彡 أبشر بخير يوم مر عليك 彡
كلنا له أمنيات يتمنى تحقيقها وأحلام وردية
يسعى لأن يجعلها حقيقة على أرض الواقع ،
فبعضنا حلمه زوج صالح تقضي معه بقية عمرك ،
وآخر يتطلع إلى منصب اداري كبير ،
وثالث يتمنى أن يجد بيتا يستره وعائلته ،
ورابع يسعى لكسب المال من هنا وهناك وربما لم يبال
أكان من حلال أو حرام "والعياذ بالله"
وخامس … وسادس …
" إن سعيكم لشتى " لكل يسعى لما يحلم به …
✿✿✿
ولكن هناك أحلاما عظيمة وأهدافا سامية
يسعى إليها أصحابها بجد وصبر وعزيمة وقوة تحمل نعجز أن نتخيلها ،
وماهذا إلا لشرف هذه الأمنية وعظيم فضلها …
✿✿✿
فهل تعرفِ أختي الفاضلة ماهي أشرف أمنية على وجه البسيطة
يجب أن نسعى إلى تحقيقها وأن تكون على أعمالنا وأقوالنا تتفق
وهذه الأمنية وهذا الحلم الكبير والمنة العظيمة من رب العالمين ؟؟!!
✿✿✿
لتعرفِ ماهذه الأمنية استمع إلى كعب بن مالك "رضي الله عنه "
وهو يحكي قصته ومشواره في تحقيق ماسعى له
كما روى أصلها الامام البخاري "رحمه الله"…
قال كعب : غزا النبي صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة " غزوة تبوك"،
حين طابت الثمار،
فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبر عن وجهته إلى الروم ،
وكان من العسير تجهيز الجيش ،
وقد اشتد حر الشمس وبعدت المسافة ،
وتجهز المسلمون معه ،
ولم أتجهز وأقول في نفسي سألحق بهم
حتى إذا خرجوا ظننت أني مدركهم ، وليتني فعلت ،
لما انفرط الأمر ، أصبحت وحدي بالمدينة لا أرى
إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق " أي مشهورا به "
أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء ،
فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
عاد راجعا من تبوك حضرني الفزع ،
فجعلت أتذكر الكذب ،
وأقول : بماذا أخرج من سخط رسول الله ؟
واستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي ،
فلما دنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة ،
زال عني الباطل ،
وعلمت أني لا أنجو منه إلا بالصدق ، فأجمعت أن أصدقه …
فلما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم
للمدينة بدأ بالمسجد وجلس للناس ،
فجاء المخلفون يعتذرون له ويحلفون ،
فيقبل منهم ظواهرهم ويستغفر لهم ، وكانوا بضعا وثمانين رجلاًَ ،
فجئت فسلمت عليه ، فتبسم تبسم المغضب ،
فقال لي ، ما خلفك ؟
ألم تكن قد ابتعت ظهرك ؟
قلت : يا رسول الله والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا ،
لخرجت من سخطه بعذر ولقد أعطيت جدلاً ،
والله ما كان لي عذر حين تخلفت عنك ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما هذا فقد صدق ،
فقم حتى يقضي الله فيك …
فخرجت من عنده فلحقني بعض أهلي يلوموني على أني لم أعتذر ،
ويستغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
حتى هممت أن أرجع عن صدقي ،
فسألت هل قال أحد بمثل ما قلت ؟
فذكروا لي رجلين صالحين :
مرارة بن الربيع و هلال بن أبي أمية وكان فيهما لي أسوة …
ثم إن رسول الله نهى عن محادثتنا نحن الثلاثة ،
فاجتبنا الناس ، وتغيروا لنا ،
فتنكرت لي نفسي والأرض ،
أما صاحبيّ فاستكانا وقعدا في بيتيهما يبكيان ،
أما أنا فأصلى مع المسلمين وأطوف الأسواق ولا يكلمني
أحد حتى أقاربي وآتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه
وهو في مجلسه بعد الصلاة فأقول في نفسي :
هل حرك شفتيه يرد السلام عليّ أم لا!
ثم أجلس قريبا منه فأسارقه النظر ،
فاذا أقبلت على صلاتي اقبل اليّ ،
واذا التفت نحوه أعرض عني ،
حتى اذا طال عليّ ذلك من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت
جدار حائط ابن عمي أبي قتادة فسلمت عليه فوالله ما ردّ علي السلام ،
فقلت : يا أبا قتادة ! أنشدك الله،
هل تعلمني اجب الله ورسوله ؟ فسكت ،
ثم أعدت عليه مقالتي ،
فقال: الله ورسوله أعلم ! ففاضت عيناي ،
وتوليت حتى تسورت الجدار …
بينما أنا في هذا الحال إذا جاءت رسالة من ملك غسان يقول لي :
الحق بنا نواسيك بعد أن هجرك صاحبك ،
قلت : هذا من البلاء أيضا ، فحرقت الرسالة ،
فلما مضت أربعون ليلة إذ رسول من النبي صلى الله عليه وسلم
يأمرني باعتزال امرأتي فقلت : الحقي بأهلك ،
وكان الأمر باعتزال النساء لصاحبيّ أيضاً …
فلما صليت الفجر صبح خمسين ليلة وبينما
أنا جالس على الحال في ذكر الله تعالى
وقد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت
إذ سمعت صوت صارخ بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر!
فخررت ساجدا أن قد جاء فرج الله تعالى
وأذن الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم
بتوبته علينا حين صلى الفجر، فذهب الناس يبشروننا…
وقصد كعب بن مالك "رضي الله عنه "
الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشافهه البشرى
فقال له عليه الصلاة والسلام: أبشر بخير يوم يمر عليك مند ولدتك أمك!
أجابه كعب "رضي الله عنه ":
أهو من عندك يا رسول الله أم من عند الله؟
فقال صلى الله عليه وسلم : بل هو من عند الله ...
عندها فقط صفت نفس كعب "رضي الله عنه "وارتاحت ،
وما ان أعلن "رضي الله عنه " بأن يتصدق بجميع ماله في سبيل الله ،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابق عليك مالك …
وهكذا تكون الأحلام العظام ،
وهكذا تكون البصائر النيرة المتوقدة بحب الله وحب رسوله ،
حتى لو أتتها الدنيا ضاحة مستبشرة تتركها
وراء ظهرها لأن ترجو ماعند الله تعالى ،
وقد قال بعض العلماء : متى اجتمع لك أمران أحدهما للدنيا والآخر لله فقدم ما لله فإنهما يحصلان لك جميعا …
وإن قدمت الدنيا ربما فاتا معا ،
وربما حصل حظ الدنيا ولم يبارك لك فيه …
هذا القول مفتاح السعادة في هذه الحياة
جزاكِ الله خيرا على طرحكِ المتميز
جعله الله في موازين حسناتكِ
سلمت يداكِ
اثابك الله