تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل يتوقف الدَّاعي عن دعائه لأنه يظنَّ أنَّ المعصية تحجِب عنه إجابة الدُّعاء ؟

هل يتوقف الدَّاعي عن دعائه لأنه يظنَّ أنَّ المعصية تحجِب عنه إجابة الدُّعاء ؟ 2024.

دار

شيخنا الكريم ، الإنسان المؤمن عندما يعصي الله أو يقصر في طاعته أو يفعل كبيرة من الكبائر والعياذ بالله يشعر بالذنب ويستغفر ربه لذا هل يجوز أن يظن بأن دعاءه لا يستجاب بسبب تلك المعصية أو الذنب المقترف و يتوقف عن طلب حاجته والدعاء ؟
وبارك الله فيك

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .

أما أن يَظُنّ الإنسان ذلك بِنفسه فهو مطلوب .
قال ابن الجوزي :
إذا وَقَعْتَ في مِحنة يَصعب الخلاص منها ، فليس لك إلاَّ الدعـاء واللجأ إلى الله بعد أن تُقدّم التوبة من الذنوب ، فإن الزلل يُوجب العقوبة ، فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب ارتفع السبب ، فإذا تُبتَ ودعوتَ ، ولم ترَ للإجابة أثراً فتفقّد أمرك ، فربما كانت التوبة ما صحّت فصححها ، ثم ادعُ ، ولا تملَّ من الدعاء ، فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة ، وربـما لم تكن المصلحة في الإجـابة ، فأنت تُثاب وتُجاب إلى منافعك ، ومن منافعك أن لا تُعطى ما طلبت بل تُعوّض غيره ، فإذا جاء إبليس فقال : كم تدعوه ولا ترى إجابة ؟ فقل : أنا أتعبّد بالدعاء ، وأنا مُوقِن أن الجواب حاصل ، غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح فهو يجيء في وقت مناسب ، ولو لم يحصل حصل التعبد والتذلل . اهـ .
وقال رحمه الله : من العَجَـب إلحاحـك في طلب أغراضك ، وكلما زاد تعويقهـا زاد إلحاحك ، وتنسى أنـها قد تُمنع لأحد أمرين :
إما لمصلحتك ، فربما مُعجَّل أذى .
وإما لذنوبك ، فإن صاحب الذّنوب بعيد من الإجابة .
فَنَظِّف طُرق الإجابة من أوساخ المعاصي ، وانظـر فيما تطلبه هل هـو لإصلاح دينك ، أو لمجرّد هواك ؟ فإن كان للهوى المجرّد ، فاعلم أن من اللطف بك ، والرحمة لك تعويقه ، وأنت في إلحاحك بمثابة الطفل يطلب ما يؤذيه فيُمنع رفقاً به ، وإن كان لصلاح دينك فربما كانت المصلحة تأخيره ، أو كان صلاح الدين بِعَدَمِه . وفي الجملة فتدبير الحق – عز وجل – لك خيرٌ من تدبيرك ، وقد يمنعك ما تـهوى ابتلاء ليبلوا صبرك ، فَأَرِهِ الصبر الجميل ترى عن قربٍ ما يَسُرّ . اهـ .
وقال ابن رجب : فإن المؤمن إذا استبطأ الفَرَج ، وأيِس منه بعد كثرة دعائه وتضرعه ولم يظهر عليه أثر الإجابة ، رجع إلى نفسه باللائمة ، وقال لها : إنما أتيت من قبلك ، ولو كان فيك خير لأُجِبتِ ، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعـات ، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه ، واعترافه له بأنه أهل لما نـزل من البلاء ، وأنه ليس أهلا لإجابة الدعاء ، فلذلك تسرع إليه حينئذ إجابة الدعاء ، وتفريج الكرب ، فإنه تعالى عند المنكسرة قلوبـهم من أجله . اهـ .

ولا يَجوز أن يكون الذَّنْب سببا في تَرْك الدُّعاء ، ولا يتوقف عن طلب حاجته والدعاء ، بل عليه أن يُلِحّ على الله في الدعاء ، وأن يترك الذنوب ، فربما كانت حاجته التي يسأل الله إياها سببا في تركه الذنوب ، فيكون قد نَظَّف طُرُق الإجابة ، كما قال ابن الجوزي .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد

جزاكِ الله خيراً وبارك الله فيكِ دار
وزادكِ الله علماً ونفعاً
ونفع بكِ الأسلام والمسلمين
داروتقبلي ودي وتقديري

جزاك الله خيرا الجزاء
سلمت يمنياك
اسال الله ان يجزيك الفردوس الاعلى

دار

جزاكِ ربي كل الخير وكتب أجركِ
وسلمتي ياقلبي فتوى مهمة
وانار الله قلوب الجميع بذكر الرحمن

جزاكِ الله خيرا حبيبتي

موضوع فعلا مهم

سلمت يداكِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.