تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » تفسير قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ .)

تفسير قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ .) 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

((يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً* لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا *))

(الأحزاب : 59 -62)

دار
قال ابن كثير رحمه الله :

يقول تعالى آمراً رسوله تسليماً أن يأمر النساء المؤمنات
ـ خاصة أزواجه وبناته لشرفهن ـ

بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء, والجلباب هو الرداء فوق الخمار

قاله ابن مسعود وعبيدة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وعطاء الخراساني وغير واحد وهو بمنزلة الإزار اليوم.

دار
قال الجوهري: الجلباب الملحفة

دار
قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلاً لها:

تمشي النسور إليه وهي لاهية &&&
مشي العذارى عليهن الجلابيب

دار

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمر الله نساء المؤمنين
إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة,

دار
وقال محمد بن سيرين
سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل:
{ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ }
فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.

دار
وقال عكرمة تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها.

دار
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو عبد الله الطهراني فيما كتب إليّ حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خيثم عن صفية بنت شيبة عن
أم سلمة قالت لما نزلت هذه الاَية { يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ } خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها.

دار

وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو صالح حدثنا الليث حدثنا يونس بن يزيد قال وسألناه يعني الزهري هل على الوليدة خمار متزوجة أو غير متزوجة ؟

قال عليها الخمار إن كانت متزوجة وتنهى عن الجلباب لأنه يكره
لهن أن يتشبهن بالحرائر المحصنات

وقد قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّقُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ }

دار

وروي عن سفيان الثوري أنه قال: لا بأس بالنظر إلى زينة نساء أهل الذمة وإنما نهى عن ذلك لخوف الفتنة لا لحرمتهن واستدل

بقوله تعالى: { وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ }

وقوله تعالى: { ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ }

أي إذا فعلن ذلك عرفن أنهن حرائر, لسن بإماء ولا عواهر.

دار
قال السدي في قوله تعالى:
{ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّقُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ }

قال كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلظ الظلام إلى طرق المدينة يتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن
فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن

فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها
وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها

دار

وقال مجاهد
يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق
بأذى ولا ريبة.

وقوله تعالى: { وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
أي لما سلف في أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك …

ثم قال تعالى متوعداً للمنافقين وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر { وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ }

قال عكرمة
وغيره هم الزناة ههنا { وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ }
يعني الذين يقولون جاء الأعداء وجاءت الحروب وهو كذب وافتراء لئن لم ينتهوا عن ذلك ويرجعوا إلى الحق { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ }

دار
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي لنسلطنك عليهم.

دار

وقال قتادة لنحرشنك بهم

دار

وقال السدي لنعلمنك بهم { ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا }
أي في المدينة { إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ }

حال منهم في مدة إقامتهم في المدينة مدة قريبة مطرودين مبعدين { أَيْنَمَا ثُقِفُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا *} أي وُجدوا { أُخِذُوا }
لذلتهم وقلتهم { وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا }

ثم قال تعالى: { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ }

أي هذه سنته في المنافقين إذا تمردوا على نفاقهم وكفرهم ولم يرجعوا عمَّا هم فيه أن أهل الإيمان يسلَّطون عليهم ويقهرونهم

{ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا }
أي وسنة الله في ذلك لا تبدل ولا تغير.

دار
وقال السعدي رحمه الله :

هذه الآية ، هي التي تسمى آية الحجاب ، فأمر اللهُ نبيَّه ، أن يأمر النساء عموما ، ويبدأ بزوجاته وبناته ، لأنهن آكد من غيرهن
ولأن الآمر لغيره ، ينبغي أن يبدأ بأهله ، قبل غيرهم كما

قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم : 6 )

بأن * يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ *
وهن اللاتي يكنَّ فوق الثياب من ملحفة وخمار ورداء ونحوه ،

أي : يغطين بها ، وجوههن وصدورهن . ثم ذكر حكمة ذلك

فقال : * ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ *

دل على وجود أذية ،إن لم يحتجبن ، وذلك لأنهن إذا لم يحتجبن ، ربما ظُن أنهن غير عفيفات ، فيتعرض لهن من في قلبه مرض فيؤذيهن .

وربما استُهين بهن ، وظُن أنهن إماء ، فتهاون بهن من يريد الشر .
فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن .

* وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً *

حيث غفر لكم ما سلف ، ورحمكم ، بأن بيَّن لكم الأحكام ، وأوضح الحلال والحرام ، فهذا سد للباب من جهتين .

وأما من جهة أهل الشر فقد توعدهم بقوله :

*****

; لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
أي : مرض شك أو شهوة ..

* وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ *
أي : المخوفون المرهبون الأعداء ، المتحدثون بكثرتهم وقوتهم ، وضعف المسلمين .

لم يذكر المعمول الذي ينتهون عنه ، ليعم ذلك ،كل ما توحي به أنفسهم إليهم ، وتوسوس به ، وتدعو إليه من الشر ، من التعريض بسب الإسلام وأهله ، والإرجاف بالمسلمين ، وتوهين قواهم ، والتعرض للمؤمنات بالسوء والفاحشة ، وغير ذلك من المعاصي الصادرة ، من أمثال هؤلاء .

* لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ *
أي : نأمرك بعقوبتهم وقتالهم ، ونسلطك عليهم .

ثم إذا فعلنا ذلك ، لا طاقة لهم بك ، وليس لهم قوة ولا امتناع .

ولهذا قال : ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا *
أي : لا يجاورونك في المدينة إلا قليلا ، بأن تقتلهم أو تنفيهم . وهذا فيه دليل ، لنفي أهل الشر ، الذين يتضرر بإقامتهم بين أظهر المسلمين ، فإن ذلك أحسم للشر ، وأبعد منه ، ويكونون

* مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا *
أي : مبعدين ، حيث وُجدوا ، لا يحصل لهم أمن ، ولا يقر لهم قرار ، يخشون أن يقتلوا ، أو يحبسوا ، أو يعاقبوا .

*****;

سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ

*****;

أن من تمادى في العصيان ، وتجرأ على الأذى ، ولم ينته منه ،
فإنه يعاقب عقوبة بليغة .

دار

* وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا *
أي : تغييرا ، بل سنته تعالى وعادته ، جارية مع الأسباب المقتضية لمسبباتها .

بارك الله فيكِ اختي الغاليه
جزاكِ الله الجنة
جزاك الله خير اختى
دار
دار
دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.