أخوك أم صديقك *كرسي الصحبة الصالحة*
الصدق فضيلة من أجل الفضائل
وصف الله تعالى بها أنبياءه ورسله ونراه تعالى يقول في أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام :
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
( مريم : 41 )
وقال عن ابنه اسماعيل :
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا ,
كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا
( مريم : 54- 55 )
وقال في إدريس عليه السلام :
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
( مريم : 56 )
ثم قال :
فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا
( النساء : 69 )
وقال تعالى :
وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ
( الحديد : 19 )
ولقد اصطفى الله تعالى أنبياءه ورسله وجمعهم في إطار الصدق والامانة والتبليغ
وكان سيدنا محمد صلَّ الله عليه وسلم قبل أن يرسله ربه :
شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا
( الأحزاب : 45- 46)
كان معروفًا بين قومه بأنه الصادق الأمين ,
ومن الحق بمكان أن الأخوة في الله عز وجل من أجَّل الصفات وأشرف السجايا
والله تعالى يقول :
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ.
( الحجرات : 10)
ولقد كان عبدالله بن أبي قحافة أبو بكر رضى الله عنه تعالى أول الناس إسلامًا وأعظمهم إيمانًا ,
وكان النبي صلَّ الله عليه وسلم يغضب ممن يمسه بمكروه
ويقول : هل أنتم تاركو لي صاحبي .
كان رضوان الله عليه يلقب بالصديق ,
وحسبنا أن نذكر أنه يوم قال له أبو جهل عقب آيتي الإسراء والمعراج
أعلمت ما قال صاحبك : إنه يزعم أنه جاء بيت المقدس وعاد منه في ليلة ,
فقال رضوان الله عليه في قوة المؤمن :
" إن كان قد قال لقد صدق "
وما بعجيب أن يقول ذلك فهو الذي عرف رسول الله صلَّ الله عليه وسلم
من كثرة ما كان يصاحبه في رحلتي الشتاء والصيف ,
وكان يعرف حقيقة أن قريشًا اختصمت في أمر من يضع الحجر الأسود
في مكانه الذي هو فيه بعد أن أصاب الكعبة من عطب وفساد
وكانت كل قبيلة تريد أن يكون لها شرف ذلك العمل !!
وأخيرًا تم رأيهم على أن يُحَكِّمُوا أول داخل عليهم ,
وكان أول الداخلين محمد بن عبدالله قبل أن يُصطفى ,
فقالوا هذا هو الصادق قد رضيناه حكمًا ونزلوا على رأيه
الذي سلمت به أرواح وحقنت به دماء !
ولقد كان قابيل وهابيل أخوين من أبي البشر آدم وحواء عليهما السلام
ولم يكن في الوجود إلا هذه الأسرة التي كانت حواء فيها أم البشرية
تلد في البطن الواحدة ذكرًا وأنثى وكان حكم الله عز وجل يومئذ ضرورة
حياة أن يتزوج الذكر في البطن الأولى من الأنثى في البطن الثانية ,
وتتزوج الأنثى في البطن الأولى من الولد في البطن الثانية ,
وخالف قابيل عن أمر ربه وأراد أن يتزوج البنت التي معه لأنها
كانت أحظى في عينه من أختها في البطن الأخرى ولكن الله تعالى
أوحى إلى آدم أن يقرب كل منهما قربانًا فأيهما قبل الله عز وجل
قربانه كان أحق بحكم الله عز وجل , وقبل الله قربان هابيل
دون أخيه قابيل فحقد قابيل على هابيل وقال له لأقتلنك
, والقصة يجلوها قول الله تعالى :
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا
وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٢٧﴾
لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ
إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٨﴾إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي
وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴿٢٩﴾
فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٣٠﴾
فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ
قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ
أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴿٣١﴾
( المائدة :27-31 )
ويا ضلة الإنسان يحقد ولا يستبين الحقيقة إلا بعد فوات الأوان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
مما قرأت لفضيلة الشيخ : معوض عوض ابراهيم
غير منقول