رمضان هلّ فهاتها يا ساقي 2024.

.:.:.:.:.:.

ما أجملها من لحظاتٍ ، و ما أروعها من ساعاتٍ

حينما نجلس و نرقب معاً هلال هذا الشهر الكريم المبارك ، ننتظر إهلاله علينا و السعادة ملؤ قلوبنا

لا نأمل في تلك السويعات – بعد رضى الله عنا – غير أن يبلغنا – سبحانه و تعالى – هذا الشهر العظيم ، شهر القرآن ، شهر الجود و الطاعات ، شهر الخير و اليمن و البركات ، فنحسن استقباله و قضاءه بأفضل ما يكون

و هل ثَمّ مسلمٌ يتمنى غير ذلك ؟!

إنني وددت أن أطير حتى أبلغ عنان السماء فأمسك الهلال بكلتا يدي و أدور به سريعاً حتى أبلغ الشهر

و أردد قائلاً :

رمضان هلا فهاتها يا ساقـي *** كأس الهوى و اصبب على أشواقي

أطفـئ لهيبَ النار كاد يذيبني *** نـار الحنين تجدّ فـي إحراقـي

رمضـان أهلاً يا ربيع قلوبنا *** أسرع و أسعدنـا بطـيـب عناقِ

فعناقنا في الروح يثمر بهجةً *** ريّـانـةً بضيائك الرقــراقِ

…

لم أستطع – و ايم الله – أن أخفي تلك الفرحة و السعادة بقرب قدوم هذا الشهر المعظّم ، فانساق قلمي خلف تلك العاطفة الجياشة مقتفياً آثار من سبقوني بالكتابة حول الموضوع و معترفاً بفضل تقدمهم ، و سطّرت تلك الكلمات لعلني ألتحق معهم معشرَ الرّكْب الكرام

فهنيئـــــاً لكـــــم – إخواني و أخواتي – هذا الشهـــــــــر الكريــــــــــم

أسأل الله العظيم بفضله و منه أن يبلغنيه و إياكم على خير

أوصيكــم و نفسي بتجديد النوايا و التوبة النصوح و السعى في تحصيل الطاعات و الابتعاد عن المحرمات و الإكثار من النوافل لا سيما قيام الليل و الصدقة فإنه شهر الجود

أيقظوا الهمم ، و اصعدوا بها نحو القمم ، تسودوا حينها الأمم

و حسبكم أن كثيراً من سلفنا الصالح – عليهم رحمة الله – كانوا يمكثون ستة أشهر بعد رمضان يدعون الله فيها أن يتقبل منهم أعمالهم التي أقاموها فيه ، ثم يقضون بقية السنة في الدعاء بأن يبلغهم الله رمضان آخر من عامهم الذي يليه

حسبكم ذلك

و ختاماً أسأل الله ألا يحرمنا الأجر و المثوبة ، و أن يبلغنا رمضان أعواماً عديدة و أزمنة مديدة

لكم مني أطيب المُنى و التحيات ، و السلام عليكـــــــــــم