دخلت إلى البيت.. بيتنا الذي أصبح جسداً بلا روح..
لم أسمع من يناديني، لم أر قلب بيتنا، أني أفتقد أعظم شيء في حياتي، ليس عقلي.. ليس بصري.. ليس سمعي .. ليس لساني.. ليست حواسي.. لا أفتقد صديقي ولا محبوبي..
أنا أفتقد أمي..
خرجت من البيت إلى البستان رأيت الأشجار التي غرستها أمي بيديها فأسقيها من دموعي..
الحيوانات اللاتي تربيها أمي تنظر إلي وتصدر أصواتاً كأنها تسألني أين هي..
عيناي تسألني أين أجمل ما كنت أرى..
لماذا لم أعد أراها؟
أين ذهبت؟
ولماذا ذهبت؟
ومتى ستعود؟
فأغمض عيني.. وأصدر صوتاً داخل أعماقي.. ستعود.. وسترينها.
أذناي تسألني أين الصوت الرقيق الذي تعودت عليه! لِمَ لمْ أعد أسمعه؟
فأمسك بأذنيّ.. مخاطبها: ستسمعينها قريباً إن شاء الله..
أنفي يسألني أين الرائحة العطرة التي تعودت على شمها! لِمَ لمْ أعد أشتمها؟
ستعاودين شمها..
فمي يسألني أين الرأس العظيم الذي كنت أقبله؟
ستقبله مع الأقدام.. وتلقي عليه السلام.. وتعود الأيام ..
يداي تسألني أين اليدين التي كنت أصافحهما وأمسك بهما فأشعر بالراحة والاطمئنان.. لِمَ لمْ أعد ألمسهما..
تعبت من كثرة الأسئلة فقد قسم جسدي، وكل الحواس تسألني، حتى قلبي يسألني: هل أخذت القلب من قلبي..
لماذا لم يعد الدم فيه يجري..
أمي سافرتِ وغبتِ عني فنزل الهم والضيق بي، وكل الحواس عنكِ تسألني، حتى قلبي توقف في بعدكِ..
أمي عيناي تبكيان، وقلبي احترق مع قلبي،
عودي.. لا تتأخري.. أنا أحتضر في بعدكِ..
اليوم في غيابكِ ألف يوم، يظهر الليل فيختفي النوم.. يطلع الصباح.. وأنا فيه طائر بلا جناح.
اللهم احفظ أمي وألبسها العافية، وطول عمرها وأرجعها من سفرها سالمة..
****************
بقلم الكاتب / طه الزهيري – اليمن
امى
مافيش اعظم من الام
يارب يحفظ جميع امهات المسلمين
بصراحه كلمات جميله جدا
ومبكيه ومؤثره
تسلمى عليها
وشكرا غاليتي روميساء عالموضوع الجميييل جدا جدا
بارك الله فيكي وجزاك كل خيررر
تققبلي حبي وودي
وبارك الله فى الكاتب طه على هذه الكلمات الرقيقة الجميلة
فى انتظار المزيد من ابداعاتك غاليتى