بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد ..
فاللهُمَّ لكَ الْحَمْدُ على حِلمِك بعدَ عِلمك ، ولكَ الْحَمْدُ على عَفوِك بعدَ قُدرتِك ، اللهُمَّ لكَ الْحَمْدُ كلُّه ، وبيدِكَ الخيرُ كلُّه ، وإليْكَ يرجِعُ الأمرُ كلُّه علانيتُه وسرُّه . اللهُمَّ إنّي أحمَدُك بمحامِدِكَ كلِّها ما علمتُ منها ، وما لم أعلَم .
يا ربِّ لكَ الْحَمْدُ كما يَنبغِي لجلالِ وَجهِكَ ، وعظيمِ سُلطانِك ، سُبحانَك لا نحصِي ثَناءً عليكَ ، أنتَ كما أثنيتَ على نفسِك .
أحبتي ..
هذا زمان " تثبت السرعات " انطلاقًا لمرحلة " إعمال المحركات بكل قوة " عند الخواتيم ، وهذا الاسبوع قبل العشر الأواخر نحتاج فيه لعدم فقد " اللياقة الإيمانية " بل علينا العمل بخطوات محسوبة ، ورفع " الكفاءة الإيمانية " بتدرج ، ولذلك فنصيحتي لكم في هذه الأيام أن تقوموا بالأعمال التي تشحذ هممكم لا التي تبدد فيها طاقتكم .
1-بمعنى عليكم الآن بعيادة المرضى في أقسام الحالات الحرجة مثلا ، ومن الجائز أن تأتوا بختمة قرآن في زمن قياسي من باب رفع الهمة ليكون أكثر من ذا في العشر ، لكن لا تقوموا بهذا كل يوم فتتبدد الطاقة تماما
2-عليكم أن تزوروا أيتام لتليين القلوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " امسح على رأس اليتيم وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك "
3-عليكم أن تكثروا من الاستغفار وتجديد التوبة لتدخلوا بقلوب أنقى وأطهر ، قد أثر فيها رمضان ، فتجنوا الثمرات في العشر الأواخر .
4-موضوع جمع التبرعات والصدقات والزكوات لفقراء الصومال " اهتموا به جدا في الأيام السبعة القادمة " قبل العشر ، واحتسبوا أجر هذا العمل الضخم لمواساة هؤلاء المنكوبين .
5- راجعوا الأعمال التي لم تقوموا بها إلى الآن واهتموا بفعلها مثل : صلة الأرحام أو زيارة قبر أو نحو ذلك ، يعني ارفع شعار " إغلاق الملفات " قبل عكوف القلب والجوارح في العشر الأواخر .
6- أوصيكم بقراءة كتاب " كيف تفوز بليلة القدر " ونشره في المساجد ليعم النفع به في كل مكان ممكن ، وأوصيكم بسماع محاضرة " ليلة القدر والعشر الأواخر " من الآن لإعداد العدة لهذا الزمن الفضيل .
أحبتي ..
آية التدبر في الجزء الثالث عشر : " وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم "
التدبر في قوله " على ظلمهم " فإنها آية تسكب الدموع ، وتوجب الحياء ، وتشعر الإنسان منَّا بحقارة نفسه الأمارة بالسوء ، ومدى طغيانها وتعديها وظلمها ، لكن الله سمَّى نفسه الغفور لأنه يغفر الذنوب الكبيرة ، وسمى نفسه الغفار لأنه يغفر الذنوب الكثيرة ، ونحن في هذا الزمان تهفو أنفسنا لثمرة " غفر له ما تقدم من ذنبه "
فتأملوا عظم مغفرته سبحانه
فَإِنَّهُ الَّذِي يَهَبُ كُفْرَ سَبْعِينَ سَنَةً بِإِيمَانِ سَاعَةٍ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ } كَسَحَرَةِ فِرْعَوْنَ بَعْدَ كُفْرِهِمْ وَعُتُوِّهِمْ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ الطَّوِيلَةِ إلَى أَنْ حَلَفُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ فَبِقَوْلِهِمْ مَرَّةً " آمَنَّا " عَنْ اعْتِقَادٍ جَعَلَهُمْ رُءُوسَ الشُّهَدَاءِ فِي الْجَنَّةِ فَهَذَا حَالُ مَنْ وَجَدَهُ سَاعَةً بَعْدَ ذَلِكَ الْكُفْرِ وَالضَّلَالِ فَكَيْفَ حَالُ مَنْ أَفْنَى عُمُرَهُ فِي تَوْحِيدِهِ لَا يَرَى لَهُ إلها غَيْرَهُ سبحانه وتَعَالَى .
أَمَا تَرَون أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَمَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ الْكُفْرِ طُولَ أَعْمَارِهِمْ فَبِقَوْلِهِمْ { رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ } قَبِلَهُمْ وَأَعَزَّهُمْ إلَى أَنْ قَالَ { وَنُقَلِّبُهُمْ } وَأَعْظَمَ لَهُمْ الْحُرْمَةَ وَالْمَهَابَةَ حَتَّى قَالَ لِأَكْرَمِ خَلْقِهِ { لَوْ اطَّلَعْت عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْت مِنْهُمْ فِرَارًا } الْآيَةَ بَلْ كَيْفَ أَكْرَمَ كَلْبًا تَبِعَهُمْ حَتَّى ذَكَرَهُ فِي كِتَابِهِ تَعَالَى مِرَارًا وَأَدْخَلَهُ فِي جَنَّتِهِ فَهَذَا فَضْلُهُ لِكَلْبٍ خَطَا خُطُوَاتٍ مَعَ قَوْمٍ عَرَفُوهُ أَيَّامًا مِنْ غَيْرِ عِبَادَةٍ فَكَيْفَ فَضْلُ المؤمن الذي عبده سبحانه سنين طوال .
وفي الأسحار وعند الإفطار :
إلهي ما ألطفَكَ بي معَ عظيمِ جَهلِي ! ومَا أرحَمَكَ بي معَ قَبيحِ فِعلِي !
إلهي كلّمَا أخرَسَني لُؤمِي وظُلمِي ، أنطَقَني كَرَمُك ، وكلّمَا أيأسَتني أوصَافِي أطمَعَتني مِننُكَ
إلهي ماذَا وجَدَ مَن فقدَكَ ؟ ومَا الذي فقدَ مَن وَجَدَك ؟!
إلهي كيفَ يُرجَى سِواكَ ، وأنتَ ما قَطعتَ الإحسانَ ؟ وكيفَ يُطلَبُ مِن غيرِك وأنتَ مَا بدّلتَ عَادةَ الامتنان ؟!
إلهي كيفَ أخيبَ وأنتَ أملِي .؟ أم كيفَ أُهانُ وعليكَ مُتَّكَلِي ؟!
اللهم اغفر لي ذنبي كله ، دقه وجله ، علانيته وسره ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وطهر قلوبنا ، واصطفينا لعبادتك ، واجعل هوانا تبعًا لما جاء به نبيك ، ولا تجعل في قلوبنا حبا إلا لك ، ولا تعلقًا إلا بك ، ومنَّ علينا بالعتق من النيران ، وتحصيل ثمرة التقوى والغفران ، يا أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا ، يا عظيم الفضل والمن .
سؤال الرسالة :
ما نصيحتك لإخوانك بعد مرور الأيام الماضية من رمضان ، لو رجع بك الزمان لأول رمضان ماذا تندم عليه الآن مما كان ؟
وكتبه
هاني حلمي
الثالث عشر من رمضان 1445
لكن أختي لدي تعقيب على جملة زيارة قبر ؟؟؟؟
تفضلي الفتوى فيه
حكم زيارة النساء للقبور
الجواب :
الحمد لله
الصحيح أن زيارة النساء للقبور لا تجوز للحديث المذكور وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه لعن زائرات القبور فالواجب على النساء ترك زيارة القبور والتي زارت القبر جهلاً منها فلا حرج عليها وعليها أن لا تعود فإن فعلت فعليها التوبة والاستغفار والتوبة تجب ما قبلها . فالزيارة للرجال خاصة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة ) وكانت الزيارة في أول الأمر ممنوعة على الرجال والنساء لأن المسلمين حدثاء عهد بعبادة الأموات والتعلق بالأموات فمنعوا من زيارة القبور سداً لذريعة الشر وحسماً لمادة الشرك ، فلما استقر الإسلام وعرفوا الإسلام شرع الله لهم زيارة القبور لما فيها من العظة والذكرى من ذكر الموت والآخرة والدعاء للموتى والترحم عليهم ثم منع الله النساء من ذلك في أصح قولي العلماء لأنهن يفتن الرجال وربما فتن في أنفسهن ولقلة صبرهن وكثرة جزعهن فمن رحمة الله وإحسانه إليهن أن حرم عليهن زيارة القبور ، وفي ذلك أيضاً إحسان للرجال لأن اجتماع الجميع عند القبر قد يسبب فتنة فمن رحمة الله أن منعهن من زيارة القبور .
أما الصلاة فلا بأس ، فتصلي النساء على الميت وإنما النهي عن زيارة القبور فليس للمرأة زيارة القبور في أصح قولي العلماء للأحاديث الدالة على منع ذلك . وليس عليها كفارة وإنما عليها التوبة فقط .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله . م/9 ص / 28.
اختى راجية رضا الله
ابدعتى في ما خط قلمك
وابدعتى في العظة
فجزاك الله الف خير
وبارك في قلمك المميز
ام البنات
وفقك الله ورعاك وزاد من تقواك.
نفع الله بك ورفع قدرك ولا حرمك الأجر والثواب.
اللهم تقبل منا ومنك صــــــــــــالح الأعمـــــــــال
وأسأل الله أن يبلغكم ليلة القدر ويجعلكم فيها من الفائزين .
وجزاكى الله خيرا أختىعراقية أنا على هذه الفتوى وجزاكم خيرا على هذه الدعوات الجميلات وبارك لكن ورزقكن السداد والتوفيق .
وأشهد الله انى أحبكم فى الله
أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه .