أختي الحبيبة ألا يستحق أطفالك أباً ملتزماً يدفعهم لتقوى الله؟
أختي الحبيبة ألا يستحق أطفالك أباً ملتزماً يدفعهم لتقوى الله؟
أختي الحبيبة ألا يستحق أطفالك أباً ملتزماً يدفعهم لتقوى الله؟
بين الحلم الجميل والواقع بقسوته بون كبير، وعلى الرغم من ذلك لا بد أن يعاش الواقع بكل تفاصيله الصغيرة وأحزانه الكبيرة المرهقة،
ويتراءى الحلم بين الفينة والأخرى كطيف جميل نستشرفه بقلوبنا ويمنحنا لحظات من الراحة ثم يمضي..
القليل منا فقط من يستطيع أن يمسك بأحلامه حتى لا تتفلت من يديه
وأقل منهم من يستطيع تحويل خسائره إلى مكاسب وواقعه إلى درجة قريبة من حلمه.
تحلم كل فتاة بفارس الأحلام برجولته وشهامته ونبل أخلاقه وقوة شخصيته
وأما كل فتاة ملتزمة متدينة فترى أن كل صفات الفارس لن تتحقق إلا إذا كان ملتزماً بحق متدين عن عمق
وربما تلخصت كل الصفات الجسدية والشكلية لفارسها في التزامه بالهدي الظاهر في اللباس واللحية ونحو ذلك.
ولكن هذا الحلم البسيط قد لا يتحقق دائما، فنظراً لظروف اجتماعية واقتصادية معقدة
قد تمر أجمل السنوات في انتظار الفارس الذي لا يأتي فيكون أمام الفتاة الملتزمة
خياران أحلاهما مر، فإما مواصلة الانتظار المر وتحمل لقب عانس ونظرات الشفقة من أقرب الأقربين
وإما الموافقة على أي عريس يتقدم حتى لو لم يكن ملتزماً واللحاق بركب المتزوجات مع أمل خافت بأنه قد يتغير ويلتزم و…
لكن الذي يحدث بعد ذلك أن الأغلبية من هذه العينة من الأزواج لا يلتزمون، فتعيش الفتاة الملتزمة حياة تنغصها المشكلات
وقد يتراجع بعضهن عن التزامها تماشياً مع الجو الذي تعيش فيه ويبقى الالتزام كذكرى جميلة ماضية
أو مجرد زي وهيئة دون جوهر أو مضمون، فهل من حل لهذه الأزمة التي يعيشها كثير من الفتيات والنساء؟
لكيلا تلومين نفسك بعد ذلك فلابد أن تفكري جيدا إذا جاءك من ترضين دينه وخلقه
ووقفت ظروفه المادية أوالاجتماعية كحائل دون القبول الكامل،
فقد تندمين طويلاً على رفضك لإنسان كان سيأخذ بيدك للارتقاء لأنه لن يوفر لك مستوى الحياة الذي تعيشه أخواتك وصديقاتك
وتذكري جيدا أن الإنسان الكامل لم يوجد بعد وأن لكل إنسان نقائصه
وأن تكون النقيصة في أمر المال أفضل كثيرا من أن تكون النقيصة في أمر الخلق.
لكن إذا لم يتقدم إلا غير الملتزم فماذا تفعلين؟
مبدئياً فغير الملتزم كلمة واسعة جدا تحمل تحت طياتها ألوان الطيف
فقد يكون هذا الشخص لا ينتمي لنفس المدرسة الفكرية التي تنتمي إليها أنت ولكن مرجعيته مثلك تماما ألا وهي الإسلام
ولكنكما مختلفان في بعض الجزئيات الفرعية،
فهذا الرجل لا نستطيع وصفه إلا بأنه ملتزم مع وجود الخلاف وحتى لو كانت أدلتك أنت أقوى فلابد من أدب الخلاف
بحيث لا تتحول حياتك معه إلى حالة حرب وسجال تتسرب منها المودة والرحمة،
وأهمس في أذنك أن تشكري الله عز وجل عليه فأنت لست في مشكلة حقيقية واقرئي دائماً في أدب الخلاف
ولتكن قاعدتك المفضلة "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه".
نأتي للرجل غير الملتزم حقيقة..
هناك خطوط حمراء فلا تقربيها، فإذا كان الرجل مضيعاً للصلاة فلقب عانس أرحم من الجحيم الذي ستعيشينه مع رجل من هذه النوعية
حتى لو كان يبدو دمث الخلق رقيق الحاشية فحياتك معه ستكون فتنة حقيقية.
وما بين ذلك وذاك نوعيات كثيرة من الرجال ولكل حالة ظروفها وملابساتها فلا تتعجلي في القرار فليس كل عيب تستطيعين التعايش معه
أو تغييره، فرجل يعمل بالربا سينفق عليك من أموال حرام ورجل يتعاطى المخدرات هو رجل غير أمين ولا يحمل من الرجولة غير اسمها .
ولكن ماذا تفعلين بعدما تتخذين القرار بالزواج من أحدهم بعدما وجدتي أن به وجوه خير كثير وأخلاقه جيدة على الرغم من تكاسله عن كثير
من الطاعات واقترافه لبعض المحرمات..
ماذا تفعلين كي تتمثلي مقولة أن أسعد امرأة ليست هي التي تزوجت بأفضل رجل ولكنها تلك التي صنعت من الرجل الذي وجدته أفضل الرجال.
*أولا: لا بد لك من الاستعانة بالله تعالى، فالقلوب بين يديه سبحانه..
قومي بالدعاء في السجود وفي ثلث الليل الأخير حيث يستجاب الدعاء.. ألحي في الدعاء لزوجك بالهداية ولا تملي الدعاء أبداً..
تعبدي بالدعاء: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} غافر:6
لا تستهيني ابدئي بالدعاء فهو سلاح المؤمن وصانع المعجزات وتذكري أن الهداية هي أولا وأخرا منحة ربانية ومهما كنت داعية ناجحة
ومهما أوتيت من قوة البراهين والأدلة فإنه إذا كانت القلوب مغلقة فلن تستطيعي فعل شيء، فليكن دعاؤك لزوجك أن يهدي الله قلبه.
*ثانياً: كوني له نعم الزوجة.. حببي إليه الالتزام بحسن سلوكك وخلقك.. بأفعالك لا بأقوالك.. لا تعامليه أبدا بالمثل..
احفظي له مكانته كزوج فلا ينبغي أن تشعريه أبدا أنه في وضع المتعلم وأنك أنت في وضع المعلم كوني ذكية وحساسة
واجعلي رسائلك لطيفة وغير مباشرة.. تذكري أن أسلوب الإيحاء له أثر عظيم على سلوكنا،
ففارق عظيم بين أن تشكر الزوجة زوجها على هدية بسيطة قدمها وتوحي له بأنه رجل كريم اليد وكريم النفس أن تذكرها بهديته
فيتمثل خلق الكرم حقيقة، وبين أن تقول الزوجة لزوجها أخيرا تذكرتني بهدية ونظراتها توحي بأنها هدية لا تستحق حتى الشكر،
فتكرس لديه سلوك البخل والأنانية التي حاول أن يتمرد عليها بهديته البسيطة هذه..
فالاحتفاء بالجهود البسيطة يولد جهوداً أضخم بعون الله.
*ثالثاً : لا تنتقديه أبدا أمام الناس ولا تفشي عيوبه حتى لأقرب الأقربين ولو من باب التنفيس كما تفعل بعض الزوجات..
فليكن سلوكك على العكس تماما، اذكريه دائما بالخير في حضوره وغيابه..
لا أقصد بالطبع أن تكذبي ولكنك لن تعدمين صفات جميلة فيه أو محاولات طيبة منه لتملك هذه الصفات،
اعتبري هذه المحاولات حقائق سلوكية ثابتة وتعاملي معه على هذا الأساس امتدحيه أمام أهلك وأمام أهله..
امتدحيه بتلقائية ودون تكلف ستجدي أنك ملكت قلبه
وستجدي أنه يحاول تقديم النموذج الأفضل وأنه تمثل جيداً الصورة التي وضعتيه فيها.
وأخيراً أقول لك هو ليس بالجهد الهين ولكن سلعة الله غالية،
وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولئن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" رواه البخاري.
فما بالك وهذا الرجل هو زوجك وهداه ثروة لك ولأبنائك بعد ذلك،
ألا يستحق أطفالك أباً ملتزماً يدفعهم لتقوى الله؟
بلى يستحقون، لذلك لا تستخسري جهدك لكسب زوجك،
ولتكن هذه معركتك التي تبذلين فيها كل الجهد كي تكسبينها .
أختي الحبيبة ألا يستحق أطفالك أباً ملتزماً يدفعهم لتقوى الله؟
أختي الحبيبة ألا يستحق أطفالك أباً ملتزماً يدفعهم لتقوى الله؟
أختي الحبيبة ألا يستحق أطفالك أباً ملتزماً يدفعهم لتقوى الله؟
فعلا طرح مميز جدااا
تسلمي ياحلوة
جزاك الله كل خير
تقبلي حبي وتقييمي ياعسل
جزاك الله خير الجزاء
احسنتِ الاختيار
سلمت يمنياك على الطرح
مع تقييمي لك
تقبلي تقييمي قبل ردي
ومروري وحبي وودي
وعطري وجنات وردي