الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإنّ مما يحزن القلب، ويدمي الفؤاد ويسيل منه قلب الغيور مرارة ما استشرى لدى بعض بناتنا بما يسمى " الإعجاب" هذا الداء العضال الذي سرى ويكاد ينتشر ليفتك بأغلى ثروة تمثل نصف المجتمع، وهي أيضاً تربي النصف الآخر فهي المجتمع كله، انتشر هذا الداء باسم الحب، ثم تطور حتى أصبح عشقاً، وغراماً، ورذيلة، وشركاً بالله، إنما هو " الإعجاب"
الإعجاب :: هو التعلق والإفراط في المحبة .. بتجاور الحد المشروع ..
إنها آفة خطيرة انتشرت بين فتياتنا في الآونة الأخيرة .. أصبحت كالسرطان تنتشر بين الفتيات في المدارس والجامعات ..
يعتقد البعض أنها صداقة .. لكنها في مضمونها ليست كذلك .. لأنها علاقة فاسدة تنغمس فيها القيم و المبادئ التي نشأنا عليها ، بالوصول إلى أعلى درجات الحب .. والعشق والهيمان للطرف الآخر ..
فقد تستهوى فتاه ، فتاه أخرى ، لجمالها و أناقتها او لمنصب والديها ، وقد تستهوي الطالبة بإحدى معلماتها ، فتتعلق بالمادة الدراسية ..على حساب المواد الأخرى ..
فتفرط في التفكير بها ، وتصبح أسيرة يومها ، لا تتحدث إلا عنها ، و لا تسال إلا عليها ، وتبدأ بينهم المكالمات الهاتفية لساعات طوال ..
ما هو الإعجــاب ؟!!
وضح ابن القيّــم- رحمه الله – حقيقة الإعجاب أو العشق فقال :
" إن العشق هـو الإفراط في المحبـة بحيث يستولي على القلب من العاشق حتى لا يخلو من تخيله وذكره والتفكير به، بحيث لا يغيب عن خاطره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية ، فتتعطل تلك القـوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يعسر دواؤه ، فيعجز البشر عن إصلاحـه " .
هناك اسباب عديدة تؤدي الى تبادل الاعجاب المفرط بين الفتيات .. ومنها :
أولا : الفـراغ الـروحي وخـلو النفـس من ذكـر الله ومحبـــته ..
قال ابن القيم – رحمه الله – : " القلب إذا أخلص عمله لله لم يتمكن منه العشق ، فإنه إنما يتمكن من القلب الفارغ".
ثانياً: انتشـار الدعـاة إلى الحب والحرية..
ثالثاً: أثر الإعلام في سلوك الفتاة المنحرفة..
رابعاً: ضعف القدوة ..
خامساً : الخلط بين المحبة في الله والإعجاب..
سادسا : التشبه بالرجل ..
بعض الفتيات تعجبن بسبب حركات الترجل من بعض الفتيات الأخريات ، فتصورها كرجل أمامه ..
ففي الحديث الشريف .. " لعن رسـول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهيـن من الرجـال بالنسـاء والمتشبـهات من النسـاء بالرجـــال"
مراحله :
الصداقة ، الحب والتعلق ، التوحد والأنانية ، وفي آخر مراحله الشذوذ
الإعجاب في بدايته يأخذ شكل الصداقة .. لكن سرعان ما يدب فيه الفساد و تتحول العلاقة إلى سلوك غير سوي بين الفتاتين .. مما يطمس شخصية المعجبة في المعجب فيها
كما يأخذ أشكالا أخرى .. وذلك حسب قوة شخصية الفتاه والبيئة التي نشأت فيها، يكون أحيانا على شكل شلل وجماعات (( الفتاة مسترجلة )) .. فتبدأ المجموعة بالتسلط على مجموعات اضعف منها من الفتيات..
ويأتي أحيانا بشكل فرادي وسري للغاية .. وتكمن الخطورة في جميع الأحوال حينما تصل العلاقة ذروتها وتبلغ مرحلة الشذوذ الجنسي بين الفتيات (( الجنسية المثلى ))
بعض آثـار الإعجاب :
1- الاشتغال بحب المعجب بها وبذكرها عن حبّ الرب وذكره، فلا يجتمع في القلب هذا وهذا إلا ويقهر أحدهما صاحبه.
2- عذاب قلب المعجبة بمن أعجبتها ، وفعلاً من أحب شيئا غير الله عُــذّب به ولابد.
3- أن تشتغل عن مصالح دينها ودنياها بمثل هذه التفاهات- الإعجاب وتوابعه- وليس شيء أضيع لمصالح الدين والدنيا من العشق والإعجاب.
4- ذوبان شخصية المعجبة في المعجب بها أو بالعكس فيحصل التقليد الأعمى للمحبوبة في حركاتها وتسريحات شعرها، وحتى طريقة كلامها وهذا يجعل المعجبة مسلوبة الشخصية ضعيفة التمييز بين الحق والباطل سهلة الانقياد سريعة التمرد على أوامر دينها.
5- ضعف علاقة المعجبة بكثير من زميلاتها أو قريباتها؛ لأنها تصرف جل اهتمامها ووقتها لمن أعجبت بها، وهذا يسبب لها كثيراً من الإحراج من قبل زميلاتها.
6- فساد أخلاق المعجبة مادام الإعجاب كان لأجل الجمال أو المال ونحو ذلك من عروض الدنيا.
7- ضياع وقت المعجبة؛ وذلك بالتفكيـر بمن أعجب بها وكثرة محادثتها لغير فائدة ترجى ونحو ذلك.
8- ضعف التحصيل العلمي والثقافي لدى كل من المعجبة أو المعجب بها.
9- سقوط المعجبـة من أعيـن كثير من صويحباتها إذا رأوا تعلقها الشديد بها واستكانتها لها واهتمامها الزائد عن الحد بها.
العـلاج من الإعجــاب:
شغل القلب بحب الله عـز وجل: فالقلب إذا امتلأ بحب الله لا يمكن أن يمتلئ بشيء سواه ..
قال تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله " .
واعلمي أخيه أنك لن تشعري بلذة الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما.
في الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه وحد بهنّ حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسـوله أحب إليه مما سـواهما ، وأن يـحب المـرء لا يحبه إلا لله " .
وفي صحيح البــخاري عن أبي هـريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقـول الله تعالى : ولا يـزال عبـدي يتقرب إلي بالنـوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئــن سألني لأعطينه ، ولئــن استعاذني لأعيذنه "
· تجنب مخالطة الفتيات المشبوهات وحسن اختيار الصديقة ، وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " . رواه أحمد والترمذي وأبو داود وهو صحيح .
مصاحبة الصالحات :
ممن يحملن قلوباً إيمانية تكتسب منهن الصفات الحسنة وتستمع منهن الكلمات المضيئة التي تنير دربها وتسلك بها سبيل التقيات ، وإن مصاحبة الصالحات وصية النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح
عن أبي سعيد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي " . رواه الترمذي وأبو داود والدارمي
· الأخذ بالنصيحة من قبل ذوي الخبرة
· عدم الإفراط في الزينة واللبس الفاحش داخل مجتمع الفتيات
· شغل أوقات الفراغ بما هو نافع ومفيد .
تذكر حال الدنيا :
فالدنيا زائلة لا محالة ، وكل ما فيها إلى زوال ، وكل ما تراه الفتاة من جمال ومتعة سوف ينتهي ، ولن يبقى إلا العمل الصالح .
إن متعة الآخرة لا يوازيها متعة ، ولو تفكرت الفتاة المعجبة بحال الدنيا ومقارنتها بحال الآخرة لزهدت فيما هي واقعة فيه ولاستحقرت إعجابها ، واستبدلته بهمة عالية وعمل دؤوب لتحصيل الآخرة .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اهدى بنات المسلمين آمين يارب ………….. جزاك الله خيرآ متلثمة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .