كيف تكون صلاتك صحيحة
كيف تكون صلاتك صحيحة
كيف تكون صلاتك صحيحة
سيد مبارك أبو بلال
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا أله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد
إن الصلاة هي عماد الدين وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله، وعلى السطور التالية كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو القائل ((صلوا كما رأيتموني أصلي))(رواه البخاري)
وتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤت كبيرة، وكذلك الدهر كله )) (رواه مسلم).
كيف تستعد للصلاة:
1- تأخذ زينتك عند الصلاة؛ لقوله -تعالى- (يا بني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد)- فلا تصلي الصلاة بملابس النوم وضرورة ستر العورة للرجل وهي من الصرة إلى الركبة ويجب ستر عاتقه؛ لقوله -صلى الله عليه واله وسلم-: ((لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس علي عاتقه شيء)) متفق عليه
والمرأة كلها عورة في الصلاة عدا الوجه والكفين، ويلاحظ قول ابن حجر العسقلاني وغيره من علماء أهل السنة والجماعة: إن وجدت من ينظر أليها من الرجال يجب ستر وجهها وكفيها أيضا- ويجب ستر الشعر والقدم وارتداء شراب أو يغطي الجلباب ظهور القدم
* هذا ولتعلم المرأة أن صلاتها كصلاة الرجل تماماً؛ لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((صلوا كما رأيتموني أصلي)) البخاري
– وتذكر عظمة الوقوف بين يدي الله -تعالى- وعليك بالخشوع والطمأنينة عند الانتقال من ركن لأخر في الصلاة؛ لحديث أبو هريرة: ((أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على النبي – صلى الله عليه وسلم – فرد وقال ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع يصلي كما صلى ثم جاء فسلم على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال ارجع فصل فإنك لم تصل ثلاثا فقال والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني فقال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك)) البخاري في الأذان
وهاهي خطوات الصلاة الصحيحة: –
1- النية ومكانها القلب والتلفظ بها باللسان غير مشروع.
2- تكبيرة الإحرام مع رفع المصلي يديه حذو منكبية، أو أذنيه، والسنة رفع اليدين في مواضع أربعة فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرفع يديه: عند تكبير الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعندا لقيام من التشهد الأوسط للركعة الثالثة، كما هو ثابت في الصحيحين.
3- ثم يضع المصلي كف يده اليمنى على اليسرى؛ لحديث وائل بن حجر قال: ((رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان قائماً في الصلاة قبض يمينه عل شماله))..(رواه مسلم)
* ووضع اليدين تحت الصرة أو إسبالها ليس من السنة، وإنما السنة وضعها على الصدر؛ لحديث وائل بن حجر أيضاً قال: ((صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره)) (رواه أبو داود وابن خزيمة في صحيحة)
4- ثم يستفتح بدعاء الاستفتاح وهو سنة مستحبة وقبل القراءة وبعد تكبيرة الإحرام وليس قبلها كما يفعل الكثير من الناس ومن الأدعية قوله -صلى الله عليه وسلم-: (( اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعت بين المشرق والمغرب.اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني بالماء والثلج والبرد)) (رواه البخاري ومسلم).
5- ثم يتعوذ: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وهو مستحب ثم يقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن في الركعة الأولى والثانية في كل صلاة.
وقراءة الفاتحة ركن لحديث البخاري: ((لا صلاة لمن لم يقرأ فاتحة الكتاب)) وقد اختلف الفقهاء هل البسملة آية من الفاتحة أم لا والأفضل قراءتها خروجاً من الخلاف ويفضل أن تكون قراءتها سراً في الصلاة الجهرية، والله أعلم.
6- قول (آمين) بعد قراءة الفاتحة منفرداً أو مأموماً ومد الألف من آمين يجب ألا يزيد عن حركتان، ثم يركع ويكبر رافعا ًيديه ويقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم) ثلاثاً أو أكثر، ويسن الدعاء فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو في ركوعه: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك الله اغفر لي)).
* هذا ويتحقق الركوع بالانحناء ووضع اليدين على الركبتين وأكمله بتسوية الرأس والعجز، ومن أدرك الركوع فقد أدرك الركعة حتى لو لم يدرك الإمام في قراءة الفاتحة لحديث أبي هريرة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة)) (رواه البخاري ومسلم).
7- ثم يرفع رأسه من الركوع قائلاً: (سمع الله لمن حمده) فإذا استوى قائمًاً قال: (ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيباً مباركاً فيه.. ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد) وأن زاد.. (أهل الثناء والمجد أحق ما قاله العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد) فأفضل وأحسن
8- ثم يسجد ويهوي للسجود قائلاً.. (الله أكبر)، هذا ويتحقق السجود في الشرع على أعضائه السبعة، الجبهة مع الأنف، والكفين، والركبتين، والقدمين لما روه مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( إذا سجد العبد سجد معه سبعة أراب: وجهه وكفاه وركبته وقدماه)).. ويلاحظ في السجود الآتي:
أ عدم بسط الذراعين كافتراش السبع أو انبساط الكلب لنهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك.
ب الأقرب إلى الصواب أن يقدم اليدين على الركبتين عند الهوى للسجود ويرفع الركبتين قبل اليدين عند القيام لحديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير)) (أخرجه أحمد بسند صحيح).
* وهناك رأى آخر وهو أن يبدأ بوضع ركبتيه قبل يديه عند السجود، وقال النووي: " لا يظهر لي ترجيح أحد المذهبين، فالكل مشروع والخلاف إنما هو في الأفضل فأي الكفتين فعل فصلاته صحيحة" (انظر شرح مسلم وزاد المعاد)
ج- إذا سجد يقول: (سبحان ربي الأعلى) ثلاثا أو أكثر، ويكثر من الدعاء؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)) (رواه مسلم).
9- ثم يرفع رأسه من السجود قائلاً (الله أكبر) ويسن الدعاء قبل السجود الثاني بأن يقول: ((اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني واهدني وارزقني)) (أخرجه أبو داود والترمذي).
10- ثم يقوم للركعة الثانية، ويفعل الخطوات السابقة، ثم يجلس الجلوس الأول للتشهد فيذكر نصف التشهد، واضعاً يديه على فخذيه وأطراف أصابعه على طرف ركبته، ويقبض أصابع يده اليمنى إلا السبابة، فإنه يرسلها ويشير بها نحو القبلة- والأفضل ألا يحركها، وأن حركها فلا يرفعها ويخفضها ولا يحركها يميناً وشمالاً فالسنة ألا تبعد عن اتجاه القبلة أي يحركها باهتزازات بسيطة جداً؛ لحديث ابن عمر: " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا جلس في الصلاة ضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى)وها هو نصف التشهد: " التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ".. ويلاحظ أن:
– أن الجلوس الأول لنصف التشهد يفترش فيه بمعنى أن المصلي يبسط رجله اليسرى ويجلس عليها ناصباً رجله اليمنى موجهاً أصابعها نحو القبلة قدر ما يمكن ويفعل لك في سائر الجلسات.
– أما الجلوس الأخير فيتورك بمعنى أن يجعل باطن رجله اليسرى تحت فخده اليمنى، ويجعل إليته على الأرض، وينصب قدمه اليمنى، ويجعل اليد اليسرى فوق الركبة اليسرى مبسوطة الأصابع، ويقبض أصابع يده اليمنى كلها ويشير بالسبابة كما فعل في التشهد الأوسط، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم أنه -صلى الله عليه وسلم-: ((كان إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى، وأشار بالسبابة ولم يجاوز بصره إشارته)).
11- عند الجلوس الأخير يذكر التشهد كله ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- هكذا… (( التحيات لله والصلوات و الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)) ( متفق عليه).. وهناك أكثر من صيغة للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- نذكر منها:
(اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) (البخاري)
أو- (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وَالسَّلَامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ) (مسلم) ويجب الالتزام بأي صيغة في الصلاة علي النبي -صلى الله عليه وسلم- مما ذكرنا أنفاً دون زيادة أو نقصان؛ لأنها توقيفية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.
12-ثم يستعيذ بالله من أربع؛ لحديث أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((إذا فرغ أحدكم من لتشهد الأخير، فليتعوذ من أربع من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال)) (أخرجه مسلم).
والدعاء مستحب مطلقاً سواء كان بالمأثور أو غيره إلا أن الدعاء بالمأثور أفضل وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعو في الصلاة وليس بعدها، ثم يسلم على يمينه وشماله قائلاً: ((السلام عليكم ورحمه الله)) للخروج من الصلاة وليس من السنة هز الرأس عند السلام أو الإشارة بالكف يميناً ويسارًا.. هذا ويستحب قبل القيام في كل ركعة جلسة خفيفة وهي جلسة الاستراحة..
ثم يختم المصلي صلاته بالأذكار المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يسبح الله -تعالى-33 مرة على أطراف أنامله، وليس علي أصابعه كلها وأن جاز ذلك، ويحمده 33 مرة، ويكبره 33مرة، ويجعل تمام المائة بالتهليل له جل شأنه..
تنبيهات هامة للمصلي:
-إذا سها المصلي في صلاته فقد شرع له سجود السهو وهو أن يسجد سجد تين قبل التسليم أو بعده على خلاف، فقد سجد النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل التسليم وبعده في أحاديث صحيحة والخلاصة هي:
في حالة الزيادة كأن صلى الظهر خمسة أو المغرب أربعة، فإنه يسجد بعد التسليم؛ لأن الزيادة خارج الصلاة وزيادة وفي حالة النقصان كترك التشهد الأول أو غير ذلك من السنن فالسجود قبل السلام؛ لأنه نقص في الصلاة وداخلها.
إن شك هل زيادة أم نقصان، فإنه يبني على اليقين، ثم يسجد سجدتين قبل أو بعد السلام حسب ما يوقن به وهو مخير في ذلك.
– جاز السجود حتى لو حدث كلام بين الإمام والمأمومين مادام الوقت متقارب؛ لما ورد عن ابن مسعود أنه قال: ((صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما سلم قيل له: يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء؟ قال: وما ذلك؟ قالوا: صليت كذا وكذا، فثنى رجلة واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم، ثم أقبل علينا بوجهه وقال: إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأناكم به، ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين)) رواه مسلم
– من سها خلف الإمام فلا سجود عليه إلا أن يسهو إمامه فيسجد لوجوب متابعة الإمام.
– عدم التكاسل عن أداء نوافل الصلاة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة (وفي رواية عشرة) ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بني له بيتاً في الجنة)) البخاري ومسلم
-يكره إسبال الثياب ((ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار)) البخاري، ولا فرق بين السراويل والإزار والقميص والعباءة هذا للرجل، أما المرأة فالعكس هو الصحيح لأنها كلها عورة ويجب ستر جسدها كله.
– يحرم الصلاة في المساجد التي بها قبور لا تجوز لقوله -صلى الله عليه وسلم-:
((ألا وان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا ا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)) مسلم
– لا يستحب تطويل القنوت؛ لأنه ليس من السنة
– مد الإمام صوته للتكبير عند الانتقال من ركن لركن في الصلاة أو الجلوس للتشهد الأخير… الخ لا أصل له.
– صلاة مكشوف الرأس صحيحة والأفضل سترها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي الكريم وعلي اله وصحبه أجمعين
أخي المصلي:
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من دل علي خير فله مثل أجر فاعله)) (رواه مسلم).. فعليك أخي المصلي بتصويرها وهبها لأهلك وجيرانك وأصحابك وجزاك الله -تعالى- عنا وعن المسلمين خيرا ًوالله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
كيف تكون صلاتك صحيحة
كيف تكون صلاتك صحيحة
كيف تكون صلاتك صحيحة
شكرا جزيلا
وجزاك الله الف خييييييير
مواضيعك هامة وهادفة
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
طرح هادف
دمتِ بهذا العطاء