الله عليه وسلم حماية من الإفراط والغلو ، ويشتد النهي إذا كانت هذه الأسماء والصفات التي لا أصل لها فيها غلو ، وإطراء ، وهذا القسم هو الذي يعنينا ذكره في هذا " المعجم " للتحذير من إطلاق ما لم يرد عن الله ولا رسوله ، وهي كثيرة جداً ،
ومظنتها كتب الطُّرقية والأوراد والأذكار البدعية ، مثل :
" دلائل الخيرات " للجزولي ، ومنها : أحيد . وحيد . منح . مدعو . غوث . غياث . مقيل العثرات . صفوح عن الزلات . خازن علم الله . بحر أنوارك . معدن أسرارك . مؤتي الرحمة . نور الأنوار . السبب في كل موجود . حاء الرحمة . ميم الملك . دال الدوام . قطب الجلالة . السر الجامع . الحجاب الأعظم . آية الله .
وقد كانت هذه الأسماء يطبع منها ( 99 ) اسماً في الغلاف الأخير للمصحف ، ويثبت في غلافه الأول
( 99 ) اسماً من أسماء الله تعالى ، وذلك في الطبعة الهندية ، ولشيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : فضل في التنبيه على تجريد القرآن منها ،
فجرد منها ، جزاه الله خيراً . وهي أيضاً مكتوبة على الحائط القبلي للمسجد النبوي الشريف ،
وفَّق الله من شاء من عباده لتجريد مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يرد عنه والله المستعان .
وبعد هذا وقفت على كلام في غاية النفاسة ، ورد فيه الخاطر على الخاطر – فلله الحمد وحده – وذلك للعلامة اللغوي ابن الطيب الفاسي في " شرح كفاية المتحفظ " لابن الأجدابي فقال ص/ 51 ما نصه :
ثم – أي مؤلف كفاية المتحفظ – وصفه – أي وصف النبي صلى الله عليه وسلم – بما وصفه الله تعالى به في القرآن العظيم من كونه خاتم النبيين سيْراً على جادة الأدب ؛ لأن وصفه بما وصفه الله به – مع ما فيه من المتابعة التي لا يرضى صلى الله عليه وسلم بسواها – فيه اعتراف بالعجز عن ابتداع وصف من الواصف ، يبلغ به حقيقة مدحه – عليه الصلاة والسلام – ، ولذا تجد الأكابر يقتصرون في ذكره – عليه السلام – على ما وردت به الشريعة الطاهرة كتاباً وسنة ، دون اختراع عبارات من عندهم في الغالب " انتهى باختصار.
" معجم المناهي اللفظية " (ص/362-363)
والله أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
بارك الله فيكِ