تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عمرة القضاء

عمرة القضاء 2024.

كتب:
23/11/1430 الموافق 10/11/2009

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون إلى مكة في ذي القعدة من العام السابع الهجري لأداء العمرة حسب الشروط التي تمت في صلح الحديبية؛ فقد روى البيهقي وابن سعد أن المسلمين صحبوا معهم أسلحتهم ، ووضعوها بيأجج – واد قريب من مكة أو مكان من مكة على ثمانية أميال- ، خارج الحرم ، ودخلوا بسلاح الراكب ، السيوف ، كما هو الشرط.

لقد بلغ عدد من شهد عمرة القضاء ألفين سوى النساء والصبيان ، منهم الذين شهدوا الحديبية.

وعندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة كان عبد الله بن رواحة ينشد بين يديه :

خلوا بني الكفار عن سبيله*اليوم نضربكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله* ويذهل الخليل عن خليله

وعندما أشاعت قريش أن المسلمين ضعفاء بسبب حمى يثرب ، أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يرملوا ويسارعوا بالعدو في الأشواط الثلاثة الأولى من طوافهم ، وأن يسعوا بين الصفا والمروة مهرولين ليرى المشركون قوتهم.

ففعلوا ما أمروا به ، فرأتهم قريش وهي مصطفة على جبل قيقعان في مواجهة ما بين الركنين ، فتعجبوا من قوتهم ، وقالوا : هؤلاء الذين زعمتم أن الحمى وقد وهنتهم ، هؤلاء أجلد من كذا وكذا.

وعندما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من أداء مناسك العمرة أمر جماعة من الصحابة أن يذهبوا إلى أصحابهم ببطن يأجج فيقيموا على السلاح ، ويأتي الآخرون الذين كانوا في حراسة السلاح ليقضوا نسكهم ، ففعلوا ، ثم دخل صلى الله عليه وسلم الكعبة ومكث بها إلى الظهر ، ثم أمر بلال فأذن على ظهر الكعبة.

وعندما انقضت الأيام الثلاثة ، جاءت قريش في صباح اليوم الرابع إلى علي رضي الله عنه ، فقالوا : ( قل لصاحبك : اخرج عنا فقد مضى الأجل). فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونزل بسرف ، فأقام بها إلى أن تتام الناس ، ثم انصرف إلى المدينة المنورة في ذي الحجة.

وفي هذه العمرة تزوج صلى الله عليه وسلم بميمونة بنت الحارث العامرية – أخت أم الفضل زوج عمه العباس – فبنى بها صلى الله عليه وسلم بسرف. والراجح أن هذا الزواج كان بعد أن تحلل الرسول صلى الله عليه وسلم من إحرامه.

وكانت ميمونة تحت أبي رهم بن عبد العزى ، وقيل تحت أخيه حويطب ، وقيل سخبرة بن رهم.

ولما أراد الرسول صلى الله عليه وسلم الخروج من مكة ، تبعتهم الطفلة عمارة ابنة حمزة تنادي : يا عم يا عم ، فأخذها علي ودفعها لفاطمة ، وهي ابنة عمه ، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر ، فقال علي : أنا أخذتها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها ، وقال : (الخالة بمنزلة الأم) ، وقال لعلي : (أنت مني وأنا منك) ، وقال لجعفر : (أشبهت خَلقي وخُلفي) ، وقال لزيد : (أنت أخونا ومولانا) ، وكان هذا القضاء لأن جعفر محرم لها ، إذ لا يجمع الرجل بين المرأة وخالتها في الزواج.

وفي هذه القصة من الفقه : أن الخالة مقدمة في الحضانة على سائر الأقارب بعد الأبوين …. وفيها حجة لمن قدم الخالة على العمة ، وقرابة الأم على قرابة الأب ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قضى بعمارة لخالتها فقد كانت صفية عمتها موجودة إذ ذاك ، وهذا قول الشافعي ، ومالك وأبي حنيفة ، وأحمد في إحدى الروايتين عنه ، وفي الرواية الثانية : إن العمة مقدمة على الخالة ، وهو اختيار الشيخ ابن القيم.

السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية دراسة تحليلية ، للدكتور مهدي رزق الله ، ص 531

بارك الله فيك حبيبتي

دار

جزاكِ الله خيرا
سلمت يداكِ

نورتي يالغاليه
مشكورة جزاكى الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.